وله:
ورب شخص لم يزل مولعا * بذمنا يبديه للعالمين نحن نشرنا مدحه للملا * حتى كلانا كذبه يستبين وله:
لثم الحبيب يمينه لما بدا * في كفه برق من الصهباء ناداه ما اسمك يا سنا شمس الضحى * فأجاب موسى ذو اليد البيضاء وله في قهوة البن:
رب سوداء في الكؤوس تبدب * تهب الروح نفخة في الحياة فإذا ذقتها تحققت فيها * ان ماء الحياة في الظلمات وقال والمعنى معرب عن الفارسية:
اني أحيط بوصف حب لم يكن * يرقى لأدنى سره المكتوم كذب الذي بالميم شبه ثغره * قد مثل الموهوم بالمعلوم ما كان الا نون تنوين بدا * بالنطق لكن ليس بالمرسوم الشيخ جواد بن الشيخ محمد جواد الغول العاملي توفي بالنجف حدود 1290.
هاجر إلى النجف في السنة التي هاجر فيها الشيخ موسى شرارة وجماعة من العامليين فقرأ هناك وتقدم حتى صار من أفاضل العلماء ثم عاجلته المنية.
الحاج جواد ويقال محمد بن الحاج محمد حسين بن الحاج عبد النبي بن الحاج مهدي بن الحاج صالح بن الحاج علي الأسدي الحائري الشهير ببذقت أو بدكت بالكاف الأعجمية ولد سنة 1210 في كربلاء وتوفي سنة 1281 كما في مسودة الكتاب وفي مجلة الغري توفي سنة 1285 والله أعلم وكانت وفاته في كربلاء ودفن بها.
(وبذقت) لقب جدهم الحاج مهدي أراد ان يقول عن الشمس بزغت فقال لتمتمة فيه بذقت.
في الطليعة: كان فاضلا أديبا شاعرا محاضرا مشهور المحبة لأهل البيت عليهم السلام. وفي مجلة الغري انه من مشاهير شعراء كربلاء المجيدين في القرن الثالث عشر وديوانه لا يزال مخطوطا ويوجد في كربلاء (انتهى) وله شعر كثير معروف وله محبوكات في أمير المؤمنين (ع) نظير محبوكات الصفي الحلي.
وقال السيد سلمان هادي الطعمة من مقال له: عاش بين أترابه فطاحل شعراء كربلاء أمثال الشيخ قاسم الهر والشيخ محسن أبو الحب والحاج محمد علي كمونة والسيد احمد الرشتي والشيخ موسى الأصفر والحاج محسن الحميري وغيرهم. وكان مقر اجتماع تلك الصفوة من الأدباء في ديوان آل الرشتي. وكان يومذاك السيد احمد الذي اخذ يقرب جماعة أبيه السيد كاظم الرشتي، ومنهم المترجم.
كان للحاج جواد صلات وثيقة مع سائر شعراء تلك الفترة الذين يتوافدون على هذا الديوان لتبادل الآراء والأفكار الأدبية، وأخص بالذكر منهم الشيخ صالح الكواز شاعر الحلة الفيحاء في عهده (انتهى).
ومن شعره قوله مقرظا تخميس الشيخ موسى ابن الشيخ شريف محيي الدين لمقصورة ابن دريد:
اي آي أبديتها في القوافي * قد هوت سجدا لها الشعراء ان هوت سجدا فغير غريب * أنت موسى وهي اليد البيضاء وله أيضا في تقريظه:
لقد كفرت بالشعر قوم وقد قضى * علينا الردى حزنا عليه وتبئيسا فأحييتنا فيما نظمت فامنوا * فكنت لنا عيسى وكنت لهم موسى ومن شعره الذي أورده في الطليعة قوله:
فوق الحمولة لؤلؤ مكنون * زعم العواذل انهن غصون لم لقبوها بالظعون وانها * غرف الجنان بهن حور عين يا أيها الرشأ الذي سميته * قمر السماء وانه لقمين مهما نظرت وأنت مرآة الهوى * بك بان لي ما لا يكاد يبين لم تجر ذكرى نير وصفاته * الا ذكرتك والحديث شجون وقوله مخمسا هذه الأبيات:
قلت لصحبي حين زاد الظما * واشتد بي الشوق لورد اللمى متى أرى المغني وتلك الدمى * قالوا غدا تأتي ديار الحمى وينزل الركب بمغناهم * هم سادة قد أجزلوا بذلهم لمن اتاهم راجيا فضلهم فمن عصاهم لم ينل وصلهم * وكل من كان مطيعا لهم أصبح مسرورا بلقياهم قد لامني صحبي على غفلتي * إذ نظرت غيرهم مقلتي فمذ أطالوا اللوم في زلتي * قلت فلي ذنب فما حيلتي بي وجه أتلقاهم يا قوم اني عبد احسانهم * ولم أزل أدعى بسلمانهم فاليوم هل احظى بغفرانهم * قالوا أليس العفو من شانهم لا سيما عمن تولاهم فمذ تفكرت بآدابهم * وان حسن العفو من دأبهم ملت إلى تقبيل أعتابهم * فجئتهم أسعى إلى بابهم أرجوهم طورا واخشاهم جعلت زادي في السرى ودهم * وموردي في نيتي وردهم وقلت هم لم يخجلوا عبدهم * فحين ألقيت العصا عندهم واكتحل الطرف بمرآهم لم أر فيهم ما تحذرته * بل لاح بشر كنت بشرته كأنما فيما تفكرته * كل قبيح كنت أصررته حسنه حسن سجاياهم وله يرثي الحسين (ع) أيضا:
شجتك الظغائن لا الأربع * وسال فؤادك لا الأدمع ولو لم يذب قلبك الاشتياق * فمن أين يسترسل المدمع توسمتها دمنة بلقعا * فما أنت والدمنة البلقع تخاطبها وهي لا ترعوي * وتسألها وهي لا تسمع فعدت تروم سبيل السلو * علام قد انضمت الأضلع هل ارتعت من وقفة الأجر عين * فأمسيت من صابها تجرع فاينك من موقف بالطفوف * يحط له الفلك الأرفع