بملمومة حار فيها الفضاء * وطاش بها البطل الأنزع فما اقلعت دون قتل الحسين * فيا ليتها الدهر لا تقلع إذا ميز الشمر رأس الحسين * أيجمعها للعلا مجمع فيا ابن الذي شرع المكرمات * والا فليس لها مشرع بكم انزل الله أم الكتاب * وفي نشر آلائكم يصدع أوجهك يخضبه المشرفي * وصدرك فيه القنا تشرع وتعدو على جسمك الصافنات * وعلم الآله به مودع وينقع منك غليل السيوف * وان غليلك لا ينقع ويقضي عليك الردى مصرعا * وكيف القضا بالردى يصرع بنفسي ويا ليتها قدمت * واحرزها دونك المصرع ويا ليته استبدل الخافقين * وأيسر ما كان لو يقنع وله يرثي السيد حسن ابن السيد علي الخرسان النجفي المتوفي سنة 1265:
اهبت به للاشتياق نوازع * بايمن خفان الطلول البلاقع طلول بها قلبي تبوأ منزلا * كان روابيها عليه أضالع وقفت بها واليعملات كنؤيها * ودوح الهوى من فيض دمعي يانع صبرت وللشكوى إصاخة مسمع * وما لك عن بث الصبابة رادع هلم عظيما يملأ الدهر حسرة * وداك الذي تستك منه لسامع قوارع حتف كور الشمس وقعها * فهل ترتقي للنيرات القوارع وحجبن بدرا من سما مجد هاشم * سناه بأعلى دارة المجد ساطع فذلك أحرى ان تذوب لفقهة * القلوب وان تذرى عليه المدامع فيا كوكبا تحت الثرى حاز مغربا * فكان له فوق الثريا مطالع ليلو عنانا من يرجي صنيعة * فبعدك غي ان ترجى الصنائع قضيت فلا نهج المفاخر لاحب * لسار ولا بدر المكارم طالع وله يرثي الحسين (ع) أيضا:
بواعث اني للغرام مؤازر * رسوم باعلا الرقمتين دوائر يعاقب فيها للجديدين وارد * إذا انفك للجديدين صائر ذكرت بها الشوق القديم بخاطر * به كل آن طارق الشوق خاطر وانك ان لم ترع للود أولا * فما لك في دعوى المودة آخر وتلك التي لو لم تهم بمهجتي * ان اللحاظ سواحر لحاظ كالحاظ المهى فكلاهما * فواتك الا ان تلك فواتر وجيد يريك الظبي عند التفافتها * هي الظبي ما بين الكثيبين نافر تحملت حتى ضاق ذرعا تحملي * ومل اصطباري عظم ما انا صابر عدمتك اقلع عن ملائمة الهوى * ألم يعتبر بالأولين الأواخر أهل جاء ان ذو صبوة نال طائلا * وان جاء فاعلم أن تلك نوادر فان شئت ان توري بقلبك جذوة * يصاعدها ما بين جنبيك ساجر فبادر على رغم المسرة فادحا * عظيما له قلب الوجودين داعر غداه أبو السجاد والموت باسط * موارد لا تلفى لهن مصادر أطل على وجه العراق بفتية * تناهت بهم للفرقدين الأواصر فطاف بهم والجيش تأكله القنا * وتعبث فيه الماضيات البواتر على معرك قد زلزل الكون هوله * واحجمن عنه الضاريات الخوادر يزلزل اعلام المنايا بمثلها * فتقضي بهول الأولين الأواخر وينقض أركان المقادير بالقنا * امام على نقض المقادير قادر أمستنزل الأقدار من ملكوتها * فكيف جرت فيما لقيت المقادر وان اضطرابي كيف يصرعك القضا * وان القضا نفاذ ما أنت آمر أطل على وجه المعالم موهن * وبادر ارجاء العوالم بادر بان ابن بنت الوحي قد أجهزت به * معاشر تنميها الإماء العواهر فما كان يرسو الدهر في خلدي بأن * تدور على قطب النظام الدوائر وتيك الرفيعات الحجاب عواثر * بأذيالها بل انما الدهر عاثر شكت وتشاكت حين وافت حميها * فألفته ملقى فوقه النقع ثائر فطورا تواريه العوادي وتارة * تشاكل فيه الماضيات البواتر فيا محكم الكونين أوهى احتكامها * بأنك ما بين الفريقين عافر وانك للجرد الضوامر حلبة * الا عقرت من دون ذاك الضوامر ألست الذي أوردتها مورد الردى * فيا ليتها ضاقت عليها المصادر فيا ليت صدري دون صدرك موطأ * ويا ليت خدي دون خدك عافر ويروي السيد سلمان الطعمة عن السيد عبد الحسين الطعمة سادن الروضة الحسينية ان للمترجم ملحمة طويلة في مدح الأئمة احترقت مع ما احترق من مكتبة السيد عبد الحسين.
الشيخ جواد ابن الشيخ محمد ابن الشيخ شبيب ابن الشيخ إبراهيم بن صقر النجفي المعروف بالشيخ جواد الشبيبي.
ولد ببغداد سنة 1281 وتوفي بها سنة 1363.
ونقل إلى النجف الأشرف فدفن هناك بتشييع كبير مشى فيه الوزراء والنواب والأكابر والوجوه واستقبل في النجف بتشييع اشتركت فيه جميع الطبقات وفي مقدمتهم العلماء والشيوخ والأدباء وأغلقت الأسواق وضاق الصحن الشريف بجماهير المشيعين وبعد الصلاة عليه دفن بمقبرته الخاصة وأقيم له مجلس الفاتحة في دار آل الشبيبي بالكرادة الشرقية وفي النجف الأشرف أقامه الشيخ محمد حسن المظفر وفي الكاظمية أقامه السيد محمد صادق الهندي في فرع مدرسة منتدى النشر الدينية وفي الديوانية وفي العمارة وفي القورنة. وهو والد الفاضل شاعر العصر الشيخ محمد رضا الشبيبي.
أقوال المترجمين فيه شيخ شعراء العراق واحد اعلامه وأعيانه ولد في بغداد حيث توفي أبوه بعد أيام قليلة من ولادته وكان مقيما فيها فرازا من تحكم بعض شيوخ (المنتفق) ففارقت والدته بغداد بعد أشهر إلى النجف وفيها إذا ذاك طائفة من أهله وذويه مقيمين للتحصيل وأقامت به قليلا إلى أن أنفد أبوها (الشيخ صادق اطيمش) من حملها اليه في المنتفق. وكان الشيخ صادق فقيها كبيرا وأديبا ضليعا يرجع إلى رياسة وامامة في تلك الديار وله فيها ضياع ومزارع معروفة إلى اليوم فنشأ المترجم في كنف جده لأمه وتعلم القراءة والكتابة وجود الخط حتى اشتهر فيه وكان جده المذكور كثير الرعاية له والعناية به حريصا على تربيته وتهذيبه حتى شدا الشعر والأدب صبيا فزاد اعجابه به وأحبه حبا شديدا وصار يغذيه بهذا ومثله إلى أن توفي رحمه الله سنة 1296 معمرا فلم يطل مقامه في المنتفق بعد جده وفارق تلك البلاد إلى النجف ومنها إلى بغداد مترددا بينها وبين مشهد الكاظمين مقبلا على درس المبادئ ثم فضل إلى النجف لدرس الفقه والأصول فاخذ عن جماعة منهم السيد عبد الكريم الأعرجي شارح القوانين المعروف والشيخ احمد المشهدي وجماعة آخرين ووجد بخطه نبذة في الأصول كتبها أيام درسه غير أنه كان مسوقا منذ نشأته كما تقدم إلى الأدب منظومه ومنثوره فصرف وكده واستفرع