زار الخيال لها لا بل ازاركه * فكر إذا نام فكر الخلق لم ينم ظبي تقنصته لما نصبت له * في آخر الليل إشراكا من الحلم.
ثم اغتدى وبنا من ذكره سقم * باق وان كان معسولا من السقم وقال وأورده المرتضى في الأمالي أيضا:
عادك الزور ليلة الرمل من * رملة بين الحمى وبين المطالي ثم ما زارك الخيال ولكنك * بالفكر زرت طيف الخيال الفخر والحماسة قال يفتخر بقومه وبشجاعتهم وبجودهم ويخص منهم حاتما ويذم مصر ويذكر سفره عنها من قصيدة:
جمعت شعاع الرأي ثم وسمته * بحزم له في كل مظلمة فجر وصارعت عن مصر رجائي ولم يكن * ليصرع عزمي غير ما صرعت مصر بذعلبة أوفى بوافر نحضها * فتى وافر الاخلاق ليس له وفر فكم مهمه قفز تعسفت متنه * على متنها والبر من آله بحر وما القفر بالبيد القفار بل التي * نبت بي وفيها ساكنوها هي القفر فإن كان ذنبي ان أحسن مطلبي * أساء ففي سوء القضاء لي العذر قضاء الذي ما زال في يده الغنى * ثنى غرب آمالي وفي يدي الفقر رضيت وهل أرضى إذا كان مسخطي * من الامر ما فيه رضا من له الامر فأشجيت أيامي بصبر حلون لي * عواقبه والصبر مثل اسمه صبر أبي لي نجر الغوث ان أرأم التي * أسب بها والنجر يشبهه النجر لنا غرر زيدية أددية * إذا نجمت ذلت لها الأنجم الزهر لنا جوهر لو خالط الأرض أصبحت * وبطنانها منه وظهرانها تبر جديلة والغوث اللذان اليهما * صغت أذن للمجد ليس بها وقر مقاماتنا وقف على الحلم والحجى * فأمردنا كهل وأشيبنا حبر ألنا الأكف بالعطايا فجاوزت * مدى اللين الا ان اعراضنا صخر كان عطايانا يناسبن من أتى * ولا نسب يدنيه منا ولا صهر إذا زينة الدنيا من المال أعرضت * فأزين منها عندنا الحمد والشكر أبى قدرنا في الجود الا نباهة * فليس لمال عندنا أبدا قدر ليسحج بجود من أراد فإنه * عوان لهذا الناس وهو لنا بكر جرى حاتم في حلبة منه لو جرى * بها القطر شأوا قيل أيهما القطر فتى ذخر الدنيا أناس فلم يزل * لها باذلا فانظر لمن بقي الذخر فمن شاء فليفخر بما شاء من ندى * فليس لحي غيرنا ذلك الفخر جمعنا العلى بالجود بعد افتراقها * الينا كما الأيام يجمعها الشهر بكل كمي نحره عرضة القنا * إذا اضطرم الأحشاء وانتفخ السحر يشيعه أبناء موت إلى الوغى * يشيعهم صبر يشيعه نصر كماة إذا ظل الكماة بمعرك * وأرماحهم حمر وألوانهم صفر بخيل لزيد الخيل فيها فوارس * إذا نطقوا في مشهد خرس الدهر على كل طرف يحسر الطرف دونه * وسابحة لكن سباحتها الحضر ضبيبية ما ان تحدث نفسها * بما خلفها ما دام قدامها وتر فان ذمت الأعداء سوء صباحها * فليس يؤدي شكرها الذئب والنسر بها عرفت أقدارها بعد جهلها * باقدارها قيس بن عيلان والفزر وتغلب لاقت غالبا كل غالب * وبكر فألفت حربنا بازلا بكر وأنت خبير كيف أبقت سيوفنا * بني أسد ان كان ينفعك الخبر مساع يضل الشعر في كنه وصفها * فما يهتدي إلا لأصغرها الشعر وقال وهو بمصر يصف قومه ويفتخر بهم ويذم الدهر ويرثي الشعر من قصيدة:
اسئ على الدهر الثناء فقد قضى * علي بجور صرفه المتتابع واني إذا القى بربعي رحله * لاذعره في سربه وهو راتع أبو منزل الهم (1) الذي لو بغى القرى * لدى حاتم لم يقره وهو طائع إذا شرعت فيه الليالي بنكبة * تمزقن عنه وهو في الصبر شارع وان أقدمت يوما عليه رزية * تلقى شباها وهو بالصبر دارع له همم ما ان تزال سيوفها * قواطع لو كانت لهن مقاطع ألا ان نفس الشعر ماتت وان يكن * عداها حمام الموت فهي تنازع سأبكي القوافي بالقوافي فإنها * عليها ولم تظلم بذك جوازع وعاو عوى والمجد بيني وبينه * له حاجز دوني وركن مدافع (2) ترقت مناه طود عز لو ارتقت * به الريح فترا لانثنت وهي ظالع أنا ابن الذين استرضع الجود فيهم * وسمي فيهم وهو كهل ويافع سما بي أوس في السماح وحاتم * وزيد القنا والاثرمان وتافع (3) وكان أياس ما أياس وعارف * وحارثة أوفى الورى والأصامع (4) نجوم طواليع جبال فوارع * غيوث هواميع سيول دوافع مضوا وكأن المكرمات لديهم * لكثرة ما أوصوا بهن شرائع فأي يد في المحل مدت فلم يكن لها * راحة من جودهم وأصابع هم استودعوا المعروف محفوظ مالنا * فضاع وما ضاعت لدينا الودائع بها ليل لو عاينت فيض أكفهم * لا يقنت ان الرزق في الأرض واسع إذا خفقث بالبذل أرواح جودهم * حداها الندى واستنشقتها المطامع رياح كريح العنبر الغض في الرضى * و لكنها يوم اللقاء زعازع