دمشق. وعن روضة الصفا أنها على أربعة فراسخ منها، والأربعة الفراسخ تبلغ اثني عشر ميلا، فان كل فرسخ ثلاثة أميال. وما في مجالس المؤمنين من أنها على فرسخين من دمشق اشتباه.
صفته أسند الأغاني عن الجاحظ: كان الجمال بالكوفة ينتهي إلى أربعة نفر: المغيرة بن شعبة، وجرير بن عبد الله، والأشعث بن قيس، وحجر بن عدي وكلهم كان أعور اه.
أقوال العلماء فيه قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي عليه السلام حجر بن عدي الكندي كان من الابدال اه. وفي القاموس: رجل بدل الكسر ويحرك شريف كريم والجمع أبدال. وذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الحسن عليه السلام حجر بن عدي. واما الذي ذكره في أصحاب الصادق عليه السلام بقوله: حجر بن عدي الكوفي الكندي فهو اما غيره أو ذكره سهو منه كما يأتي بعد هذه الترجمة. وقال الكشي في رجاله، قال الفضل بن شاذان: ومن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم: جندب بن زهير قاتل الساحر وعبد الله بن بديل وحجر بن عدي الخ. وجعله من التابعين سهو كما ستعرف. وقال الكشي في رجاله أيضا: (حجر بن عدي الكندي).
يعقوب: حدثنا ابن عيينة حدثنا طاوس عن أبيه أنبأنا حجر بن عدي قال:
قال لي علي عليه السلام: كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعني؟
قلت: كيف اصنع؟ قال: العني ولا تتبرأ مني فاني على دين الله. قال ولقد ضربه محمد بن يوسف وأمره ان يلعن عليا عليه السلام واقامه على باب مسجد صنعاء، فقال: ان الأمير امرني ان ألعن عليا فالعنوه: لعنه الله. فرأيت مجوازا من الناس الا رجلا واحدا فهمها وسلم (مجوازا) أي جازت عليهم (وسلم) راجع إلى حجر اي قالها وروى وسلم. وفي الدرجات الرفيعة: عندي في هذا الخبر نظر فان محمد بن يوسف انما ولي اليمن في زمن عبد الملك بن مروان وهو أخو الحجاج بن يوسف استعمله اخوه الحجاج على صنعاء اليمن وحجر بن عدي قتله معاوية بن أبي سفيان، فكيف يصح ان يكون محمد بن يوسف ضرب حجرا ليلعن أمير المؤمنين عليه السلام وليس في عمال معاوية على اليمن من اسمه محمد بن يوسف كما تنطق به التواريخ فان معاوية لما استقبال خلافة استعمل على اليمن عثمان الثقفي فأقام به مدة، ثم عزله بأخيه عتبة بن أبي سفيان، فأقام سنتين ثم لحق بأخيه معاوية، واستخلف على اليمن فيروزا الديلمي فأقام ثمان سنين، ثم عاد إليها عتبة بن أبي سفيان (1) فلما توفي عتبة استعمل معاوية مكانه النعمان بن بشير الأنصاري فأقام باليمن سنة ثم عزله ببشر بن سعيد الأعرج - فيما قاله الجندي - وقيل استعمل سعيد بن دادويه الفارسي فأقام تسعة أشهر ثم مات، فاستعمل معاوية على اليمن الضحاك بن فيروز الديلمي، فلم يزل على اليمن حتى هلك معاوية في رجب سنة 60 للهجرة. هؤلاء جميع عمال معاوية على اليمن وليس فيهم مسمى بمحمد بن يوسف والله أعلم اه. ويوشك أن تكون هذه الواقعة مع المغيرة بن شعبة، فقد قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: أمر المغيرة بن - شعبة وهو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية - حجر بن عدي أن يقوم في الناس فيلعن عليا، فأبى ذلك فتوعده، فقام فقال: أيها الناس! ان أميركم أمرني ان ألعن عليا، فالعنوه، فقال أهل الكوفة: لعنه الله، وعاد الضمير إلى المغيرة بالنية والقصد اه. (وسيأتي لحجر المدري قصة مع أحد عمال بني أمية يوشك ان يكون حصل اشتباه بها (وذكر الكشي في رجاله في ترجمة عمرو بن الحمق، والطبرسي في الاحتجاج فيما كتبه الحسين عليه السلام إلى معاوية جوابا: وأما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني فإنما رقاه إليك الملاقون المشاؤون بالنميم وما أريد لك حربا ولا عليك خلافا وأيم الله اني لخائف الله في ترك ذلك، وما أظن الله راضيا بترك ذلك، ولا عاذرا بدون الاعذار اليه فيك وفي أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشياطين ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة وأصحابه الصالحين المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون المنكر والبدع ولا يخافون في الله لومة لائم، ثم قتلتهم ظلما وعدوانا من بعدما كنت أعطيتهم الايمان المغلظة والمواثيق المؤكدة لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا باحنة تجدها في نفسك عليهم الحديث.
وفي مرآة الجنان في حوادث سنة 51: فيها قتل حجر بن عدي الكندي وأصحابه يقال بأمر معاوية، وله صحبة ووفادة وجهاد وعبادة ا ه. ولا أعجب من قوله: يقال الدال على نوع من الشك، فهذه الواقعة لم يبق مؤرخ ولا أحد ينسب إلى علم وتصنيف الا ذكرها والشك فيها كالشك في وجود حجر ومعاوية والكوفة ودمشق ومرج عذرا. وفي الاستيعاب كان حجر من فضلاء الصحابة وصغر سنه عن كبارهم وكان على كندة يوم صفين، وكان على الميسرة يوم النهروان. وقال احمد قلت ليحيى بن سليمان: أبلغك ان حجرا كان مستجاب الدعوة. قال: نعم وكان من أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم اه. وفي أسد الغابة: هو المعروف بحجر الخير وهو ابن الأدبر وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وأخوه هانئ وشهد القادسية، وكان من فضلاء الصحابة، وكان على كندة بصفين وعلى الميسرة يوم النهروان، وشهد الجمل أيضا مع علي وكان من أعيان أصحابه وكان في 250 (2) من العطاء، وكان قتله سنة 51 وقبره مشهور بعذراء، وكان مجاب الدعوة اه. وفي طبقات ابن سعد الكبير: كان حجر بن عدي جاهليا اسلاميا وذكر بعض رواة العلم انه وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أخيه هانئ بن عدي، وشهد حجر القادسية، وهو الذي افتتح عذرى، وكان في 2500 من العطاء، وكان من أصحاب علي بن أبي طالب، وشهد معه الجمل وصفين، وكان ثقة معروفا، ولم يرو عن غير علي شيئا اه وفي الإصابة:
حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي المعروف ابن حجر الأدبر حجر الخير ذكر ابن سعد ومصعب الزبيري فيما رواه الحاكم عنه انه وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد القادسية، وانه شهد بعد ذلك الجمل وصفين، وصحب عليا فكان من شيعته، وقتل بمرج عذراء بأمر معاوية، وكان حجر هو الذي افتتحها فقدر ان قتل بها. وقد ذكر ابن الكلبي جميع ذلك. وذكره يعقوب بن سفيان في امراء علي يوم صفين.
وروى ابن السكن وغيره من طريق إبراهيم بن الأشتر عن أبيه انه شهد هو وحجر بن الأدبر موت أبي ذر بالربذة اه. وقال الحاكم في المستدرك:
ذكر مناقب حجر بن عدي وهو راهب أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذكر مقتله. ثم