الذي استظهره من أن اسم أبي عمرة عمرو بن محصن ينافيه قول نصر نفسه، فإنه ذكر أولا كما سمعت أنه أبو عمرة بن عمرو بن محصن - كما في نسخة كتاب صفين المطبوعة ونسخة الدرجات المخطوطة - وينافيه أيضا قول نصر عند ذكر الأبيات التي رثى بها النجاشي أبا عمرة التي استشهد صاحب الدرجات بشطر منها على أن اسمه عمرو بن محصن كما سمعت، ففي كتاب صفين: قال النجاشي يبكي أبا عمرة بن عمرو بن محصن وقتل بصفين: (لنعم فتى الحيين عمرو بن محصن) وذكر الأبيات، فجعل أبا عمرة هو ابن عمرو بن محصن لا عمرو بن محصن، لكن شطر البيت صريح في أن المرثي عمرو بن محصن، والذي يظهر لي ان أبا عمرة كنية بشير لا أبيه، وإن الأبيات في رثاء أبيه عمرو بن محصن لا في رثاء بشير لأن عمرو بن محصن قتل أيضا في صفين كما صرح به الشيخ في رجاله في ترجمته وإن كان ظاهر ما مر عن كتاب نصر انها في رثاء أبي عمرة بن محصن الذي هو بشير، لكن حيث أن صريح الشطر الأول منها انها في رثاء عمرو، فالظاهر أنه وقع اشتابه من نصر أو من الرواة عنه في جعلها في رثاء الأبن بل هي في رثاء الأب، ويمكن على بعد كونها في رثاء الأبن بأن يكون وقع فيها حذف للضرورة، فأراد أن يقول ابن عمرو بن محصن، فحذف لفظ ابن وقال عمرو بن محصن والشعراء يتصرفون في الشعر للضرورة بمثل ذلك أو أكثر ويبالي أن بعضهم قال عند ذكر الدرع (من نسج ابن داود) فزاد كلمة ابن وهو ليس أقل محذورا من حذفها وقال أبو نواس (مع الشمس في عيني أباع تغور) وإنما هي عين أباع، وقال (يؤممن أرض الغوطتين) فثناها وإنما هي غوطة واحدة وقال (وأصبحن قد فوزن على نهر فطرس) وإنما هو نهر أبي فطرس إلى غير ذلك مما لا يحصى ويتحصل ان أبا عمرة يكنى به بشير بن عمرو بن محصن وثعلبة بن عمرو بن عبيد بن محصن وان المقتول بصفين هو الأول. ومن ذلك يظهر ان أبا عمرة الذي كان من أصفياء أمير المؤمنين عليه السلام وشهد معه الجمل وصفين واستشهد بصفين وخرج معه لما خرج من المدينة والذي قال عنه نصر إنه كان من أعلام أصحاب علي عليه السلام وقتل في المعركة بصفين وجزع علي عليه السلام لقتله هو بشير بن عمرو بن محصن لا أبوه عمرو ولا ثعلبة بن عمرو و إن كان أبوه عمرو بن محصن قد استشهد أيضا بصفين على ما ذكره الشيخ في رجاله. نعم لا يكون وقع اشتباه من الرواة فنسبوا إلى بشير ما هو لأبيه من كونه من أصفيائه عليه السلام ومن أعلام أصحابه وجزع لقتله وغير ذلك ويرشد إليه ما مر عن أبي عمرة بن عمرو بن محصن من أنه دخله الشك في المسير إلى حرب صفين، ثم ذهب عنه ونفذت بصيرته، فإن هذا قد يتنافر مع كونه من الأصفياء ومن أعلام الأصحاب، والاشتباه بين الأب والابن بإسناد ما لأحدهما للآخر غير مستبعد خصوصا مع اشتراكهما في صحبته عليه السلام وشهادتهما معه والله أعلم، كما أن قوله يروي عنه ابنه عبد الرحمن بن أبي عمرة ليس بصواب، فإن عبد الرحمن هو ابن بشير لا ابن ثعلبة كما صرح به ابن سعد في الطبقات. ومر في ج 7 م 8 ص 633 وأشار إليه ابن عبد البر في كلامه الآتي. وفي مستدركات الوسائل ثعلبة بن عمرو أبو عمرة الأنصاري قتل مع أمير المؤمنين عليه السلام بصفين. قال وفي شرح الأخبار للقاضي نعمان بإسناده عن محمد بن سلام بإسناده عن عون بن علي عن أبيه، وكان كاتبا لعلي عليه السلام أنه ذكر من كان معه في حروبه، إلى أن قال: وثعلبة بن عمرو بدري، وهو الذي أعطى عليا عليه السلام يوم الجمل مائة ألف درهم أعانه بها، قتل يوم صفين. قال:
وفي رجال الكشي مسندا عن أبي عبد الله عليه السلام إنه قال في حديث ثم لحق أبو ساسان وعمارة وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة وفيه مسندا عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله عليه السلام خالف الناس إلا ثلاثة أبو ذر والمقداد وعمار! فقال وأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري اه. (أقول):
يظهر مما مر عدم صحة قوله وقول القاضي نعمان إن ثعلبة بن عمرو قتل مع علي عليه السلام بصفين، فإنه قتل يوم الجسر سنة 15 أو مات في خلافة عثمان كما مر، وكذا في قول القاضي إنه هو الذي أعطى عليا عليه السلام يوم الجمل مائة ألف درهم أعانه بها، فان ذلك عمرو بن محصن والد بشير كما صرح به الشيخ في رجاله في ترجمة عمرو بن محصن، وما في روايتي الكشي المراد به بشير لا ثعلبة والله أعلم وفي الاستيعاب ثعلبة بن عمرو ابن عبيد بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر الذي يقال له سدن بن مالك بن النجار شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واختلف في وقت وفاته فقال الواقدي توفي في خلافة عثمان بالمدينة وقال عبد الله بن محمد الأنصاري لم يدرك عثمان لكنه قتل يوم جسر أبي عبيد في خلافة عمر روى عنه ابنه عبد الرحمن يقال إنه أبو عمرة الأنصاري والد عبد الرحمن بن أبي عمرة وفي ذلك نظر اه ووجه النظر ان أبا عمرة الأنصاري والد عبد الرحمن هو بشير بن عمرو كما استصوبه في الكنى لا ثعلبة وإن قلنا إن كلا منهما يكنى أبا عمرة قال وثعلبة هذا هو الذي قال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قطع يد عمرو بن سمرة في السرقة وفي أسد الغابة ثعلبة بن عمرو بن محصن شهد بدرا وقتل يوم الجسر مع أبي عبيد الثقفي قاله موسى بن عقبة. وفي الإصابة ثعلبة بن عمرو بن محصن وساق نسبه كما مر ثم قال ثعلبة بن عمرو وقيل هو اسم أبي عمرة الأنصاري حكاه البغوي اه وفي تهذيب التهذيب ثعلبة بن عمرو بن عبيد بن محصن الأنصاري النجاري شهد بدرا ويقال إنه عمرو والد عبد الرحمن وليس بصحيح ذكر الطبراني في المعجم الكبير من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب إنه قتل بجسر أبي عبيد سنة 15 وقال ابن عبد البر مات في خلافة عثمان. وتفرد ابن عبد البر بزيادة عبيد في نسبه بين عمرو ومحصن وخالفه الجمهور فلم يذكروه وفرق ابن منده وأبو نعيم بين هذا الذي شهد بدرا وبين راوي حديث السرقة وأظنه الصواب اه. وفي الطبقات الكبير:
ثعلبة بن عمرو بن محصن وساق نسبة كالاستيعاب لكنه لم يذكر عبيد بين عمرو ومحصن وقال أمه كبشة بنت ثابت أخت حسان بن ثابت الشاعر وشهد ثعلبة بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الواقدي: توفي في خلافة عثمان بالمدينة وليس له عقب وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري لم يدرك ثعلبة خلافة عثمان وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا في خلافة عمر اه ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
ثعلبة بن عنمة بن عدي من بني سلمة ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي الإصابة عنمة بفتح المهملة والنون وفي الاستيعاب وغيره وهو ثعلبة بن عنمة بن عدي بن نائي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي شهد العقبة في السبعين وشهد بدرا واحدا وهو أحد الذين كسروا آلهة بني سلمة قتل يوم الخندق شهيدا قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي قاله ابن إسحاق وقيل قتل يوم خيبر اه وفي أسد الغابة عن ابن عباس في قوله تعالى (يسألونك عن الأهلة) قال نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما من الأنصار قالا يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا ثم يزيد