قالت الملائكة المساكين أغفلوا العظيمين. وبسنده عن ثابت عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلا يهادي بين أبنيه فقال ما هذا قالوا نذر ان يمشي إلى البيت قال إن الله غني عن تعذيب هذا نفسه ثم أمره ان يركب فركب (أقول) الذي يلوح من أحواله انه لم يكن نافذ البصيرة في ولاء أهل البيت وان كانت له صحبة ما لعلي بن الحسين عليهما السلام ولأجلها ذكره الشيخ في أصحابه فإنه لم يلتزم في كتاب رجاله ذكر الشيعة فقط كما هو معلوم.
ويومئ إلى ذلك امتزاجه بأنس المعلوم انحرافه عن أهل البيت واطراؤه الحسن المعلوم ذلك منه وعدم ذكر أصحابنا له بسوى ما مر عن رجال الشيخ مع كل هذه العبادة والله أعلم بحاله وله ذكر في حديث رواه الطبرسي في الاحتجاج ولعله يؤيد ما قلناه فإنه روى عن ثابت البناني قال كنت جالسا وجماعة عباد البصرة فلما ان دخلنا مكة رأينا الماء ضيقا وقد اشتد بالناس العطش لقلة الغيث ففزع الينا أهل مكة والحجاج يسألوننا ان نستسقي لهم فأتينا الكعبة وطفنا بها ثم سألنا الله خاضعين متضرعين بها فمنعنا الإجابة فبينا نحن كذلك إذا نحن بفتى قد اقبل قد أكربته أحزانه وأقلقته أشجانه فطاف بالكعبة أشواطا، ثم اقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار ويا ثابت البناني ويا أيوب السجستاني ويا صالح المري ويا عتبة الغلام ويا حبيب الفارسي ويا عمر ويا صالح ويا رابعة ويا سعدانة ويا جعفر بن سليمان فقلنا لبيك وسعديك يا فتى فقال اما فيكم أحد يحبه الرحمن فقلنا يا فتى علينا الدعاء وعليه الإجابة فقال ابعدوا عن الكعبة فلو كان فيكم أحد يحبه الرحمن لأجابه ثم اتى الكعبة فخر ساجدا فسمعته يقول في سجوده:
(سيدي بحبك لي الا سقيتهم الغيث) قال فما استتم الكلام حتى اتاهم الغيث كأفواه القرب! فقلت يا فتى من أين علمت أنه يحبك فقال لو لم يحبني لم يستزرني فلما استزارني علمت أنه يحبني فسألته بحبه لي فأجابني.
ثم ولى عنا وأنشأ يقول:
من عرف الرب فلم تغنه * معرفة الرب فذاك الشقي ما ضر ذا الطاعة ما ناله * في طاعة الله وما ذا لقي ما يصنع العبد بغير التقى * والعز كل العز للمتقي فقلت يا أهل مكة من هذا الفتى فقالوا هذا علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام اه.
مشائخه في حلية الأولياء اسند ثابت عن غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وابن الزبير وشداد وانس وأكثر الرواية عن انس اه وزاد في تهذيب التهذيب روايته عن عبد الله بن مغفل وعمر بن أبي سلمة وشعيب والد عمرو وابنه عمرو وهو أكبر منه وعبد الله بن رباح الأنصاري وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومطرف بن عبد الله بن الشخير وأبي رافع الصائغ وخلق اه.
تلاميذه في حلية الأولياء روى عنه جماعة من التابعين منهم عطاء بن أبي رباح وقتادة (وهما من أقرانه) وأيوب ويونس بن عبيد وسليمان التيمي (وهو من أقرانه) وحميد (الطويل) وداود بن أبي هند وعلي بن زيد بن جدعان والأعمش. وزاد في تهذيب التهذيب شعبة وجرير بن حازم والحمادان ومعمر وهمام وأبو عوانة وجعفر بن سليمان وسليمان بن المغيرة وعيسى بن طهمان وقريش بن حيان وعبد الله بن المثنى وجماعة وروى عنه من أقرانه عبد الله بن عبيد بن عمير وآخر من روى عنه عمارة بن زاذان أحد الضعفاء اه.
ثابت بن أسلم بن عبد الوهاب أبو الحسن الحلبي النحوي قتل بمصر حدود سنة 460.
ذكره الذهبي في وفيات حدود (460) فيما حكي عنه فقال:
ثابت بن اسلم بن عبد الوهاب أبو الحسن الحلبي أحد علماء الشيعة وكان من كبار النحاة صنف كتابا في تعليل قراءة عاصم وانها قراءة قريش وكان من كبار تلامذة أبي الصلاح (تقي بن نجم الحلبي المتقدم في محله) تصدر للإفادة بعده وتولى خزانة الكتب بحلب - لسيف الدولة - فقال من بحلب من الإسماعيلية ان هذا يفسد للدعوة وكان قد صنف كتابا في كشف عوارهم وابتداء دعوتهم فحمل إلى صاحب مصر فامر بصلبه فصلب وأحرقت خزانة الكتب التي بحلب وكان فيها عشرة آلاف مجلد من وقف سيف الدولة بن حمدان اه وذكره السيوطي في بغية الوعاة نقلا عن الذهبي بما هو أخصر من ذلك وذكره منتجب الدين في فهرسته وقال فقيه صالح قرأ على الشيخ التقي اه - يعني أبا الصلاح تقي بن نجم الحلبي - الا انه ذكره بعنوان ثابت بن أحمد بن عبد الوهاب الحلبي والظاهر أن ابدال اسلم بأحمد تصحيف. وفي لسان الميزان: ثابت بن اسلم بن عبد الوهاب الحلبي أبو الحسن الشيعي النحوي المقرئ تصدر للإفادة بحلب بعد أبي الصلاح قتله صاحب مصر لكونه انكر على اعتقادهم وذلك في حدود سنة 460 اه.
ثابت بن أقرم قتل سنة 11 أو 12.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي أسد الغابة: ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن خيثم بن رذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلى وهو ابن عم مرة بن الحباب بن عدي البلوي وحلفه في الأنصار اه وفي الطبقات الكبير لابن سعد بن عدي بن الجد بن العجلان وليس له عقب شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة في خلافة أبي بكر فلما دنا من القوم ببزاخة بعث عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم طليعة فلقيا طليحة واخاه سلمة ابني خويلد فقتل سلمة ثابت بن أقرم وقتل طليحة وسلمة عكاشة قال محمد بن عمر الواقدي: هذا أثبت ما سمعناه في قتلهما وكان قتلهما ببزاخة سنة 12 اه وفي الاستيعاب: ثابت بن أقرم البلوي ثم الأنصاري حليف لهم ويقال انه حليف لبني عمرو بن عوف شهد بدرا والمشاهد كلها ثم شهد غزوة مؤتة فدفعت الراية إليه بعد قتل ابن أبي رواحة فدفعها ثابت إلى خالد بن الوليد وقال أنت اعلم بالقتال مني وقتل ثابت بن أقرم سنة 11 في الردة وقيل سنة 12 قتله طليحة بن خويلد الأسدي في الردة هو وعكاشة بن محصن في يوم واحد واشترك طليحة واخوه في قتلهما جميعا ثم أسلم طليحة بعد اه وفي أسد الغابة بعد ذكر ذلك وقال عروة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث سرية قبل نجد أميرهم ثابت بن أقرم فأصيب ثابت فيها والله أعلم اه وفي الإصابة عن الطبراني قبل الغمرة من نجد وفيه يمكن تأويل قوله أصيب اي بجراحة فلم يمت.