وما أثري يوم اللقاء مذمم * ولا موقفي عند الأسئار ذليل لقيت نجوم الليل صوارم * وخضت سواد الليل وهو خيول ولم ارع للنفس الكريمة خلة * عشية لم يعطف علي خليل ولكن لقيت الموت حتى تركتها * وفيها وفي حد الحسام فلول ومن لم يوق الله فهو ممزق * ومن لم يعز الله فهو ذليل ومن لم يرده الله في الامر كله * فليس لمخلوق اليه سبيل وان رجائيه وظني بفضله * على قبح ما قدمته لجميل مراسلته أخاه أبا الهيجاء من الأسر لما أسر أبو فراس لحق أخاه أبا الهيجاء حرب بن سعيد بن حمدان جزع لأسره كما يلحق الأخ الوفي عند أسر أخيه السري فكتب اليه أبو فراس من الأسر هذه القصيدة العصماء يعذله على هذا الجزع ويفتخر ويذكر قوما عجزوا رأيه في الثبات فقد عرفت انه كان يمكنه الفرار فثبت تجنبا عن سوء الأحدوثة وهذه القصيدة فيها في الديوان المطبوع نقص كثير ونحن نذكر هنا أكثرها مع ما مر ويأتي منها وان لزم بعض التكرار لنفاسة مضامينها وفيها مقاصد متنوعة:
النسيب أبثك اني للصبابة صاحب * وللنوم مذ بان الخليط مجانب علي لربع العامرية وقفة * فيملي علي الشوق والدمع كاتب ومن مذهبي حب الديار وأهلها * وللناس فيما يعشقون مذاهب الفخر عنادي لدفع الهم نفس أبية * وقلب على ما شئت منه مصاحب وجرد كأمثال السعالي سلاهب * وخوص كأمثال القسي نجائب الاتكال على الله إذا الله لم يحرزك فيما تخافه * فلا الدرع مناع ولا السيف قاضب ولا سابق مما تنخلت (1) سابق * ولا صاحب مما تخيرت صاحب جوابه لمن لامه على الثبات يقولون لي أقدمت في غير مقدم * وأنت امرؤ ما حنكته التجارب فقلت لهم لو لم ألاق صدورها * تناولني بالذم منهم عصائب رجال يذيعون العيوب وعندنا * أمور لهم مخزونة ومعائب تكاثر لوامي على ما أصابني * كان لم تنب الا بأسري النوائب يقولون لم ينظر عواقب امره * ومن لم يعن تجري عليه العواقب ألم يعلم الذلان (2) ان بني الوغى * كذاك سليب بالرماح وسالب وان وراء الحزم فيها ودونه * مواقف تنسى عندهن التجارب أرى ملء عيني الردى وأخوضه * إذ الموت قدامي وخلفي المقانب الحساد والأعداء رمتني عيون الناس حتى أظنها * ستحسدني في الحاسدين الكواكب فلست أرى الا عدوا محاربا * وآخر خير منه عندي المحارب فكم يطفئون المجد والله موقد * وكم ينقصون الفضل والله واهب ويرجون ادراك العلا بنفوسهم * ولم يعلموا ان المعالي مواهب ومضطغن لم يحمل السر قلبه * تلفت ثم اغتابني وهو هائب تردى رداء الذل لما لقيته * كما يتردى بالغبار العناكب ومن شرفي ان لا يزال يعيبني * حسود على الامر الذي هو عائب القضاء والقدر وهل يدفع الإنسان ما هو واقع * وهل يعلم الإنسان ما هو كاسب وهل لقضاء الله في الناس غالب * وهل من قضاء الله في الناس هارب العذر عن الأسر علي طلاب العز من مستقره * ولا ذنب لي ان حاربتني المطالب وعندي صدق الضرب في كل معرك * وليس عليه ان نبون المضارب مدح سيف الدولة إذا كان سيف الدولة الملك كافلا * فلا الحزم مغلوب ولا الحزن غالب وهل يرتجى للامر الا رجاله * ويسال صوب المزن الا السحائب التنزه عن الدنايا فلا تخش سيف الدولة القرم انني * سواك إلى خلق من الناس راغب فما تلبس النعمى وغيرك ملبس * ولا تقبل الدنيا وغيرك واهب وما انا من كل المطاعم طاعم * ولا انا من كل المشارب شارب ولا انا راض ان كثرن مكاسبي * إذا لم تكن بالعز تلك المكاسب ولا السيد القمقام عندي بسيد * إذا استنزلته من علاه الرغائب الاعتراف بانعام سيف الدولة علي لسيف الدولة القرم أنعم * اوانس لا ينفرن عني ربائب أأجحده احسانه بي انني * لكافر نعمي ان أردت موارب وما شك قلبي ساعة في وداده * ولا شاب ظني قط فيه الشوائب يؤرقني ذكرى له وصبابة * وتجذبني شوقا اليه الجواذب الحنين إلى أخيه أيعلم ما ألقى نعم يعلمونه * علي الناي أحباب لنا وحبائب أأبقى أخي دمعا أذاق أخي عزا * أآب أخي بعدي من الصبر آيب سقى الله أرض الموصل المزن انها * لمن حلها فرض له الحب لازب بنفسي وان لم ارض نفسي راكب * يسائل عني كلما لاح راكب فما ذاق بعدي لذة العيش ساعة * ولا ناب جفنيه من النوم نائب قريح مجاري الدمع مستلب * الكرى يقلقله هم من الشوق ناصب أخ لا يذقني الله فقدان مثله * وأين له مثل وأين المقارب تجاوزت القربى المودة بيننا * فأصبح أدنى ما يعد التناسب شكوى الزمان رمتني الليالي بالفراق حسادة * وهن الليالي راميات صوائب وما كنت أخشى ان أرى الدهر حاسدي * كأن لياليه لدى الأقارب ولكنني في ذا الزمان وأهله * غريب وأفعالي لديه غرائب