نصرة الصدق قد تقضي إلى الكذب وبهذا الاسناد إلى أبي تمام حدثني شيخ من الحي قال كان فينا رجل شريف فأتلف ماله في الجود فصار بعد لا يفي فقيل له أصرت كذابا فقال نصرة الصدق أفضت بي إلى الكذب قال الصولي فنقل هذا ابن أبي طاهر شعرا له فقال:
قد كنت انجز دهرا ما وعدت إلى * أن أتلف الدهر ما جمعت من نشب فان أكن صرت في وعدي أخا كذب * فنصرة الصدق أفضت بي إلى الكذب العي وبهذا الاسناد عن أبي تمام حدثني أبو عبد الرحمن الأموي قال وصف ابن لسان الحمرة - وهو ربيعة بن حصن من بني تيم اللات ابن ثعلبة - قوما بالعي فقال منهم من ينقطع كلامه قبل أن يصل إلى لسانه ومنهم من لا يبلغ كلامه أذن جليسه ومنهم من يقتسر الآذان فيحملها إلى الأذهان عب ء ثقيلا.
الهذر وبهذا الاسناد عن أبي تمام عن كرامة: تكلم رجل في مجلس الهيثم بن صالح فهذر ولم يصب فقال يا هذا بكلام أمثالك رزق الصمت المحبة.
فضل الدرع وبهذا الاسناد عن أبي تمام عن رجل من كلب قال كنت مع يزيد بن حاتم بإفريقية فاعترض دروعا وبالغ فيها وكانت جيادا فقيل له في ذلك فقال انما أشتري اعمارا لا دروعا.
العطاء كتائب لا مقانب وبهذا الاسناد عن أبي تمام قال كان يزيد بن الحصين بن تميم السكوني لا يعطي فإذا أعطى اعطى كثيرا ويقول أحب أن تكون مواهبي كتائب كتائب ولا أحب أن تكون مقانب مقانب.
النعمة وبهذا الاسناد عن أبي تمام قال حدثني كرامة قال قدم رجل من ولد معدان بن عبيد المعني من عند البرامكة فقلنا له كيف تركتهم فقال:
تركتهم وقد أنست بهم النعمة حتى كأنها بعضهم قال أبو تمام قال كرامة فحدثت بهذا ثعلبة بن الضحاك العاملي فقال لقد سمعت من بعض اعرابكم نحوا من هذا قدم علينا غسان بن عبد الله بن خيبري في عنفوان خلافة هشام فرأى آل خالد القسري فقال إني أرى النعمة قد لصقت بهؤلاء القوم حتى كأنها من ثيابهم. قلت فان صاحب هذا الكلام ابن عم صاحب هذا الحديث فيما أرى أما ترى كلامه ابن عم كلامه.
زوال النعمة وبهذا الاسناد عن أبي تمام عن سلامة بن جابر النهدي: سمعت اعرابيا يصف قوما لبسوا النعمة ثم عروا منها فقال ما كانت نعمة آل فلان الا طيفا ولى مع انتباههم.
انصاف العدو عدوه وبهذا الاسناد عن أبي تمام عن سلامة بن جابر: سأل هشام أسد بن عبد الله القسري عن نصر بن سيار وكان عدوه فقال ذلك رجل محاسنه أكثر من مساوئه لا يضرب طبقة الا انتصف منها. لا يأتي امرا يعتذر منه. قسم أخلاقه بين أيام الفضل فجعل لكل خلق نوبة لا يدري اي أحواله أحسن ما هداه اليه عقله أو ما كسبه إياه أدبه فقال هشام لقد مدحته على سوء رأيك فيه فقال نعم لأني فيما يسألني أمير المؤمنين عنه كما قال الشاعر:
كفى ثمنا لما أسديت اني * صدقتك في الصديق وفي عدايا واني حيث تندبني لأمر * يكون هواك أغلب من هوايا قال ذلك الظن بك.
كثرة الشك من المحاماة عن اليقين وبهذا الاسناد عن أبي تمام عن محمد بن خالد الشيباني: قال رجل يوما لدقبة بن مصقلة العبدي من أي شئ كثرة شكك قال من محاماتي عن اليقين.
الاقدام وبهذا الاسناد عن حبيب بن أوس الطائي عن قلابة الجرمي قال يزيد بن المهلب يوما لجلسائه أراكم تعنفوني في الاقدام قالوا نعم والله انك لترمي بنفسك في المهالك فقال إليكم عني فوالله لو لم آت الموت مسترسلا لأتاني مستعجلا إني لست آتي الموت من حبه انما آتيه من بغضه وقد أحسن الحصين بن الحمام المري حيث يقول:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد * حياة لنفسي مثل ان أتقدما السيوف مأمورة وبهذا الاسناد عن أبي تمام قال رجل من بني عمرو بن تميم يزعم الناس أن السيوف مأمورة تقطع وتكهم والله ما رأيت يزيد بن المهلب قط قنبا سيفه ثابت قطنة والله لو لم تكن السيوف مأمورة لصيرتها يد يزيد مأمورة.
من رثى ولده وبهذا الاسناد عن أبي تمام عن مالك بن دلهم عن الكلبي قال مات ابن لأرطاة بن سهية المري يقال له عمرو وسهية أم أرطاة وأبوه زفر أحد بني مرة في زمن معاوية فجزع عليه حتى ذهب عقله أو قارب فوقف على قبره فقال:
وقفت على قبر ابن سلمى فلم يكن * وقوفي عليه غير مبكى ومجزع عن الدهر فاصفح انه غير معتب * وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع هل أنت ابن سلمى ان نظرتك رائح * مع القوم أو غاد غداة غد معي الحديث المسلسل بالشعراء قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: أخبرنا أبو الحسين الموفدة أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن نصر النسفي أنبأنا عبد الحي بن عبد الله بن موسى الجوهري الشاعر ببجارى أنبأنا أبي أبو الحسن الشاعر حدثنا أبو علي المفضل بن المفضل الشاعر أنبأنا خالد بن يزيد الشاعر (1) حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر حدثني صهيب بن أبي الصهبان (2) الشاعر حدثني الفرزدق همام بن غالب الشاعر حدثني عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الشاعر حدثني أبي حسان بن ثابت الشاعر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باحسان اهجهم وجبريل معك وقال لي ان من الشعر حكمة