سقاه من صيب الرضوان هامره * ومن دموعي حيا كالمزن مندفق وقال الشيخ عبد الحسين الحلي يرثيه أيضا للمرة الثالثة:
اخب وراء الفكر والفكر شارد * لقد ذعرته الحادثات الشدائد وانشد صبري أين ولى ولا أرى سوى انه نحو الأحبة قاصد الا أيها الصبر الذي اجتازني لهم * ترسم مغانيهم فإنك رائد إذا طاب مثوى القوم عدلي ألتجي * إليهم وما ظني بأنك عائد * * * ايست من السلوى وخبت فلم أجد * خليلا يواسي أو خليا يساعد ولا غرو ان عز النصير فإنه * (إذا عظم المطلوب قل المساعد) وما ضائري اني فريد إذا غدت * تساعدني من مقلتي الفرائد وهل تسعد الثكلى بحزن أجيرة * تراوع ان جد الأسى وتحايد ومن صارع الآساد ليس تهوله * إذا ساورته في حماه الأساود * * * يسائلني النوام ما أنت واجد * وأجدر بي لو قيل من أنت فاقد وما هم من الوجد الذي يجهلونه * وهل يعرف الوجد المبرح راقد لقد فقدت نعشا فراحت تروده * وتندبه عمر الزمان الفراقد وظل السهى يصحو ويغفي صبابة * وحزنا عليه فهو يقظان هاجد فقدت أخا برا إذا ما هززته * بمغمده قالته منها المغامد تخيرته مما أجنت وأبطنت * كنوز الليالي واصطفته المحامد أخو نجدة امضي من السهم مارقا * وأسرع من برق سرى وهو راكد * * * وقالوا ابتدل عنه على البعد مثله * فقلت لهم (ما كل عذراء ناهد) أرى ألف جيد غير اني لا أرى * بها واحدا فيه تناظ القلائد * * * عذيري من الأيام يغمزن صعدتي * فادفع عنها تارة وأحايد أعاتبها عما جنت وكأنها * إذا عوتبت عما جنته جلامد إذا كان حر العتب لم يلف معتبا * ولا مصغيا للعتب فالعتب بارد * * * سفاه عتاب المرء أيام دهره * فبالعتب لا يزكو ويصلح فاسد ولو ساع عتب الدهر حملت متنه * ذنوبا عليها من مشيبي شواهد مشيب وهجر وافتراق وغربة * بشقة ارض اقربوها أباعد إذا صدرت عنها الأماني ظوامنا * فقد أسنت منها لهن الموارد خطوب أعدت للورى أيقلها * على الكتد الواهي من الناس واحد أصابر منها ما استطعت بمهجة * تعاني الذي لم تستطع وتكابد ثقي ان تبيدي يا بقايا حشاشتي * وشيكا فان الصبر قبلك بائد إذا كان عقبى الناس ان يردوا الردى * فيا ليته لا كان للناس والد وان كان عقبى الشيب ان يفقد الفتى * أحبته يا ليت لا شاب ماجد لئن ساءني لقيا المنية يافعا * فما سرني اني مع الشيب خالد لو أن حياتي في يدي اخترت خيرها * وعفت لعمري كلما هو زائد فما هذه الأعمار الا مخازن * بها المنتقى والساقطات الردائد حياة الفتى كالبرق يسري وخلفه * زوابع تخفي ضوءه ورواعد لقل غناء الظل للدوح وارفا * إذا عملت فيه الأكف العواضد وقل بقاء الورد في الروض زاهيا * إذا ولجته الحاصبات الحواصد * * * الا ليت شعري هل أبيت بنجوة * من الوجد أم اني مدى الدهر واجد وهل أردن ماء الفرات عشية * أم اني من دمعي برغمي وارد وهل ترجع الأيام يوما كعهدها * فترعى عهود قد خلت ومعاهد * * * رعى الله عهدا من حبيب تكثرت * بقربي له بين الأنام الحواسد بذلت له ودي وما كان ضائعا * وما هو من بعد المنية نافد السيد جواد ابن السيد محمد علي الحسيني الأصفهاني الحائري الشهير بالهندي الخطيب توفي بعد مجيئة من الحج في كربلاء سنة 1333 ودفن فيها.
كان فاضلا تلمذ على الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري في الفقه وكان ذاكرا لمصاب الحسين (ع) من مشاهير الذاكرين خطيبا طلق اللسان أديبا شاعرا رأيته في كربلاء وحضرت مجالس ذكره وجاء إلى دمشق ونحن فيها في طريقه إلى الحجاز لأداء فريضة الحج فمن شعره قوله:
الا هل ليلة فيها اجتمعنا * وما ان جاءنا فيها ثقال ثقال حيثما جلسوا تراهم * جبالا بل ودونهم الجبال وقوله في رثاء الحسين (ع) من قصيدة:
وفارق طرفي طيب الرقاد * وفي سهده يشهد الفرقد يطارح بالنوح ورق الحمام * بتذكاركم قلبي الموقد وما كان ينشد من قبلكم * فقيدا فلا والذي يعبد سوى من بقلبي له مضجع * ومن بالطفوف له مشهد ومن رزؤه ملأ الخافقين * وان نفد الدهر لا ينفد فمن يسأل الطف عن حاله * يقص عليه ولا يجحد بأن الحسين وفتيانه * ظمايا بأكنافه استشهدوا مضوا بشبا ماضيات السيوف * وما مد للذل منهم يد السيد جواد ويقال محمد الجواد بن محمد بن محمد الملقب بالطاهر بن حيدر ابن إبراهيم بن أحمد بن قاسم الحسيني العاملي الشقرائي المولد النجفي المسكن والمدفن صاحب مفتاح الكرامة مولده ووفاته ولد في قرية شقراء من قرى جبل عامل حدود سنة 1164 وتوفي في النجف الأشرف سنة 1226 وقد صرح في أواخر بعض مجلدات مفتاح الكرامة الذي فرع منه سنة وفاته 1226 انه يومئذ في عشر السبعين ودفن في بعض حجر الصحن الشريف في الصف القبلي المقابل لوجه أمير المؤمنين (ع) على يمين الخارج من باب القبلة والداخل من باب الفرج الغربي بوصية منه لرؤيا رآها وقبره هناك مشهور مزور.
نسبه الصواب في نسبه ما مر في صدر الترجمة اما ما في ترجمته الملحقة بمتاجر مفتاح الكرامة وبالقسم الأول من الرحيق المختوم من اسقاط اسم حيدر وإبراهيم بين محمد الثاني واحمد فغير صواب ويتصل نسبه الشريف