فقل لعدوه يكفيك منه * سماعك بالردى دون العيان بسطت على الزمان يدي فأضحى * وليس له بما فعلت يدان وكنت أروض من دهري أمانا * فعاد الدهر يسألني أماني بسيف حين يندب من سيوف * ورعن حين ينسب من رعان و أزهر كاليماني العضب يسطو * فينقع غلة العضب اليماني يجرده كبرق الثغر صاف * ويغمده كورد الخد قاني أتغلب قد حللت به مكانا * يريك النجم منخفض المكان فضلت بفضله يوم العطايا * وفزت بسبقه يوم الرهان أبا الهيجاء عشت قرير عين * سليم العيش من نوب الزمان ولا زالت رباعك مخصبات * قريبات الجنى من كل جان وان أعرضت عن تعريض شكر * أثوب فيه تثويب الأذان أوان تحامت الأيام سلمي * وعدن علي بالحرب العوان وعض السيف مني كل عضو * جدير بالكرامة لا الهوان تهذب في الثناء عليك فكري * ورقت فيه حاشيتا لساني ولو نطق الحديد لناب عني * ذباب السيف أو حد السنان وقال الشريف الرضي يرثي أبا الهيجاء وأخاه أبا فراس من قصيدة:
رجونا أبا الهيجاء إذ مات حارث * فمذ مضيا لم يبق للمجد وارث الا ان قرمي وائل ليلة السرى * أقاما وقد سار المطي الدلائث هما البازلان المقرمان تناوبا * عرى المجد لما عج بالعب ء لاهث رفيقان ما باغاهما العز صاحب * نديمان ما ساماهما المجد ثالث حسامان ان فتشت كل ضريبة * فاثرهما فيها قديم وحادث بقية أسياف طبعن مع الردى * فجاء وجاءت عائثات وعائث ثم أخذ في وصف بني حمدان في سعيد بن حمدان في ابيات - ذكرناها في ترجمة - أبي فراس الحارث بن حمدان - ووصف في آخرها وقائعهم وحروبهم ثم قال:
حروب من الاقدار طاح عراكها * بحرب ولم يسلم عليهن حارث وكان سنانا أوجر الخطب حده * وكان يدا أردي بها من الأوث باخلاق آباء يعود بها الأذى * وعورا على الأعداء وهي دمائث أقول لناعيه إلى المجد والعلا * رمى فاك مسموم الغرارين فارث كأن سواد القلب طار بلبه * إلى الطود أقنى ينفض الطل ضابث ورزء رمى بين القلوب شواظه * أجيج المصالي أسعرتها المحارث برغمي تمسي نازلا دار هجرة * وأنت المصافي والقريب المنافث وأن لا أجافي الترب عنك براحة * ولو نازعتنيها الرقاق الفوارث وان تشتمل ارض عليك فإنما * على ماء عيني النقا والكثاكث حرب بن شرحبيل الشبامي في تاريخ ابن الأثير ان عليا عليه السلام لما رجع من حرب صفين ودخل الكوفة، مر بالشباميين فسمع رجة شديدة فوقف فخرج اليه حرب بن شرحبيل الشبامي، فقال له علي: أيغلبكم نساؤكم ألا تنهونهن عن هذا الرنين؟ قال: يا أمير المؤمنين لو كانت دارا أو ثلاثا قدرنا على ذلك ولكن قتل من هذا الحي ثمانون ومائة قتيل فليس دار الا وفيها البكاء، فاما نحن معشر الرجال فانا لا نبكي ولكنا نفرح بالشهادة. قال علي: رحم الله قتلاهم وموتاكم فاقبل يمشي معه وعلي راكب، فقال له:
ارجع ووقف، ثم قال له ارجع فان مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي ومذلة للمؤمن اه. ومن ذلك يمكن الاستدلال على تشيعه وحسن حاله، مع أن شباما معروفة بالتشيع لأمير المؤمنين عليه السلام.
حرب صاحب الحواري في لسان الميزان: ذكره الطوسي في رجال الشيعة اه. ولا وجود له في كتب الطوسي ولا غيرها والله أعلم بماذا حرف.
الحر بن سعيد النخعي الكوفي.
في ميزان الاعتدال: حدث عن شريك بذاك الحديث الباطل:
(علي خير البشر). قال: وهذا الرجل لم أظفر لهم فيه بكلام اه. وفي لسان الميزان: وقد قال الخطيب في المؤتلف والمختلف: لم يروه عن شريك غير الحر، وهو في عداد المجهولين اه. ومن ذلك قد يظن تشيعه مع اشتهار النخع بالتشيع. وجزم الذهبي ببطلان الحديث لا وجه له، ولا يشك من عنده انصاف بان عليا - بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - خير البشر.
الحر بن سهم بن طريف من بني ربيعة بن مالك.
كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام المخلصين وشهد معه صفين قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: لما خرج علي عليه السلام من الكوفة إلى حرب صفين خرج أمامه الحر بن سهم بن طريف وهو يرتجز ويقول:
يا فرسي سيري وأمي الشاما * واقطعي الحزون والأعلاما ونابذي من خالف الاماما * اني لأرجو ان لقينا العاما جمع بني أمية الطغاما * ان نقتل العاصي والهماما وان نزيل من رجال هاما قال نصر: ثم سار عليه السلام حتى انتهى إلى مدينة بهرسير وإذا برجل من أصحابه يقال له حجر بن سهم بن طريف من بني ربيعة بن مالك ينظر إلى آثار كسرى ويتمثل بقول الأسود بن يعفر:
جرت الرياح على محل ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد فقال عليه السلام: ألا قلت (كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين وما كانوا منظرين) ان هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين ولم يشكروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية، إياكم وكفر النعم لا تحل بكم النقم، انزلوا بهذه الفجوة (اه).
الحر الكوفي.
في ميزان الاعتدال: الحر الكوفي عن علي وعنه حبيب بن أبي ثابت مجهول اه. وفي لسان الميزان ذكره ابن حبان في الثقات اه. وهو مظنون التشيع.
الحر بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب بن هرمى بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي اليربوعي الرياحي. هكذا ذكر نسبه في ابصار العين، وفي رجال الشيخ: الحر بن يزيد بن ناجية بن سعد من بني رياح بن يربوع.
استشهد الحر مع الحسين عليه السلام بكربلاء سنة 61.