عزبت عقولهم وما من معشر * الا وهم منهم الب وأحزم لما أقام الوحي بين ظهورهم * ورأوا رسول الله احمد منهم ومن الحزامة أيها النطف الحشى * ان لا تؤخر من به تتقدم ولقد جهدتم ان تزيلوا عزه * فإذا أبان قد رسا ويلملم وطعنتم في مجده فثنتكم * زغف يفل بها السنان اللهذم يا مال قد علمت ربيعة انه * ما كان مثلك في الاراقم أرقم وصنيعة لك قد كتمت جزيلها * فأبى تضوعها الذي لا يكتم مجد تلوح حجوله وفضيلة * لك سافر والحق لا يتلثم وتشرف العليا وهل بك مذهب * عنها وأنت في المكارم قيم ثم إنه هجا مالك بن طوق على عادة الشعراء في المدح تارة والهجو أخرى بحسب الاعطاء والمنع فقال من أبيات وفي الديوان: لم يذكره الصولي.
فرحلت منقطع القرينة لم * اربع على رسم ولا طلل متمسك من مالك بقوى * ضعفت وسائلها عن الأمل لو جئت تطلب منه فائدة * لضربت ضرب غريبة الإبل فلأغرين به سوائر سر * ح الشعر من رجز ومن رمل متوجها لهجائه أبدا * وهجاؤه أمر علي ولي الذنب لي في مالك وأنا * أوطات لي قدما على زلل وقال يمدح عمر بن طوق التغلبي أخا مالك من قصيدة.
أحسن بأيام العقيق وأطيب * والعيش في اظلالهن المعجب ومصيفهن المستظل بظله * سرب ألمها وربيعهن الصيب وظلالهن المشرقات بخرد * بيض كواعب غامضات الا كعب وأغن من دعج الظباء مربب * بدلن منه أغن غير مربب فنعمت من شمس إذا حجبت بدت * من نورها فكأنها لم تحجب وإذا رنت خلت الظباء ولدنها * ربعية واسترضعت في الربرب يقول في مديحها.
لكن بنو طوق وطوق قبلهم * شادوا المعالي بالثناء الأغلب فستخرب الدنيا وأبنية العلى * وقبابها جدد بهم لم تخرب رفعت بأيام الطعان وأغشيت * رقراق لون بالسماحة مذهب يا طالبا مسعاتهم لتنالها * هيهات منك غبار ذاك الموكب أنت المعنى بالغواني تبتغي * أقصى مودتها برأس أشيب في معدن الشرف الذي من حليه * سبكت مكارم تغلب ابنة تغلب يعطي عطاء المحسن الخضل الندى * عفوا ويعتذر اعتذار المذنب ومرحب بالزائرين وبشره * يغنيك عن أهل لديه ومرحب شرس ويتبع ذاك لين خليقة * لا خير في الصهباء ما لم تقطب صلب إذا أعوج الزمان ولم يكن * ليلين صلب الخطب من لم يصلب ومنافس عمر بن طوق ماله * من ضغنه غير الحصى والإثلب تعب الخلائق والنوال ولم يكن * بالمستريح العرض من لم يتعب بشحوبة في المجد أشرق وجهه * لا يستنير فعال من لم يشحب نفق المديح ببابه فكسوته * عقدا من الياقوت غير مثقب أولى المديح بان يكون مهذبا * ما كان منه في أغر مهذب غربت خلائقه وأغرب شاعر * فيه فأحسن مغرب في مغرب اخباره مع أبي العباس نصر بن منصور بن بسام ولم نعثر له على ترجمة. في اخبار أبي تمام للصولي: دخل أبو تمام إلى نصر بن منصور فأنشده مدحا له فلما بلغ إلى قوله.
أسائل نصر لا تسله فإنه * احن إلى الارفاد منك إلى الرفد قال له نصر انا والله أغار على مدحك أن تضعه في غير موضعه ولئن بقيت لأحظرن ذلك الا على أهله وأمر له بجائزة سنية وكسوة فمات نصر بعد ذلك في شوال سنة (227) وقصيدته التي منها هذا البيت هذا مختارها.
أأطلال هند ساء ما اعتضت من هند * أقايضت حور العين بالعور والربد (1) فلا دمع ما لم يجر في إثره دم * ولا وجد ما لم تعي عن صفة الوجد تعصفر خديها العيون بحمرة * إذا وردت كانت وبالا على الورد إذا زهدتني في الهوى خيفة الردى * جلت لي عن وجه يزهد في الزهد بنصر بن منصور بن بسام انفرى * لنا شظف الأيام في عيشة رغد بجود أبي العباس بدل أزلنا * بخفض وصرنا بعد جزر إلى مد له خلق سهل ونفس طباعها * ليان ولكن عزمه من صفا صلد أسائل نصر لا تسله فإنه * احن إلى الارفاد منك إلى الرفد سأحمد نصرا ما حييت وأنني * لأعلم أن قد جل نصر عن الحمد (2) تجلى به رشدي وأثرت به يدي * وفاض به ثمدي وأورى به زندي وقال يمدحه من أبيات:
لا شئ ضائر عاشق فإذا نأى * عنه الحبيب فكل شئ ضائره يا أيهذا السائلي انا شارح * لك غائبي حتى كأنك حاضره اني ونصرا والرضا بجواره * كالبحر لا يبغي سواه مجاوره ما ان يخاف الخذل من أيامه * أحد تيقن ان نصرا ناصره اخباره مع أبي المغيث موسى بن إبراهيم الرافقي نسبة إلى الرافقة بلدة على شاطئ الفرات قرب الرقة كان موسى هذا على شرطة ابن عمه عيسى بن منصور بن موسى بن عيسى الرافقي والي مصر من قبل المعتصم في عهد المأمون وبعثه المعتصم أميرا على دمشق ولما كان أميرا عليها بعث اليه أبو تمام من الموصل بالقصيدة السينية الآتي بعضها يدل على ذلك قوله فيها (أية دمشق فقد حويت مكارما) البيت وقوله في آخرها.
أنا بعثنا الشعر نحوك مفردا * فإذا أذنت لنا بعثنا العيسا ومدحه بمدائح كثيرة غيرها فلا ندري أجاءه إلى دمشق أو إلى مصر وأنشده إياها أم كان يبعث بها اليه من الموصل كما بعث اليه بالأولى ولما يئس أبو تمام من جائزته بعد المدح الكثير والاستحثاث على العطاء هجاه على عادة الشعراء الذين يمدحون للعطاء ويهجون عند المنع فمن مدائحه فيه قوله من قصيدة.
أقشيب ربعهم أراك دريسا * وقرى ضيوفك لوعة ورسيسا ولئن حبست على البلى لقد اغتدى * دمعي عليك إلى الممات حبيسا وأرى رسومك موحشات بعدما * قد كنت مألوف المحل أنيسا رود أصابتها النوى في خرد * كانت بدور دجنة وشموسا بيض يدرن عيونهن إلى الصبا * فكأنهن بها يدرن كؤوسا