مروان فأكرمه. وكان عبد الملك قد قبض أموال ابن الزبير، فقال له ثابت: ان رأيت أن ترد علي حصتي من مال أبي فردها عليه. وقال له عبد الملك يوما: أبوك كان أعلم بك حيث كان يشتمك! فقال يا أمير المؤمنين أتدري لم كان يشتمني؟ قال لا والله! فقال إني كنت نهيته ان يقاتل بأهل مكة وأهل المدينة فإن الله لا ينصره بهم: فأما أهل مكة فأخرجوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخافوه ثم جاؤوا إلى المدينة فأخرجهم منها وسيرهم. وعرض ثابت بكلامه هذا بالحكم بن أبي العاص حيث نفاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. واما أهل المدينة فخذلوا عثمان حتى قتل بينهم. فقال له عبد الملك لعنك الله، فقال ثابت: يستحقها الظالمون قال الله تعالى (الا لعنة الله على الظالمين) فأمسك عنه، وفي رواية أنه قال له عبد الملك أنت كما قال الأول: شنشنة أعرفها من أخزم. قال الزبير بن بكار أخبرني عمي مصعب بن عبد الله انه مات بسرع من طريق الشام منصرفا من عند سليمان بن عبد الملك إلى المدينة وكان سليمان له مكرما، ورد عليه وعلى اخوته أشياء لم يكن ردها عبد الملك وتوفي وهو ابن سبع أو ثمان وسبعين، وروي انه توفي بمعان من طريق الشام وموته بسرع أثبت عندنا اه.
ثابت بن عبيد الأنصاري في الاستيعاب: شهد بدرا وشهد صفين مع علي وقتل بها اه ويحتمل ان يكون هو ثابت البناني كما مر وفي الطبقات الكبير لابن سعد عند تسمية من نزل الكوفة من الصحابة والتابعين وغيرهم: ثابت بن عبيد الأنصاري لقي زيد بن ثابت وقال صليت خلف المغيرة بن شعبة فقام في الركعتين وكان ثقة كثير الحديث روى عنه الأعمش وغيره اه وهذا غير المترجم يقينا لأن صفين كانت سنة 37 والأعمش ولد سنة 61.
ثابت بن عجلان الأنصاري السلمي أبو عبد الله الحمصي في تاريخ دمشق لابن عساكر: ثابت بن عجلان الأنصاري الحمصي سكن الباب وكان يقول: أدركت كذا وكذا من كبار التابعين كلهم يأمرني بالصلاة في الجماعة وينهاني عن أصحاب الأهواء ثم بكى وقال: ما من عمل أرجى لي ولا أحب إلى نفسي من مشي إلى هذا المسجد - يعني مسجد الباب - وأمر عبد الله بن المبارك بقية بن الوليد ان يجمع له حديث ثابت بن عجلان. وقال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل: سألت أبي عن ثابت أهو ثقة؟ فسكت - وقال دحيم: ليس به بأس وهو من أهل أرمينية روى عن القدماء. وقال أبو حاتم: لا بأس به هو صالح الحديث. وقال أبو عبد الله الحافظ لم يصح سماع ثابت من ابن عباس وانما طبقته بعد التابعين وكان ثابت يقول: ان الله ليريد بأهل الأرض العذاب فإذا سمع أصوات الصبيان يتعلمون الحكمة - اي القرآن - صرفه عنهم، ووثقه يحيى بن معين وقال ابن عدي في تسمية الضعفاء: ثابت بن عجلان شامي ليس له غير هذه الأحاديث وذكر له ثلاثة أحاديث اه وفي تهذيب التهذيب: ثابت بن عجلان الأنصاري السلمي أبو عبد الله الحمصي، وقيل إنه من أرمينية.
وقال ابن أبي حاتم حمصي وقع إلى باب الأبواب قال عبد الله بن أحمد:
سألت أبي عنه فقال كان يكون بالباب والأبواب، قلت هو ثقة؟ فسكت كأنه مرض في امره. وقال ابن معين ثقة. وقال دحيم والنسائي ليس به بأس. وقال أبو حاتم لا بأس به صالح الحديث. وقال بقية: قال لي ابن المبارك اجمع لي حديث ثابت بن عجلان فتتبعته. وقال العقيلي في الضعفاء لا يتابع في حديثه، وساق له ابن عدي ثلاثة أحاديث غريبة. وقال أحمد انا متوقف فيه. وقال ابن حبان: في الثقات قيل إنه سمع انسا وليس ذلك بصحيح عندي. وقال عبد الحق في الاحكام لا يحتج به، ورد ذلك عليه ابن القطان، وقال في قول العقيلي لا يتابع ان هذا لا يضر الا من لا يعرض بالثقة، واما من وثق فانفراده لا يضره وصدق، فان مثل هذا لا يضره الا مخالفته الثقات لا غير، فيكون حديثه حينئذ شاذا اه وفي ميزان الاعتدال: ثابت بن عجلان شامي، إلى أن قال: وذكره ابن عدي وساق له ثلاثة أحاديث غريبة. قال الحافظ عبد الحق: ثابت لا يحتج به، فناقشه على قوله أبو الحسن ابن القطان وقال: قول العقيلي أيضا فيه تحامل عليه، وانما يضر هذا من لا يعرف بالثقة مطلقا، فاما من عرف بها فانفراده لا يضره الا ان كثر ذلك منه. قلت اما من عرف بأنه ثقة فنعم، وأما من وثق ومثل أحمد الامام يتوقف فيه. ويقول أبو حاتم صالح الحديث، فلا نرقيه إلى رتبة الثقة وهذا شيخ حمصي ليس بالمكثر وقع إلى باب الأبواب غازيا.
تشيعه في النبذة المختارة من كتاب تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني التي أشرنا إليها في أحمد بن خلاد الشروي وقلنا انه ذكر فيها ترجمة سبعة وعشرين شاعرا منهم، والمترجم هو السابع منهم. قال المرزباني: ثابت بن عجلان الأنصاري رحمه الله. قيل إن معاوية قال لجلسائه يوما: من خير الناس أبا وأما وجدا وجدة وعما وعمة وخالا وخالة؟ فقال ثابت: - واخذ بيد الحسن بن علي عليهما السلام -: هذا أبوه علي بن أبي طالب وأمه فاطمة وجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجدته خديجة وعمه جعفر الطيار في الجنة وعمته أم هانئ بنت أبي طالب وخاله إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعترضه عمرو بن العاص فقال: أبيت يا أخا الأنصار الا حبا لبني هاشم؟ فقال ثابت ويلك يا ابن العاص انه لم يرد أحد من الناس رضى مخلوق بمعصية الخالق الا حرمه الله أمنيته في الحياة الدنيا وختم له بالشقاء في الآخرة بنو هاشم أنضر وجوها وأورى زنادا وأقوم عمادا وأعظم قدرا وأسنى فخرا واجل محتدا وأعلا سؤددا وأندى يدا! أكذلك يا معاوية ان شئت فقل لا؟ فقال بل هم كذلك يا ثابت! فالتفت ثابت إلى عمرو فقال:
بنو هاشم أهل النبوة والهدى * على رغم راض من معد وراغم بهم انقذ الله الأنام من العمى * وبالنفر البيض الكرام الخضارم بنو الخزرج الغر الحماة وأوسها * بني كل بهلول عميد قماقم فما أنت يا ابن العاص ويلك فازدجر * ولا ابن أبي سفيان أمثال هاشم مشايخه في تهذيب التهذيب: روى عن أنس وأبي اسامة وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح ومجاهد وطاوس والحسن وابن سيرين والزهري وخلق. وفي تاريخ دمشق: سمع مكحول وغيره بدمشق، حدث عن أبي أمامة والشعبي والنخعي والزهري وجماعة اه.
بعد كتابة هذه الترجمة ظهر لنا الآن النظر في اتحاد المذكور في تاريخ دمشق وتهذيب التهذيب والميزان مع المذكور في النبذة لوضوح ان الثاني ان لم يكن من الصحابة فهو من التابعين قطعا مع أن عبارة تاريخ دمشق كالصريحة في أنه من تابعي التابعين لقوله أدركت كذا وكذا من كبار التابعين ولو كان من التابعين لكان أولى ان يقول أدركت كذا وكذا من كبار