أعطاك إذ وطاك عشوة رأيه * خدعا بحبل غرورها دلاك فتبعته وسخيف دينك بعته * مغترة بالنزر من دنياك وأطعته وعصيت قول محمد * فيما بأمر وصيه وصاك خلت اجتهادك للصواب مؤديا * هيهات ما أداك بل أرداك لقد اجترأت على اجترام عظيمة * جعلت جهنم في غد مثواك ولقد شققت عصا النبي محمد * وعصيت من بعد النبي أباك وغدرت بالعهد المؤكد عقده * يوم الغدير له فما عذراك فلتعلمن وقد رجعت له على * الاعقاب ناكصة على عقباك ولتسألن عن الولاء لحيدر * وهو النعيم، ثناك عنه شقاك أعن الوصي عدلت عادلة به * من لا يساوي منه شسع شراك وإذا تشابهت الأمور فعولي * في حلها مشكلها على مولاك خير الرجال وبعل خير نسائها * والأصل ذي الفرع النقي الزاكي قست المحيط بكل علم مشكل * وعر مسالكه على السلاك بالمعتريه - كما حكى - شيطانه * وكفاه عنه بنفسه من حاكي والضارب الهامات في يوم الوغى * ضربا يقد به إلى الاوراك إذ صاح جبريل به متعجبا * من بأسه وحسامه الفتاك لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى * إلا علي فاتك الفتاك بالهارب الفرار من أقرانه * والحرب يذكيها قنا ومذاكي والقاطع الليل البهيم تهجدا * بفؤاد ذي ورع وظرف باكي بالتارك الصلوات كفرانا بها * لولا الرياء لطال ما راياك أبعد بهذا من قياس فاسد * لم تأت فيه أمة مأتاك أو ما شهدت له مواقف إذ هبت * عنه اعتراك الشك حين عراك كدفاع أعظم ما عراك بسيفه * في كل يوم كريهة وعراك ومقامه - ثبت الجنان - بخيبر * والخوف إذا وليت - حشو حشاك والباب دحى به عن حصنهم * سبعين باعا في فضا دكداك والصخرة العظمى وقد شف الظما * منها النفوس دحى بها فسفاك يا آل أحمد كم يكابد فيكم * كبدي خطوبا للقلوب نواكي كبدي بكم مقروحة ومدامعي * مسفوحة وجوى فؤادي ذاكي وإذا ذكرت مصابكم قال الأسى * لجفوني: اجتنبي لذيذ كراك وأبكي قتيلا بالطفوف لأجله * بكت السماء دما، فحق بكاك ان أبكهم في اليوم تلقهم غدا * عيني بوجه مسفر ضحاك يا رب فاجعل حبهم لي جنة * من موبقات الإثم والأفاك وأجبر بها الجبر جبرا وأبره * من ظالم لدمائهم سفاك وبهم إذا أعداء آل محمد * غلقت رهونهم فجد بفكاك الأمير أبو العطاف جبر بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون سيف الدولة علي وناصر الدولة الحسن ابني عبد الله بن حمدان حمدون الحمداني التغلبي مر في ترجمة أبي المرجي جابر بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان من هذا الجزء انه أخو المترجم والصواب أنه ابن أخي المترجم، قال ابن خالويه كان عبد الله بن مزروع الضبابي سيد بني كلاب أسره جبر بيده وفيه وفي أبي عدنان محمد بن نصر بن حمدان وجابر بن ناصر الدولة يقول أبو فراس الحمداني:
ومنها أبو عدنان سيد قومه * ومنا قريعا العز جبر وجابر فهذا لذي التاج المعصب قاتل * وهذا لذي البيت الممنع آسر وذو البيت الممنع هو عبد الله بن مزروع المذكور الذي أسره المترجم وقال السري يمدح جبرا المترجم:
رفق الزمان بنا وكان عنيفا * وغدا لنا بعد القراع حليفا ودنت ظلال المكرمات وذللت * أثمارها للطالبين قطوفا أهلا بمن رعت المدايح روضه * فعرفن في أيامه المعروفا وحنته رأفته على زواره * فأراهم خلق النوائب ريفا قدمت بمقدمه المكارم فاغتدت * خضرا ترف على العفاة رفيفا وزهت بلاد الحصن بالقمر الذي * أهدى إلى القمر المنير كسوفا نظم الأمير لها قلائد سؤدد * أشرفن في لباتها وشنوفا وغدا الفرات لبيته متضائلا * لا يستبين ضؤوله ونحوفا فلو استطاع إليه قصدا لا نكفي * حتى يرى عن قصده مصروفا لولا أبو العطاف لم تلق الندى * غضا ولم يكن الزمان عطوفا ملك يراه عدوه متحننا * ويراه طالب رفده مألوفا مغض وليس لحاظه إن بثها * إلا حياة غضة وحتوفا وأغر يأنف أن يصد عن الوغى * حتى يذل معاطسا وأنوفا وفتى إذا شغف الملوك بخفضهم * أضحى بخفض عدوه مشغوفا سائل بصولته ابن مزروع وقد * ولى يشق من العجاج سجوفا وأرته خيفة سيفه وسنانه * لين المهاد أسنة وسيوفا أوفى عليه مقارعا حتى إذا * أعطى القياد أجاره ملهوفا طوقته بالمن حين ملكته * طوقا ثقيلا في الرقاب خفيفا والديلمي هفت به أمنية * غرر يفيد اللوم والتعنيفا وأفاك كالمحتال يختل صيده * فأثار منك الأصيد الغطريفا وأحق من يضحى فريسة ضيغم * من راح مقتحما عليه عريفا وتركته ما أن يعاين ألفه * إلا خيالا في المنام مطيفا وكذاك من شبت بأرضك ناره * أضحى بنارك طرفه مطروفا لا تعدمنك ربيعة الفرس - التي * عمرت جنابك - مربعا ومصيفا أحللتها للجود روضا معشبا * سهلا وطودا للفخار منيفا فأسلم فكم شيدت من أكرومة * وهدمت تالد ثروة وطريفا وتملها غراء لست بملبس * أفوافها إلا أغر شريفا رقت ورق كلامها فكأنما * جلبت ربيع محاسن وخريفا وكأن لابسها يعاين جوهرا * من لفظها أو يستشف شفوفا لو صافحت سمع ابن أوس لم يقل * (أطلالهم سليت دماها الهيفا) جبر بن عتيك مات سنة 61 عن 71 سنة ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: جبر بن عتيك أخو جابر نزل المدينة اه وفي الاستيعاب جبر بن عتيك ويقال جابر بن عتيك قد تقدم ذكره في باب جابر. وفي الإصابة قال ابن منده: هو أخو جابر بن عتيك وليس بشئ وإنما هو هو قيل فيه جابر وجبر اه وفي الطبقات الكبير لابن سعد جبر بن عتيك آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين خباب بن الأرت وشهد جبر بن عتيك بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت معه راية بني معاوية بن مالك في غزوة الفتح قال محمد بن عمر - الواقدي - مات جبر بن عتيك سنة 61 في خلافة يزيد بن معاوية وهو ابن 71 سنة اه وفي الإصابة عن الواقدي مات سنة 71 ولعله