كريم متى أمدحه أمدحه والورى * معي وإذا ما لمته لمته وحدي فإن يك جرم عن اوتك هفوة * على خطأ مني فعذري على عمد أخباره مع عياش بن لهيعة الحضرمي وهو عياش بن لهيعة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمي ثم الأعدولي نسبة إلى أعدول بطن من الحضارمة ويقال الغافقي المصري والذي في الديوان الاقتصار على عياش بن لهيعة الحضرمي وباقي آبائه أخذناه من تهذيب التهذيب في ترجمة لهيعة وابنه عبد الله حيث رجحنا ان لهيعة المترجم في تهذيب التهذيب هو والد عياش هذا بدليل وصف كل منهما بالحضرمي وكون كليهما مصريا وهم من أهل بيوتات مصر فأبوه لهيعة كان من الرواة وأخوه عبد الله بن لهيعة كان قاضيا فقيها راويا مكثرا لقي 72 تابعيا وحفيد أخيه أحمد بن عيسى بن عبد الله بن لهيعة وابن أخيه لهيعة بن عيسى بن لهيعة كانا من الرواة وأصلهم من اليمن أما عياش هذا فلم يتيسر لنا الآن مع الفحص معرفة شئ من أحواله سوى أنه كان بمصر وله نباهة بإمارة ونحوها بدليل قصد أبي تمام له إلى مصر ومدحه كما يأتي. في هبة الأيام سار أبو تمام إلى مصر قاصدا عياش بن لهيعة الحضرمي ومدحه اه فمن مدائحه فيه قوله من قصيدة:
لي حرمة بك أضحى حق نازلها * وقفا عليك فدتك النفس محبوسا لله أفعال عياش وشيمته * تزيده كرما ان ساس أو سيساما شاهد اللبس الا كان متضحا * ولا رأى الحق إلا كان ملموسا فاضت سحائب من أنعامه فطمت * نعماه بالبوس حتى اجتثت البوسا فرع علا في سماء العز متخذا * أصلا ثوى في قرار المجد مغروسا ومن مدائحه فيه قصيدة هذا مختارها رضيت الهوى والشوق خدنا وصاحبا * فان أنت لم ترضي بذلك فاغضبي ولي بدن يأوي إذا الحب ضافه * إلى كبد حرى وقلب معذب تصدع شمل القلب من كل وجهة * وتشعبه بالبث من كل مشعب بمختبل ساج من الطرف احور * ومقتبل صاف من الثغر أشنب من المعطيات الحسن والمؤتياته * مجلببة أو عاطلا لم تجلبب لو أن امرأ القيس بن حجر بدت له * لما قال (مر أبي علي أم جندب) أحاولت ارشادي فعقلي مرشدي * أم استمت تأديبي فدهري مؤدبي هما أظلما حالي ثمت أجليا * ظلاميهما عن وجه أمرد أشيب كان له دينا على كل مشرق * من الأرض أو ثارا لدى كل مغرب رأيت لعياش خلائق لم تكن * لتكمل الا في اللباب المهذب له كرم لو كان في الماء لم يغض * وفي البرق ما شام امرؤ برق خلب أخو أزمات بذله بذل محسن * الينا ولكن عذره عذر مذنب إذا أمه العافون الفوا حياضه * ملاء والفوا روضه غير مجدب إذا قال أهلا مرحبا نبعث لهم * مياه الندى من تحت أهل ومرحب يهولك أن تلقاه صدرا لمحفل * ونحرا لأعداء وقلبا لموكب بأروع مضاء على كل أروع * وأغلب مقدام على كل أغلب همام كنصل السيف كيف هززته * وجدت المنايا منه في كل مضرب وما ضيق أقطار البلاد أضافني * إليك ولكن مذهبي فيك مذهبي وأنت بمصر غايتي وقرابتي * بها وبنو أبيك فيها بنو أبي فقومت لي ما أعوج من قصد همتي * وبيضت لي ما اسود من وجه مطلبي وهاك ثياب المدح فاجرر ذيولها * عليك وهذا مركب الحمد فاركب ولكنه لم يقل لأبي تمام اهلا ومرحبا فلم تنبع له مياه الندى من تحتهما فلذلك قال يستبطئه من قصيدة:
غابت نجوم السعد يوم صدودهم * وأساءت الأيام فيها محضري قتلته سرا ثم قالت جهرة * قول الفرزدق لا بظبي أعفر ورأت شحوبا رابها في جسمه * ما ذا يريبك من جواد مضمر ما كع عن حرب الزمان ورميه * بالصبر الا أنه لم ينصر ما ان يزال مجد حزم مقبل * متوطئا أعقاب رزق مدبر كم ظهر مرت مقفر جاوزته * فحللت ربعا منك ليس بمقفر جودا كجود السيل الا أن ذا * كدر وان نداك غير مكدر الفطر والأضحى قد انسلخا ولي * أمل ببابك صائم لم يفطر حول ولم ينتج نداك وانما * تتوقع الحبلى لتسعة أشهر قصر ببذلك عمر مطلك تحولي * حمدا يعمر عمر سبعة أنسر كم من كثير البذل قد جازيته * شكرا بأطيب من نداه وأكثر شر الأوائل والأواخر ذمة * لم تصطنع وصنيعة لم تشكر أفديك مورق موعد لم يفدني * من قول باع انه لم يثمر ولما لم ينجع فيه ذلك قال يعاتبه عتابا شبيها بالهجاء وينسب إعراضه إلى قوم أفسدوه عليه من أبيات.
ذل السؤال شبحي في الحلق معترض * من دونه شرق من تحته جرض ما ماء كفك ان جادت وان بخلت * من ماء وجهي إذ أفنيته عوض من أشتكي وإلى من اعتزى وندى * من أجتدي كل أمر فيك منتقض مودة ذهب أثمارها شبه * وهمة جوهر معروفها عرض أظن عندك أقواما وأحسبهم * لم يأتلوا في ما أعدوا وما ركضوا يرمونني بعيون حشوها شزر * نواطق عن قلوب حشوها مرض لولا صيانة عرضي وانتظار غد * والكظم حتم علي الدهر مفترض لما فككت رقاب الشعر عن فكري * ولا رقابهم الاوهم حيض أصبحت يرمي نباهاتي بخاملة * من كله لنبالي كلها غرض هجاؤه في عياش فلما لم ينجع ذلك تدرج إلى الهجو فقال فيه من ابيات فيها هجو فيه احتشام وتهديد بالزيادة ويظهر منها انه لم يكن قد انقطع أمله منه بالكلية وان غلب على ظنه اليأس.
حضرمت دهري وأشكالي بكم ولكم * حتى بقيت كأني لست من أدد ثم أطرحتم قراباتي وآصرتي * حتى توهمت اني من بني أسد ثم انصرفت إلى نفسي لأظارها * إلى سواكم فلم تهشش إلى أحد ومدح من ليس أهل المدح أحسبه * نفسي تفصل من قلبي ومن كبدي قوم إذا أعين الآمال جلنهم * رجعن مكتحلات عائر الرمد وطلعة الشعر اقلى في عيونهم * وفي قلوبهم من طلعة الأسد قل قولة فيصلا تمضي حكومتها * في المنع ان عن لي منع أو الصفد يحصن بها سندي أو يمتنع عضدي * أو يدن لي امدى أو يعتدل اودي ان كنت في المطل ذا صبر وذا جلد * فلست في الذم ذا صبر وذا جلد وحين أيقن باليأس وعلم أن رجاءه من الوسواس خرج من الاحتشام إلى الأقذاع فقال فيه من ابيات:
ستعلم يا عياش ان كنت تعلم * فتندم ان خلاك جهلك تندم وقفت عليك الظن حتى كأنما * لديك الغنى أوليس في الأرض درهم