وقال:
وبقيت لولا انني في طئ * علم لقال الناس أنت جرير وفي تاريخ دمشق لما قدم أبو تمام من العراق قيل له ما أقدمت في سفرتك هذه قال أربعمائة ألف درهم وأربعة أبيات شعر هي أحب إلي من المال ثم أنشدها وهي لأبي نواس وذكر الأبيات الأربعة المتقدمة عند ذكر شغفه بالشعر التي أولها (اني وما جمعت من صفد).
مشايخه قال ابن عساكر: حدث عن صهيب بن أبي الصهباء الشاغر والعطاف بن هارون وكرامة بن ابان العدوي وأبي عبد الرحمن يحيى بن إسماعيل الأموي وسلامة بن جابر النهدي ومحمد بن خالد الشيباني اه ويروي أيضا عن قلابة الجرمي ومالك بن دلهم وعمرو بن هاشم السروي كما في أخبار أبي تمام للصولي.
تلاميذه قال ابن عساكر: روى عنه خالد بن شريد (يزيد) الشاعر والوليد ابن عبادة البحتري ومحمد بن إبراهيم بن عتاب والعبدري البغدادي اه وقال الخطيب في تاريخ بغداد: وروى عنه أحمد بن أبي طاهر اخبارا مسندة اه وقال ابن الأنباري في النزهة روى عنه أحمد بن أبي طاهر وغيره اخبارا مسندة اه وهذه الأخبار رواها الصولي في كتاب اخبار أبي تمام عن أحمد بن يزيد المهلبي عن أحمد بن أبي طاهر عن أبي تمام وسنذكر أكثرها عند ذكر ما روي من طريقة (أقول) والبحتري كان تلميذه وخريجه في الشعر وقال الشهيد الثاني في اجازته لوالد البهائي الشيخ حسين بن عبد الصمد انه يروي بالاسناد عن السيد فخار الموسوي عن أبي الفتح محمد بن الميداني عن ابن الجواليقي عن أبي الصقر الواسطي عن الحبشي عن التنيسي عن الأنطاكي عن أبي تمام حبيب بن أوس الطائي صاحب الحماسة لها ولجميع تصانيفه وكتبه اه.
مؤلفاته قال النجاشي له كتاب الحماسة وكتاب مختار شعر القبائل أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري اه وقال ابن النديم في فهرسته له من الكتب كتاب الحماسة. كتاب الاختيارات من شعر الشعراء. كتاب الفحول اه ونحن نورد أسماء مؤلفاته ونتكلم على كل واحد منها.
(الأول) كتاب الحماسة أو ديوان الحماسة جمعه أبو تمام لأبي الوفاء ابن سلمة لما كان عنده في همذان آئبا من خراسان من عند عبد الله بن طاهر فمنعه الثلج فألف له هذا الكتاب من خزانة كتبه وهو مرتب على عشرة أبواب (1) الحماسة (2) المراثي (3) الأدب (4) النسيب (5) الهجاء (6) الأضياف والمديح (7) الصفات (8) السير والنعاس (9) الملح (10) مذمة النساء. واشتهر ببابه الأول من تسمية الكل باسم الجزء. والحماسة الشجاعة والعرب تسمي قريشا حمسا لشدتهم في القتال وهو من أشهر الكتب ورزق خطا كبيرا واشتهر اشتهارا عظيما وكفى في اشتهاره واعتناء العلماء به أن يكون له أربعة وثلاثون شرحا لأكابر العلماء والأدباء كما ستعرف وأن يؤلف ثمانية من مشاهير العلماء والأدباء كتب الحماسة اقتداء بأبي تمام أو معارضة له ولا يشتهر واحد منها اشتهار حماسة أبي تمام أو دونها كما ستعرف وأن يؤلف شيخ العربية أبو الفتح عثمان بن جني كتاب المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة وقد طبع بدمشق وان العلماء إذا استشهدوا ببيت مما ذكر فيه يقولون قال الحماسي اي الشاعر المذكور شعره في كتاب الحماسة ولا ينسبونه إلى صاحبه وأن يضرب به المثل أبو الحسن علي بن أبي القاسم زيد البيهقي في كتابه تتمة صوان الحكمة المعروف بتاريخ حكماء الاسلام فيقول في ترجمة أبي الصقر عبد العزيز بن عثمان القبيصي الهاشمي أن كتابة المدخل هو في كتب النجوم مثل كتاب الحماسة بين الأشعار ودل جمعه له على فضل عظيم ومعرفة تامة بالشعر والأدب قال ابن خلكان له كتاب الحماسة دلت على غزارة علمه واتقان معرفته وحسن اختياره اه في خزانة الأدب له كتاب الحماسة الذي دل على غزارة علمه وكمال فضله واتقان معرفته وحسن اختياره وهو في جمعه للحماسة أشعر منه في شعره اه: وقال الخطيب التبريزي في مقدمة شرح الحماسة: وأشعارهم أي العرب كثيرة والمختار منها ما اختاره امراء الكلام وعلماء النظام ومن أجود ما اختاروه من القصائد المفضليات ومن المقطعات الحماسة وقال إن أبا تمام باختياره الحماسة أشعر منه في شعره.
وقال الزمخشري في الأساس: لم يجمع في المقطعات مثل ما جمع أبو تمام ولا في المقصدات مثل ما جمع المفضل اه.
وعن كتاب المنتخب في تاريخ آداب العرب تأليف محمد عطايا الدمشقي المطبوع بمصر (1913) ص 72 الحماسة وتسمى أيضا الحماسة الكبرى وهي تحتوي على نحو 570 قطعة من الشعر قسمت إلى عشرة أبواب - وعدها - ترجمها إلى اللاتينية العلامة فريتانح سنة 1828 وسنة 1851 ثم ترجمها إلى اللغة النمساوية العلامة فريدريك روكيرت وطبع الترجمة سنة 1846.
ولم تشتهر حماسة أبي تمام هذا الاشتهار عن عبث ولا صدفة بل اشتهرت بالاستحقاق وذلك لما فيها من حسن الاختيار مع أنها جمعت من كتب مكتبة واحدة.
ولأجل ما فيها من حسن الاختيار الذي دل على قوة معرفة أبي تمام يجيد الشعر من رديه قيل أن أبا تمام في اختياره أشعر منه في شعره.
قال المسعودي قد كان أبو تمام ألف كتابا وسماه الحماسة وفي الناس من يسميه كتاب الخيبة انتخب فيه شعر الناس ظهر بعد وفاته اه قوله كتاب الخيبة هكذا في نسخة مطبوعة فإن لم تكن كلمة الخيبة محرفة فلا شك انها صدرت عن حسد وشحناء. وقال الآمدي في الموازنة لأبي تمام كتب اختيار في الشعر مشهورة (إلى أن قال) ومنها اختيار تلقط فيه أشياء من الشعراء المقلين والشعراء المغمورين غير المشهورين وبوبه أبوابا وصدره بما قيل في الشجاعة وهو أشهر اختياراته وأكثرها في أيدي الناس ويلقب بالحماسة اه.
سبب تأليف الحماسة ما ذكره الخطيب التبريزي يحيى بن علي في مقدمة شرح الحماسة قال كان سبب جمع أبي تمام الحماسة انه قصد عبد الله بن طاهر وهو بخراسان فمدحه وعاد من خراسان يريد العراق فلما دخل همذان اغتنمه أبو الوفاء بن سلمة فأنزله وأكرمه فأصبح ذات يوم وقد وقع ثلج عظيم قطع الطرق ومنع السابلة (والبرد بتلك النواحي خارج شديد عن حد الوصف والثلج في