بجميع طبقات الناس على حسب مراتبهم ونظر في عواقب الأمور ولها مآثر كثيرة وكانت تحسن جملة من الصنائع العالية وكان لها في الخط والنقش والتطريز مهارة تامة تحير أرباب الخبرة بهذه الفنون. وكانت ناثرة شاعرة - وأورد شيئا من شعرها بالفارسية تزوج بها محمد شاه سنة 1234 وظهر منها في أمور الملك كمال الكفاية وتمام الدراية وولدت ناصر الدين شاه في 6 صفر سنة 1247 ولما توفي زوجها محمد شاه أزالت تفريق الكلمة من بين الأكابر وأركان الدولة في إيران وأعطت التنبيهات لحكام الولايات والايالات وجعلت أعمال وعمال الأقطار تحت النظم والانتظام إلى أن حضر موكب ولدها السلطان ناصر الدين من تبريز إلى طهران - وكانت العادة المتبعة عند القاجارية ان يكون ولي العهد حاكما في تبريز والملك في طهران - (انتهى ما أردنا نقله من ذلك الكتاب). ومما يناسب ذكره في المقام ما حدثني به بعض علماء إيران قال: مرضت أم ناصر الدين شاه مرة فاحضر لها طبيبها الخاص فعالجها حتى أشرفت على البرء وبينما هو في بعض الأيام إذا بالفراشين يتراكضون اليه ويقولون أم الشاه عاودها المرض وصارت في حالة الخطر فأسرع الحضور وبعد الفحص ظهر له انها اكلت شيئا ثقيلا فسألها فقالت إنها اكلت شيئا من شوربا زين العابدين - وهي شوربا تعمل باسم الإمام زين العابدين (ع) وتفرق - فقال لها من هنا جاء المرض فان الإمام زين العابدين نفسي له الفداء هو مريض كربلا.
جهانشاه بن قره يوسف بن قره محمد بن بيرام خواجة التركماني قتل سنة 872 وعمره 70 سنة.
هو من طائفة تركمانية تسمى قره قويونلو كانت لها دولة ظهرت أيام استيلاء تيمورلنك على قسم من شمال إيران والعراق سنة 782 فاستولت على آذربيجان والعراق العربي زهاء 66 سنة وهناك طائفة أخرى تركمانية تسمى آق قويونلو. في دائرة المعارف الاسلامية آق قويونلو معناه قبيلة القطيع الأبيض. وعليه قره قويونلو معناه قبيلة القطيع الأسود وفي الدائرة أيضا ان طائفة آق قويونلو حارب امراؤها القره قويونلو (انتهى) واستدل صاحب مجالس المؤمنين على تشيع طائفة قره قويونلو بما كان منقوشا على خواتيم آرايش بيكم وأوراق سلطان ابنتي إسكندر بن قرا يوسف وبوداع ابن المترجم واسفند بن قرا يوسف عن تذكرة السمرقندي ص 457 طبع برلين أنه قال في حق المترجم: كان ضعيف الاعتقاد في المذهب - ولا ندري اي مذهب يريده - استولى على العراق وآذربيجان وغالب بلاد إيران وغلب على ملكه السلطان حسين بهادر وقتل كثيرا من أمرائه وتمرد عليه ولده بوداق في بغداد وحاصره فيها سنة ونصف سنة فاشتد القحط على بوداق وأصحابه فاصطلح مع أبيه وفي سنة 871 قتله اخوه صلح محمدي بن جهانشاه وفتح جهانشاه ديار بكر وعند رجوعه منها اغتاله الأمير حسن بيك آققوينلو بين جبلين فقتله وأكثر قواده وأمرائه في شهور سنة 872 وعمره إذ ذاك سبعون سنة قضى منها ثلاث عشرة سنة في سلطنة آذربيجان نيابة عن شاهرخ ابن الأمير تيمور واثنتين وعشرين سنة في العراقين وآذربيجان وفارس وكرمان إلى هرمز مستقلا (انتهى).
الأمير غياث الدين جهانكير ابن الأمير تيمور الكوركاني المعروف بتيمورلنك توفي في أوائل سلطنة أبيه تيمور سنة 776 في سمرقند وخلف عشرة أولاد أولهم محمد سلطان كان تيمور جعله ولي عهده فتوفي في حياة جده بعد فتحه بلاد الروم سنة 805 هكذا في التاريخ الفارسي الذي أشرنا اليه في ترجمة تيمور.
السيد ميرزا جهانكير خان بن محب علي الحسيني المرندي الملقب ناظم الملك ولقبه في الشعر ضيائي توفي بقم أول رجب سنة 1352.
من فضلاء وشعراء الفرس له ترجمة خطب أمير المؤمنين (ع) التي أوردها الشريف الرضي في نهج البلاغة إلى الفارسية وله تفسير سورة العصر بالفارسية وله نظم عهد أمير المؤمنين (ع) إلى مالك الأشتر ووصيته إلى ولده الحسن بالفارسية مطبوع ذكر ذلك المعاصر في مؤلفات الشيعة نقلا عن السيد شهاب الدين التبريزي المعاصر نزيل قم.
الميرزا جهان كير المعروف بحاج آقا خان زاد بن محمد بن ولي ميرزا كان حيا سنة 1287.
من فضلاء الإيرانيين له التحفة الناصرية في زيارات أئمة العراق وبعض الأدعية فارسي كتبه سنة 1287 وطبع فيها لأجل الملازمين لخدمة الشاه ناصر الدين القاجاري في سفره إلى زيارة العتبات في السنة المذكورة.
جهجاه بن سعيد الغفاري مات سنة 36 تقريبا قال ابن الأثير انه مات في خلافة علي وخلافته كانت في أواخر سنة 35 وأوائل سنة 36 وقال ابن حجر: مات بعد عثمان وفي أسد الغابة بعد قتل عثمان بسنة وقال ابن السكن بأقل من سنة كما يأتي ذلك كله.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي الاستيعاب:
جهجاه الغفاري هو جهجاه بن مسعود ويقال سعيد بن سعد بن حرام بن غفار يقال إنه شهد بيعة الشجرة وكان قد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة المريسيع وكان يومئذ أجيرا لعمر بن الخطاب ووقع بينه وبين سنان بن وبرة الجهني في تلك الغزوة شر فنادى جهجاه يا للمهاجرين ونادى سنان يا للأنصار و كان حليفا لبني عوف بن الخزرج فكان ذلك سبب قول عبد الله بن أبي بن سلول في تلك الغزوة: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. مات بعد عثمان بيسير روى عنه عطاء بن يسار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء وهو المراد في هذا الحديث لأنه شرب حلاب سبع شياة قبل ان يسلم ثم اسلم فلم يستتم يوما آخر حلاب شاة واحدة ويروي ان جهجاها هذا هو الذي تناول العصا من يد عثمان وهو يخطب فكسرها يومئذ ثم اخذته في ركبته الآكلة وكانت عصا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روى عنه عطاء وسليمان ابنا يسار ونافع مولى ابن عمر (انتهى). وفي أسد الغابة: جهجاه بن قيس وقيل ابن سعيد بن سعد بن حرام بن غفار الغفاري توفي بعد قتل عثمان بسنة. ثم روى بسنده عن جابر بن عبد الله: كنا في غزوة يرون انها غزوة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار - اي ضرب دبره - فقال المهاجري يا للمهاجرين وقال الأنصاري يا للأنصار فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ما بال دعوى الجاهلية قالوا رجل من المهاجرين كسع رجلا