بقية أشعاره في الأسر وقال يذكر اسره ويصف مناظرة جرت بينه وبين الدمستق في الدين:
يعز على الأحبة بالشام * حبيب بات ممنوع المنام تبيت همومه والليل داج * تقلبه على وخز السهام يؤول به الصباح إلى ظلام * ويسلمه الظلام إلى الظلام واني للصبور على الرزايا * ولكن الكلام على الكلام جروح ما يزلن يردن مني * على جرح قريب العهد دامي تأملني الدمستق إذ رآني * فابصر صبغة الليث الهمام أتنكرني كأنك لست تدري * بأني ذلك البطل المحامي واني إذ نزلت على دلوك (1) * تركتك غير متصل النظام وكنت ترى الأناة وتدعيها * فاعجلك الطعان عن الكلام وبت مؤرقا من غير سقم * حمى جفنيك طيب النوم حامي ولا ارضى الفتى ما لم يكمل * برأي الكهل اقدام الغلام فلا هنئتها نعمى بأخذي * ولا وصلت سعودك بالتمام اما من أعجب الأشياء علج * يعرفني الحلال من الحرام وتكنفه بطارقة تيوس * تباري بالعثانين الضخام لهم خلق الحمير فلست تلقى * فتى منهم يسير بلا حزام وأصعب خطة واجل امر * مجالسة اللئام على الكرام يريغون (2) العيوب واعجزتهم * واي العيب يوجد في الحسام أبيت مبرأ من كل عيب * وأصبح سالما من كل ذام ومن أبقى الذي أبقيت هانت * عليه موارد الموت الزؤام ثناء طيب لا خلف فيه * وآثار كآثار الغمام وعلم فوارس الحيين اني * قليل من يقوم لهم مقامي وفي طلب الثناء مضى بجير (3) * وجاد بنفسه كعب بن مام (4) ألام على التعرض للمنايا * ولي سمع أصم عن الملام بنو الدنيا إذا ماتوا سواء * ولو عمر المعمر ألف عام ألا يا صاحبي تذكراني * إذا ما شمتما البرق الشامي إذا ما لاح لي لمعان برق * بعثت إلى الأحبة بالسلام وقال وهو في الأسر بعد علة عوفي منها وكان في فخذه نصل سهم له شعبتان أقام فيها ثلاثين شهرا فشقت فخذه حتى اخرج منها:
فلا تصفن الحرب عندي فإنها * طعامي مذ ذقت الصبا وشرابي وقد عرفت وقع المسامير مهجتي * وشقق عن زرق النصول اهابي ولججت في حلو الزمان ومره * وأنفقت من عمري بغير حساب وقال وهو في الأسر:
يا ليل ما أغفل عما بي * حبائبي فيك وأحبابي يا ليل نام الناس عن موجع * آب على مضجعه نابي هبت له ريح شامية * متت إلى القلب بأسباب أدت رسالات حبيب لنا * فهمتها من دون أصحابي وقال وهو في الأسر:
قناتي على ما تعلمين صليبة * وعودي على ما تعهدين صليب صبور على طي الزمان ونشره * وان ظهرت للدهر في ندوب (5) وان فتى لم يكسر الأسر قلبه * وخوض المنايا حده لنجيب وقال وهو في الأسر:
ان في الأسر لصبا * دمعه في الخد صب هو بالروم مقيم * وله بالشام قلب مستجدا لم يصادف * عوضا عمن يحب وقال وهو في الأسر:
ما للعبيد من الذي * يقضي به الله امتناع ذدت الأسود عن الفرائس * ثم تفرسني الضباع وقال وهو في الأسر وقد سمع حمامة تنوح على شجرة عالية:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة * ايا جارتا هل بات حالك حالي معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى * ولا خطرت منك الهموم ببال أتحمل محزون الفؤاد قوادم * إلى غصن نائي المسافة عالي أيا جارتا ما انصف الدهر بيننا * تعالي أقاسمك الهموم تعالي تعالي تري روحا لدي ضعيفة * تردد في جسم يعذب بالي أيضحك مأسور وتبكي طليقة * ويسكت محزون ويندب سالي وما كل عين لا تفيض قريرة * ولا كل قلب لا ينوح بخالي لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة * ولكن دمعي في الحوادث غالي وقال لما طال اسره يحمل على الشامتين ويصف منازله بمنبج ويتشوقها وكانت ولايته واقطاعه وداره:
قف في رسوم المستجاب * وحي أكناف المصلى فالجوسق الميمون فالساقيا * بها فالنهر الاعلى تلك المنازل والملاعب * لا أراها الله محلا أوطنتها زمن الصبا * وجعلت منبج لي محلا حرم الوقوف بها علي * وكان قبل اليوم حلا حيث التفت رأيت ماء * سائحا ووجدت ظلا وتحل بالجسر الجنان * وتسكن الحصن المعلى يجلو عرائسه لنا * هزج الرياح إذا تجلى وإذا نزلنا بالسوا * جير اجتنينا العيش سهلا والماء يفصل بين زهر * الروض في الشطين فصلا