فقال (من باب المداعبة وعدم الاعتناء بالحكام) لستم خيرا مني فقالوا مر لنا بقهوة فقال ليس ههنا مقهى فقالوا نريد غداء قال هذه تبنين قريبة قالوا لا بد لنا من الغداء فامر ابنه السيد جواد ان يصنع لهم طعاما من البرغل والعدس فقالوا هذا لا نأكله قال ليس عندي غيره فقام السيد جواد وذبح لهم وصنع طعاما تأنق فيه فلما رآه أبوه قال ما هذا قالوا أحسنت أيها السيد الجواد هذا هو الغداء لا ما أمرك به أبوك. فرحم الله أولئك العلماء والحكام.
الشيخ جواد ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد السبيتي العاملي الكفراوي ولد سنة 1280 وتوفي سنة 1349 بقرية كفرا.
(السبيتيون) أهل بيت علم وفضل في جبل عامل ولا تعرف هذه النسبة إلى اي شئ هي، وبعض يقول إن أصلهم من سبتة ببلاد المغرب. خرج منهم عدة من العلماء يذكرون في محلهم من هذا الكتاب منهم والد المترجم وجده وعمه الشيخ حسن.
كان المترجم عالما فاضلا شاعرا متقنا للعلوم العربية وعلمي البلاغة والمنطق وكان عارفا بالشعر والأدب حافظا للأشعار والآثار حاضر النادرة تقيا قرأ معنا في أوائل الطلب في عيثا ثم بنتجبيل وحضر معنا الامتحان في بيروت عدة سنين وكان زاهدا متقشفا في لباسه صريحا في أقواله حاضر الجواب قرأ عليه كثيرون في علم العربية والمنطق والبيان واستفادوا منه وممن قرأوا عليه الحاج داود الدادا مفتي صور. ومما حدثني به المفتي المذكور قال يوجد في قرية شارنية في ساحل صور شجر زيتون من أوقاف الشيعة موقوف على عبادة فأردت ان أعطيه الزيت الذي يخرج منه ظنا مني ان في ذلك نفعا له وانا أريد ان اقضي بعض حقه لما له علي من فضل فامتنع وقال هذا موقوف على من يتعبد بالصلاة والصيام عن روح الواقف وانا لا قدرة لي على ذلك ولا يسوع لي ان آخذه بدون ان أتعبد ولا أريد ان أتحمل وزره إذا أعطيته لغيري. خلف ولده الشيخ موسى من العلماء. ومن شعره قوله راثيا السيد علي ابن عمنا السيد مهدي وقد توفي في النجف سنة 1303 بهذه القصيدة:
هل بعد يومك للقلوب قرار * أو بعد فقدك للهجود مزار لم يفقدوك أبا الحسين وانما * فقدت بفقدك يعرب ونزار ايه علي القدر ما انا قائل * أم ما عسى بك تبلغ الأشعار الروض صوح والزمان مقطب * والفضل بدد والعلوم قفار جاءت بها أم المنايا نكبة * قد ضاق فيها الورد والإصدار لا العيش بعدك يا علي مونق * كلا ولا دار المسرة دار لم يدفنوك أبا الحسين وانما * دفن العلا والعلم والأيسار طوت الليالي منك بدر هداية * يجلو الظلام لمن دهاه سرار وإذا جرى ذكر العلوم فعلمه * بحر يسوع لنا هل زخار كيف انتحتك النائبات وقبلها * كنت الملاذ إذا ألم عثار كنا نؤمل منك طود معارف * لللائذين به حمى ومجار فرع نما من دوحة نبوية * قد أنجبته أئمة أطهار طابت منابتها فطاب نتاجها * وإذا الأصول زكت زكى الأثمار محيي الدوارس من شريعة جده * وبه تسامى للعلوم منار جارى الرجال السابقين ففاتهم * فهم قصاراهم لديه غبار حيا ضريحك يا علي مرشة * للرعد في جنباتها تهدار وضعت بهاتيك المنازل حملها * فلها دموع في ثراك غزار الحاج جواد ويقال محمد جواد عواد البغدادي مضى بعنوان جواد بن عبد الرضا بن عواد.
السيد جواد القمي توفي في شهر صفر سنة 1303 في مدينة قم.
في كتاب المآثر والآثار: كان مجتهدا مسلم الاجتهاد مروجا للأحكام مبسوط اليد له قلب قوي في النهي عن المنكر وقمع أهل الفجور وفي حفظ الحدود الشرعية لا يفوته أقل شئ له تصانيف في الفقه والأصول والرجال.
الشيخ جواد ملا كتاب مضى بعنوان جواد بن تقي.
الشيخ جواد ويقال محمد جواد بن كربلائي علي الكاظمي عالم فاضل من تلاميذ الشيخ حسام الدين الطريحي وله منه إجازة.
السيد جواد الكرماني في كتاب المآثر والآثار: عالم رباني وأوحدي بلا ثاني يعد من الفحول. في الفقه والأصول وفنون المعقول وبنى له السلطان ناصر الدين شاه مدرسة في كرمان.
الشيخ جواد بن ملا محرم علي بن قاسم الطارمي الزنجاني ولد في ذي القعدة 1263 وتوفي في 2 شوال 1335 في زنجان.
عالم فاضل مؤلف قرأ المقدمات في زنجان ثم هاجر إلى قزوين فقرأ على السيد علي القزويني وغيره ثم هاجر إلى النجف الأشرف فقرأ على الملا محمد الإيرواني والميرزا السيد محمد حسن الشيرازي وغيرهما ثم عاد إلى زنجان واشتغل بالتدريس والوعظ وامامة الجماعة والتاليف.
مؤلفاته (1) حاشية على القوانين في مجلدين مطبوعة (2) شرح على نهج البلاغة بالفارسية مبسوط كتبه باسم احتشام السلطنة (3) منتخب العلوم في الصرف والنحو (4) حاشية على الرسائل (5) أفضل المجالس في المصائب مقتل فارسي مطبوع (6) تكميل الايمان في اثبات صاحب الزمان فارسي مطبوع (7) ربيع المتهجدين في آداب صلاة الليل (8) رسالة في الإرث والديات فارسية مطبوعة (9) شرح الصمدية فارسي (10) الأصول الجعفرية في أصول الدين فارسي مطبوع.
الشيخ جواد ابن الشيخ محسن ابن الشيخ علي شمس الدين توفي في أوائل الحرب العامة الأولى.
عالم فاضل صالح معاصر قرأ في جبل عامل وهاجر للنجف الأشرف فقرأ على الشيخ محمد طه نجف وعلى الشيخ علي رفيش وغيرهما ثم جاء إلى جبل عامل وبقي فيها عدة سنين ثم توفي في وطنه ومسقط رأسه مجدل سلم.