وأسيغ الشجى وأنتم على الماء * كما تشتهي العطاش ورود أوجه ما الحليم حين يراهن * حليم ولا الرشيد رشيد كل من أعطيت من الحسن حظا * ما عليه لمستزيد مزيد وتراءت لو تعبد الناس وجها * لم يكن غير وجهها معبود فالأمان الأمان من نظرات * لا يقينا من باسهن الحديد عجب عيثهن فينا ولا * عدة الا مجاسد وبرود أو كما تنظر الظباء عيون * وكما تنثني الغصون قدود صاح ما للبيض الغواني عن البيض * اللواتي في عارضي تحيد أو للبيض عن سناهن أو ما * كان ناش عن صدورهن صدود مذهب جائر عن القصد منقوض * وحكم مستهجن مردود يا رعى عني الصبا ولياليه * وأيامه اللدان الغيد يوم حظي من المسرة واف * وشرابي صاف وعيشي رغيد من عذيري من طالعات يريك * العمر رثا لباسهن الجديد كلما ذدتهن عدن كما عاد * لورد الحياض سرح طريد لا أرى صفقة بأخسر للمرء * ويجري القضا بما لا تريد من هجوم المشيب وهو ذميم * وتولي الشباب وهو حميد ان من لا يرى البياض * بفوديه ولو مات قبله لسعيد * * * يا عبيد الدنيا رويدا فان * الحظ مما تعطيكموه زهيد وحياء من ربكم فكم السيد * يعفو وكم تسئ العبيد وحذارا من موقف تخرس * الألسن فيه فذو البيان بليد واشتروا هذه النفوس من الموت * فما ان على العذاب جليد الأغراض المختلفة والتمس منه بعض الصدور أبياتا تنقش على باب داره فقال:
انا ارفع الأبواب الا انني * أدنى لباغي العرف مما دوني ما أغلقوني دون طالب حاجة * كلا ولا في وجهه ردوني انا غوث منتجع وعصمة خائف * راج وموئل طالب مسكين لم تفخر الأبواب الا طلتها * فخرا لأني باب شمس الدين واستفسر السيد الشريف الفاضل رضي الدين بن عبد الله الحسيني القاروني إلى الشريف العلامة ماجد البحراني في بعض المطالب فأبطأ عليه فقال يتقاضاه:
الا قولوا لسيدنا الرضي * أخي المعروف والخلق الرضي علام جرى فلم يستول يوما * على الأمد القصي ولا الدني فلم ينعته واصفه بشئ * فما هو بالسريع ولا البطي وما الأمد الذي اجرى اليه * فقصر عنه بالأمد القصي ولم أكدى وما القت يداه * بآلتها إلى حسي بكي وما طرح المزادة حين القى * بها الا على السيل الآتي وقال:
أبا هاشم ان التي كنت واصفا * لها أمس والأحوال سوف تحول وقفت على أشياء منها تريبني * وقد يستصح الجسم وهو عليل مخايل دلتني ظواهرها على * بواطن طرفي دونهن كليل وما انا عن سر الأنام بباحث * ولا عن أمور العالمين سؤول شيخ جعفر الشروقي النجفي هو الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد حسن ابن الشيخ موسى ابن الشيخ حسن بن راشد بن نعمة بن حسن زعيم الفراغنة الشهير بالشيخ جعفر الشروقي أو الشرقي.
ولد سنة 1259 وتوفي سنة 1309 في النجف الأشرف ودفن به وعمره خمسون عاما.
(والشروقي) أو الشرقي نسبة إلى بلاد العراق الجنوبية الشرقية الواقعة بين البصرة والكوفة. والفراغنة هم بيت الزعامة للعميرة العراقية المعروفة بعشائر خيقان ينزل قسم منهم في نبر نهر الغراف قريبا من قرى حطامان وينزل الجمهور الكبير على فرات سوق الشيوخ وتنزل طوائف منهم على فرات الحلة واشتهر آل بيت الشيخ جعفر في النجف التي كانت مدرسة لهم ودار هجرة ببيت الشروقي لأن النجفيين اعتادوا ان يطلقوا على أهل جنوب العراق لفظ الشروقية.
أقوال العلماء فيه كانت في النجف غضون القرن الثالث عشر للهجر بيوت علمية مشهورة فنشأ الشيخ جعفر بين بيتين عظيمين من تلك البيوتات بيت الشروقي وهو بيت أبيه وعمومته وعميد ذلك البيت أبوه الشيخ محمد حسن الشروقي من أكابر علماء العراق وبيت آل صاحب جواهر الكلام وهو بيت أمه و خؤولته وعميد ذلك البيت الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر جد المترجم أبو أمه فنشأ نشأة علمية وأدبية رفعته إلى مقام الزعامة وحاز شهرة واسعة في العلم و الأدب حتى أصبح يعد في طليعة العلماء والأدباء من العرب فكان عالما فقيها متميزا شاعرا أديبا متفوقا ذكي الفؤاد قوي الفكر رقيق الطبع حسن العشرة معروفا بالفضل والعلم بين علماء العراق ومن يشار إليهم بالبنان وله شعر كثير، رأيناه بالنجف ومات بعد دخولنا إياها بسنة واحدة. وفي الطليعة: كان فاضلا دقيق الفكرة عظيم الخبرة من بيت علم وفضل وتقي وله شعر رقيق أكثره في الغزل وقال صاحب الحصون المنيعة في طبقات الشيعة ما ملخصه: الشيخ جعفر الشروقي كان عالما وابن عالم نال الشرف من أبيه وأمه موسوما بالفضل موصوفا بالاجتهاد دقيق الفكر كثير التأمل عظيم الخبرة ذا رأفة وحنان تركه أبوه وهو ابن التاسعة من عمره ولما شب أعطاه الله الحكمة وتزعم الحركة الأدبية في عصره فكان ناديه ضمامة من شتى ورود الأدب ومجلسه حديقة للفضل استكن إلى ظله الأدباء ونبغوا وتفيأ ظلاله العلماء ولم تحدث في النجف مشكلة أدبية أو لغوية أو عويصة علمية الا وكان قوله الفصل وكان مرشحا للزعامة العامة ولكن اخترمه الأجل اه وذكره صاحب كتاب نقباء البشر في القرن الثالث عشر فقال: الشيخ جعفر ابن الشيخ العلامة المقلد المشهور الشيخ محمد حسن الشروقي برع حتى أصبح يشار اليه بالبنان وله ديوان شعر عام وقد شاهدت بعض الرجال المسنين الذين أدركوه يحفظون قسما يسيرا من شعره فكان ذا جزالة ورصانة وابتكار ومعظم ما سمعته في الغزل والوصف وكانت له زعامة ذلك العصر وقد كان السيد الحبوبي والسيد حيدر الحلي والحاج محمد حسن كبة والشيخ عباس الأعسم يراجعونه ويأخذون عنه لباب الأدب وقد صرح لي الحاج محمد حسن كبة انه كان من المجتهدين الذين يستحقون التقليد (انتهى باختصار).