العين المهملة اه وفي رجال ابن داود جعيدة بضم الجيم وفتح العين وتاء التأنيث الهمداني من أصحاب علي عليه السلام في رجال الشيخ من خواصه اه وفي منهج المقال بعد نقل ما في الخلاصة وقد يراد بهم الخواص كما في رجال ابن داود والله أعلم اه (أقول) لما نقل العلامة في آخر القسم الأول من الخلاصة كلام البرقي في رجاله قال: أبو ليلى من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من الأصفياء ذكره البرقي وكذا قال عن فلان وفلان وذكر جماعة ثم قال: ومن خواص أمير المؤمنين عليه السلام من مضر وذكر جماعة ثم قال وأصحابه من ربيعة وذكر جماعة ثم قال وأصحابه من اليمن وذكر جماعة وعد منهم جعيدا هذا ثم قال ومن المجهولين من أصحابه وعد جماعة فيحتمل ان يكون أراد ان جعيدا من خواصه بدليل ذكر المجهولين بعده إذ المراد بهم المجهولي الحال والله أعلم. وفي التعليقة: قوله جعيد في الكافي بسنده عنه عن علي بن الحسين عليهما السلام سألته أي حكم تحكمون قال بحكم آل داود فان أعيانا شئ تلقانا به روح القدس، وفي الخصال بسنده عنه عن علي عليه السلام ان في التابوت الأسفل من النار اثنا عشر الحديث اه. وفي لسان الميزان: جعيدة الهمداني كوفي من رجال الشيعة ذكره الكشي وقال إنه تابعي روى عن الحسن بن علي، وذكره الطوسي لكن سماه جعيدا وقال روى عن الحسين بن علي وعن ولده زين العابدين اه وليس له ذكر في اختيار رجال الكشي الموجود.
وفي هامش تكملة الرجال للمصنف ما صورته: في مختصر البصائر حمران ابن أعين عن جعيد الهمداني وكان جعيد ممن خرج مع الحسين بن علي عليهما السلام فقتل بكربلاء اه. وهو قد ينافي ما مر من أنه كان من أصحاب علي والحسنين والسجاد عليهم السلام الا ان يراد من كونه من أصحاب السجاد مجرد ادراكه لزمانه والله أعلم.
التمييز في مشتركات الكاظمي في بعض النسخ باب جعيد ولم يذكره شيخنا مشترك بين الهمداني من أصحاب علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام والأشجعي الصميري الصحابي اه ولا يخفي ان الأشجعي الصحابي جعيل باللام لا بالدال كما يأتي على أن الصيمري غير الأشجعي وان جعلهما ابن حجر في التقريب واحدا.
جعيفران بن علي بن اصفر بن السري بن عبد الرحمن البغدادي الأنباري السامرائي المعروف بجعيفران الموسوس واسمه جعفر أقوال العلماء فيه كان أديبا شاعرا مطبوعا شيعيا صاحب نوادر وأخبار طريفة من عقلاء المجانين وكان له لسان يتقى وقول مأثور يتقى وكان الامراء والأكابر يكرمونه ويحتفون به لظرافته وفصاحته أدرك أيام الإمام الكاظم وابنه الرضا عليهما السلام. ذكره أبو الفرج في كتاب الأغاني فقال هو جعيفران بن علي بن أصفر بن السري بن عبد الرحمن الأنباري من ساكني سر من رأى ومولده ومنشؤه ببغداد وكان أبوه من أبناء الجند الخراسانية، وكان يتشيع ويكثر لقاء أبي الحسن علي بن موسى بن جعفر أخبرني بذلك أبو الحسن علي بن العباس بن أبي طلحة الكاتب عن أبيه وأهله. وكان جعيفران أديبا شاعرا مطبوعا وغلبت عليه المرة السوداء فاختلط وبطل في أكثر أوقاته ومعظم أحواله ثم كان إذا أفاق ثاب اليه عقله وطبعه فقال الشعر الجيد، وكان أهله يزعمون أنه من العجم ولد اذين، وذكره الجاحظ في كتاب البيان والتبيين فقال: جعيفران الموسوس الشاعر كان يتشيع قال له قائل أتشتم فاطمة وتأخذ درهما قال لا بل اشتم فلانة وآخذ نصف درهم.
اخباره في الأغاني بسنده أنه كان لجعيفران قبل ان يختلط عقله أب يقال له علي بن الأصفر وكان دهقان الكرخ ببغداد وكان يتشيع فظهر على ابنه أنه خالفه إلى جارية له سرية فطرده عن داره وحج فشكا إلى موسى بن جعفر فقال له موسى ان كنت صادقا عليه فليس يموت حتى يفقد عقله وان كنت تحققت ذلك عليه فلا تساكنه ولا تطعمه شيئا من مالك في حياتك وأخرجه من ميراثك بعد وفاتك. فقدم فطرده وسال الفقهاء عن حيلة يخرجه بها من ميراثه فدلوه فاشهد به وأوصى إلى رجل فلما مات أبوه منع الوصي جعيفران من الإرث فاستعدى عليه أبا يوسف القاضي فاحضر الوصي وأقام جعيفران البينة على نسبه وتركة أبيه وأحضر الوصي بينة على ما احتال به أبوه فلم ير أبو يوسف ذلك شيئا وعزم على أن يورثه فسأله الوصي أن يسمع منه منفردا فأبى أن يسمع منه إلا بحضرة خصمه فكتب الوصي رقعة وأرسلها إلى أبي يوسف وفيها خبره وما أفتى به موسى بن جعفر فدعا الوصي واستحلفه انه قد صدق في ذلك فحلف باليمين الغموس فقال له اغد علي غدا مع صاحبك فحضر فحكم للوصي على جعيفران فوسوس جعيفران واختلط منذ يومئذ.
قال واخبرني علي بن العباس بن أبي طلحة الكاتب عن عبد الله بن عثمان الكاتب عن أبيه عثمان بن محمد قال كنت يوما برصافة مدينة السلام جالسا إذ جاءني جعيفران وهو مغضب فقال: (استوجب العالم مني القتلا) فقلت ولم يا أبا الفضل فنظر إلي نظرة منكرة خفت منها وقال: لما شعرت فرأوني فحلا، ثم سكت هنيهة وقال:
قالوا علي كذبا وبطلا * اني مجنون فقدت العقلا قالوا المحال كذبا وجهلا * أقبح بهذا الفعل منهم فعلا ثم ذهب لينصرف فخفت ان يؤذيه الصبيان فقلت اصبر فديتك حتى أقوم معك فإنك مغضب واكره ان تخرج على هذه الحال فقال سبحان الله أتراني أنسبهم إلى الكذب والجهل وأستقبح فعلهم وتتخوف مني مكافأتهم ثم ولى وهو يقول:
لست براض من جهول جهلا * ولا مجازيه بفعل فعلا لكن أرى الصفح لنفسي فضلا * من يرد الخير يجده سهلا وقال سلمة بن محارب مررت ببغداد فرأيت قوما مجتمعين على جعيفران فقلت قل بيتا بنصف درهم قال هاته فأعطيته فقال:
لج ذا الهم فاعتلج * كل هم إلى فرج ثم قال زد ان شئت حتى أزيدك. وقال الجاحظ في البيان والتبيين شهدت رجلا أعطاه درهما وقال قل شعرا على قافية الجيم فأنشأ يقول:
عادني الهم فأعتلج * كل هم إلى فرج سل عنك الهموم بالكأس * والراح تنفرج