نمى محمد وغانم بن إدريس (مر انه إدريس) فأخرجهما منها وفي شهر ربيع الأول سنة 673 عاد إليها أبو نمي محمد وفي شهر شعبان أغار جماز على أبي نمى محمد فلم يمكنه المهاجمة الا انه استحسن المهادنة ببذل الأموال الجزيلة والخيل الثمينة الشهيرة لجماز فاخذ ذلك وانصرف عنه وفي سنة 681 امر الملك المنصور وابنه الملك الصالح الأمير جماز وسير معه الحكاكي ليأخذ مكة من أبي نمى محمد فغلبا عليه وأخرجاه منها وخطب وضرب السكة للمنصور وابنه وتزوج جماز بخزيمة أخت أبي نمي محمد نجم الدين في التاسع عشر من شهر جمادي الآخرة ثم حصل من الحكاكي خيانة ومراسلة إلى أبي نمى محمد فأوحي بها إلى جماز فقبض عليه وأرسله للمنصور مغلولة يداه إلى عنقه ثم رحل جماز إلى المدينة زائرا معلولا من سم سقته إياه هجرس أمة لخزيمة فعند ذلك اسند امر الامارة إلى ابنه أبي عامر منصور وتوفي في شهر صفر سنة 704 وخلف جماز أبو سند تسعة بنين سندا وبه يكنى وأبا مزروع ووديا وحسنا ومسعودا ومباركا وقاسما وراجحا ومقبلا اه وفي خلاصة الكلام في سنة 629 أو 627 اتصل راجح بن قتادة بنور الدين عمر بن رسول صاحب اليمن وحسن له اخذ مكة - وكانت بيد نواب بني أيوب - فبعث معه جيشا إلى مكة فأخرجوا نائب الملك الكامل يوسف بن محمد بن أبي بكر بن أيوب صاحب مصر، ثم جاء جيش من الملك الكامل فأخرجوا راجحا، ثم وليها راجح مع عسكر من صاحب اليمن سنة 630 ثم وليها عسكر الملك الكامل في آخر هذه السنة وخرج منها راجح ثم صفا الامر للشريف راجح بن قتادة ودامت ولايته إلى آخر ذي الحجة سنة 651.
وقال الرضا في تاريخه - وهو يخالف ما مر في بعض التواريخ - في سنة 626 وصل جيش من مصر ودخل مكة وكان فيها نور الدين عمر بن رسول ففر إلى اليمن واستمر بها جيش مصر إلى سنة 627 فوصل جيش من صاحب اليمن نور الدين وصحبته الشريف راجح بن قتادة فاستولوا على مكة فجهز صاحب مصر الملك الكامل جيشا كبيرا فقاتلوا الشريف راجحا فانكسر واستولوا على مكة، ثم عاد الشريف راجح بجمع عظيم وأمده صاحب اليمن بعسكره فقدم مكة وطرد أمير صاحب مصر، فجهز صاحب مصر عسكرا مع الحاج سنة 630 فلما بلغ الشريف راجحا ذلك خرج من مكة ودخل عسكر مصر من غير محاربة وفي سنة 631 جهز صاحب اليمن عسكرا ومعهم الشريف راجح فدخلوا مكة واخرجوا أمير صاحب مصر، فلما وصل الحاج بلغ الشريف راجحا ان صاحب مصر واصل بنفسه على النجائب، فخرج الشريف راجح، فجاء صاحب مصر وحج، فلما رجع عاد الشريف راجح إلى مكة. وفي سنة 632 وصل عسكر من مصر واخرجوا الشريف راجحا فتوجه إلى اليمن فبعث معه صاحبها عسكرا، فخرج اليه عسكر مصر واقتتلوا قتالا كبيرا انكسر فيه عسكر راجح هذا كله إلى سنة 634 وفي سنة 635 قدم السلطان نور الدين بن علي بن رسول صاحب اليمن في ألف فارس فتلقاه الشريف راجح في ثلاثمائة فارس ودخلوا مكة وخرج عسكر مصر، وأقام الشريف راجح في ولاية مكة إلى سنة 637 فأرسل صاحب مصر ألف فارس مع الشريف شيحة بن قاسم أمير المدينة فخرج الشريف راجح من مكة ودخلها الشريف شيحة فجهز صاحب اليمن عسكرا إلى مكة مع الشريف راجح، فهرب الشريف شيحة من مكة وأخلاها. وفي سنة 639 أرسل صاحب مصر عسكرا إلى مكة فتجهز صاحب اليمن وخرج إلى مكة بجيش كثير، فهرب المصريون فدخل صاحب اليمن مكة وأعرض عن ولاية الشريف راجح وأرسل يطلب الشريف أبا سعد الحسن بن علي بن قتادة وولاه مكة، فذهب الشريف راجح إلى المدينة واستنجد أخواله من بني حسين على ابن أخيه الحسن بن علي بن قتادة فأنجدوه فخرج معهم من المدينة في 700 فارس قاصدا مكة فأرسل الشريف سعد إلى ولده أبي نمى محمد يطلبه - وكان بينبع - وعمر أبي نمى 17 أو 18 سنة فخرج من ينبع في أربعين فارسا قاصدا مكة فصادف القوم فحمل عليهم بالأربعين فهزمهم ورجعوا إلى المدينة مغلوبين وأقام الحسن بن علي بن قتادة على ولاية مكة أربع سنين وفي سنة 651 جاء الشريف جماز بن حسن بن قتادة بجيش من دمشق واستولى على مكة وقتل الشريف حسن بن علي بن قتادة، فقدم عمه الشريف راجح بن قتادة بجيش واستولى على مكة وخرج منها جماز بن الحسن بلا قتال، واستمر راجح فيها إلى ربيع الأول سنة 652 فهجم ابنه غانم بن راجح على مكة وأنتزع الملك من أبيه، وتوفي الشريف راجح سنة 654 واستمر غانم بن راجح إلى شوال من هذه السنة فانتزعها منه أبو نمى وعمه إدريس بن علي بن قتادة بعد قتال بينهم واستمر الحال إلى 25 ذي القعدة فجاء المبارز بن علي بن حسن بن برطاس بجيش من صاحب اليمن فجمع إدريس وأبو نمي جموعا فقاتلوا ابن برطاس وهزموه وأسروه، ثم افتدى نفسه ورجع. وفي سنة 654 تنازع إدريس وأبو نمى ثم اصطلحا واستمرا إلى سنة 667 فتنازعا وانفرد بها أبو نمى وأخرج عمه إدريس وخطب لصاحب مصر السلطان بيبرس وحج بيبرس تلك السنة وأصلح بينه وبين عمه إدريس ثم توجه إلى بلده فانفرد بها إدريس وأخرج أبا نمى، فجمع أبو نمى جموعا وقصد مكة، فخرج اليه إدريس والتقيا بخليص فقتل إدريس وذلك سنة 669 فاستنجد غانم بن إدريس بجماز بن شيحة صاحب المدينة فجمع جموعا وقصد مكة واخرج أبا نمى، ثم عاد أبو نمى بعد أربعين يوما ومعه جموع فأخرجهما. ثم في سنة 688 ولى السلطان قلاوون صاحب مصر على مكة جماز بن شيحة الحسيني صاحب المدينة واعانه بعسكر، فخرج منها أبو نمى، ودخلوا مكة ثم عاد أبو نمي وأخرجهم منها اه.
الأمير جماز أمير المدينة ابن قاسم بن المهنا بن الحسين بن المهنا حمزة بن داود ابن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة بن الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام.
في عمدة الطالب: أما الأمير قاسم بن المهنأ الأعرج فأعقب من رجلين الأمير هاشم يقال لولده الهواشم والأمير جماز يقال لولده الجمامزة فمن الهواشم الأمير شيحة بن هاشم اه فالمترجم هو عم أبي جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم المتقدم وصريح عمدة الطالب ان المترجم ولي امارة المدينة ولسنا نعلم من أحواله شيئا سوى ذلك.
الأمير جماز ابن الأمير أبي عامر منصور ابن الأمير جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن المهنا بن الحسين بن المهنا حمزة بن داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
قتل حوالي سنة 763 في صبح الأعشى: انه ولي امارة المدينة بعد مانع من عقب جماز ثم قتل بيد الفداوية أيام الملك الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون اه وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 780 قال فيها توفي ضياء الدين