المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن جعفر بن عثمان اه وفي منهج المقال واحتمال الاتحاد لا يخفى اه والظاهر أن أبا بصير هو ليث بن البختري المرادي لأن: حماد بن عثمان الرواسي: أخا جعفر بن عثمان الرواسي يروي عن أبي بصير ليث المرادي فيستشعر منه ان صاحب أبي بصير هو الرواسي ويتحد هذا مع الرواسي المتقدم وبضميمة ما مر في ابن شريك يظهر احتمال اتحاد الثلاثة.
جعفر بن عثمان الطائي هكذا ذكره الكشي ابن عثمان بالثاء المثلثة ويأتي في الذي بعده ان صوابه جعفر بن عفان بالفاء لا ابن عثمان بالثاء مع أن العلامة في الخلاصة نقله عن الكشي بالفاء لا بالثاء.
أبو عبد الله جعفر بن عفان الطائي توفي في حدود سنة 150 في رجال الكشي المطبوع جعفر بن عثمان وفي تلخيص اخبار الشيعة للمرزباني كما في نسخة مخطوطة جعفر بن غفار وكلاهما تصحيف والظاهر أن الثاني من الناسخ مع أن العلامة في الخلاصة كما في نسخة عندي مقابلة على نسخة ولد ولد المصنف نقله عن الكشي جعفر بن عفان لا عثمان، قال الكشي في رجاله: في جعفر بن عثمان (صوابه عفان) الطائي حدثني نصر بن الصباح حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى بن عمران حدثنا محمد بن سنان عن زيد الشحام قال كنا عند أبي عبد الله (ع) ونحن جماعة من الكوفيين فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله (ع) فقربه وأدناه ثم قال يا جعفر قال لبيك جعلني الله فداك، قال بلغني انك تقول الشعر في الحسين (ع) ومن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته (الخبر) وهو أحد الجماعة الذين وجدنا تراجمهم في المجموعة النفيسة المشار إليها في أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب المنقولة من كتاب تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني وهو السادس والعشرون من الرجال المذكورين في تلك المجموعة قال: أبو عبد الله جعفر بن عفان كان من شعراء الكوفة وكان مكفوفا وله أشعار كثيرة في معان مختلفة ومن شعره في أهل البيت عليهم السلام قوله:
الا يا عين فابكي الف عام * وزيدي ان قدرت على المزيد إذا ذكر الحسين فلا تملي * وجودي الدهر بالعبرات جودي فقد بكت الحمائم من شجاها * بكت لأليفها الفرد الوحيد بكين وما درين وأنت تدري * فكيف تهم عينك بالجمود أتنسى سبط احمد حين يمسي * ويصبح بين اطباق الصعيد قيل إن السيد الحميري اجتمع به فقال له ويحك أنت تقول في آل محمد صلى الله عليهم:
ما بال بيتكم يهدم سقفه * وثيابكم من أرذل الأثواب فقال له فما أنكرت؟ فقال له: إذا لم تحسن مدحهم فاسكت أيوصف آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذا ولكني أعذرك هذا طبعك وعلمك ولكني قد قلت ما أرجو ان يمحى به درن مدحك وانشد السيد:
اقسم بالله وآلائه * والمرء عما قال مسؤول ان علي بن أبي طالب * على التقى والبر مجبول وانه الهادي الامام الذي * له على الأمة تفضيل يقول بالحق ويقضي به * وليس تلهيه الأباطيل كان إذا الحرب مرتها القنا * وأحجمت عنها البهاليل مشى إلى القرن وفي كفه * ابيض ماضي الحد مصقول مشى العفرني بين أشباله * أبرزه للقنص الغيل ذاك الذي سلم في ليلة * عليه ميكال وجبريل ميكال في الف وجبريل في * الف ويتلوهم سرافيل ليلة بدر مددا انزلوا * كأنهم طير أبابيل فسلموا لما اتوا حذوه * وذاك اعظام وتبجيل قال فقبل رأسه ابن عفان وقال له: يا أبا هاشم أنت رأس شكر الله لك سعيك واجتهادك واني انما قلت ما قلت لأعلم الناس ما اتي إليهم من عدوهم وما غصبوه من حقهم اه وقد مر أول هذه القصيدة في ترجمة السيد الحميري (أقول) رحم الله السيد الحميري عاب على جعفر بن عفان شعره لركته وسقوط معانيه وقال إنه استدرك بشعره الجيد ما في شعر جعفر من معنى ساقط ومحا درنه. ولكن أهل البيت عليهم السلام بحلمهم وشفقتهم وعطفهم وحنانهم على شيعتهم قبلوا شعر جعفر واستجاده امامهم الصادق (ع) وبكى لسماعه فلا يضره بعد ذلك عدم قبول السيد الحميري له وان كان محقا في انتقاده، ومن شعر جعفر بن عفان في الحسين عليه السلام قوله:
ليبك على الاسلام من كان باكيا * فقد ضيعت احكامه واستحلت غداة حسين للرماح دريئة * وقد نهلت منه السيوف وعلت وغودر في الصحراء لحما مبددا * عليه عتاق الطير باتت وظلت فما نصرته أمة السوء إذ دعا * لقد طاشت الأحلام منها وضلت الا بل محوا أنوارهم بأكفهم * فلا سلمت تلك الأكف وشلت وناداهم جهدا بحق محمد * فان ابنه من نفسه حيث حلت فما حفظوا قرب الرسول ولا رعوا * وزلت بهم اقدامهم واستزلت أذاقته حر القتل أمة جده * هفت نعلها في كربلاء وزلت فلا قدس الرحمن أمة جده * وان هي صامت للإله وصلت كما فجعت بنت الرسول بنسلها * وكانوا كماة الحرب حين استقلت (وفي الأغاني): في أثناء ترجمة السيد الحميري: أخبرني الحسن بن علي حدثني عبد الله بن أبي سعد قال: قال جعفر بن عفان الطائي الشاعر اهدى إلي سليمان بن علي مهرا أعجبني وزعمت تربيته فلما مضت علي اشهر عزمت على الحج ففكرت في صديق لي أودعه المهر ليقوم عليه فاجمع رأيي على رجل من أهلي يقال له عمر بن حفص فصرت اليه فسألته ان يأمر سائسه بالقيام عليه وخبرته بمكانه من قلبي ودعا بسائسه فتقدم اليه في ذلك ووهبت للسائس دراهم وأوصيته به ومضيت إلى الحج ثم انصرفت وقلبي متعلق به فبدأت بمنزل عمر بن حفص قبل منزلي لأعرف حال المهر فإذا هو قد ركب حتى عبر ظهره وعجف من قلة القيام عليه فقلت له يا أبا حفص أهكذا أوصيتك في هذا المهر؟ فقال وما ذنبي لم ينجح فيه العلف فانصرفت عنه وقلت:
من عاذري من أبي حفص وثقت به * وكان عندي له في نفسه خطر فلم يكن عند ظني في أمانته * والظن يخلف والانسان يختبر