شب الهوى شبة نيران * والفجر قد فجر أجفاني ومنها قوله ما فعل الشمر على كفره * ما فعلت أجفان شمران لو لم يكن ثناه في حسنه * اخوه ما كان له ثان وله:
ترقرق جدول في عارضيه * يلقب بالملاحة وهو عذب وحار النمل لما دب فيه * فلا يدري أيسبح أم يدب ولم أر قبل هذا الماء ماء * على أمواجه نار تشب الثائر بالله أبو الفضل جعفر بن محمد بن الحسن الشاعر المحدث بن أبي الحسن علي العسكري بن أبي محمد الحسن بن علي الأصغر المحدث بن عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
توفي 345 ذكره صاحب البحر الزخار.
في تاريخ طبرستان للسيد ظهير الدين المرعشي: ويقال له السيد الأبيض وهو ابن أخي (1) الناصر الكبير لأن الناصر الكبير هو الحسن بن علي العسكري وكان لعلي المذكور ولد آخر اسمه الحسين المحدث، وأبو الفضل جعفر الثائر بالله ابن الحسين المحدث وحين خروج الثائر بالله وقعت محالفة بينه وبين ملك الجبال اصفهبد شهريار فانضم اليه اصفهبد واستولى على طبرستان فلما رأى ذلك استندار صالح الثائر وطلبه إلى كيلان فلما توجه اليه الثائر استقبله اصفهبد في جالوس فأقام فيها واجتمع عليه أهل تلك الولاية ولما وصل الخبر إلى الحسن بن بويه ارسل ابن العميد في عسكر إلى آمل ووقع المصاف بينه وبين الثائر فانهزم عسكر آل بويه وجاء الثائر إلى آمل وبعد مدة وقعت مخالفة بين استندار والثائر فلم يتمكن الثائر من الإقامة في آمل واضطر إلى الذهاب لكيلان ومقامه كان في قرية في كيلان في وسط جبل تسمى (ميانده) في ولاية (سياه كله رود) وآثار عمارات هذا السيد من المدارس والمساجد والخانقاهات إلى الآن في ذلك الموضع ظاهرة وقبره في طرف هذه القرية ولهذا المشهد أوقاف ثابتة موجودة إلى الآن والمؤلف الحقير عمر هذه الروضة المباركة وكتب عليها الكاتب ونصب لها متوليا في أيام دولة السلطان الأرفع العادل صاحب الجبل والديلم السيد شمس الملة والدين السلطان محمد خلد ملكه وسلطانه والمؤلف الحقير كان داروغة (2) تلك الولاية وباهتمام وعناية حضرة صاحب السلطنة تيسر هذا المهم الخيري وثوابه عائد إلى حضرة ولي النعمة خلد سلطانه والمقصود ان سادات كيلان ودبلمان كانوا متفقين مع السيد لكن حيث كان للسيد غلام اسمه عمير وكان صاحب اختيار أي مطلق الإرادة فعصى على السيد وارجع سادات ورجال كيلان عن الثائر بالله واجتمعوا مع عمير ونهبوا أموال الثائر وأولاده وفي ذلك يقول الشاعر:
يا آل ياسين أمركم عجب * بين الورى قد جرت مقاديره لم يكفكم في حجازكم عمر * حتى بجيلان جاء تصغيره ولما كان السادات لا يسلكون طريق الصلاح فسد اعتقاد الناس فيهم، يحكى ان سيدا ذهب إلى ملك من ملوك رويان وطلب منه حاجة فلما لم يقضها له غضب السيد وقال للملك آباؤك وأجدادك قبلوا امامة آبائي وبذلوا لهم أرواحهم وأموالهم وأنت لا تقضي لي هذه الحاجة فما هو السبب؟ فقال له الملك حقا تقول ولكن لما كان آباؤك يدعون آباءنا كان آباؤك أهل دين وإسلام وآباؤنا في الكفر والجهل وحيث رأوا طريقة آبائكم في مقام العدل والإنصاف والاستقامة علموا أن هذا هو الطريق المستقيم فقبلوا منهم الاسلام وأطاعوهم وفدوهم بأنفسهم وأموالهم واليوم حيث أنكم على خلاف سنة آبائكم الحسنة ونحن على هذه الطريقة التي قبلناها من آبائكم لم نتركها فيلزم أن تتبعونا، وتوفي الثائر بالله ودفن فيها اه وذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج فيما نقله عن الجاحظ من مفاخرة بني هاشم وبني أمية قال ونحن نعد من رهطنا رجالا لا تعدون أمثالهم أبدا فمنا الأمراء بالديلم الناصر الكبير وهو الحسن الأطروش ابن علي بن الحسن بن عمر الأشرف بن زين العابدين والناصر الأصغر أحمد بن يحيى بن الحسن بن القاسم بن إبراهيم طباطبا (إلى أن قال) ومن ولد الناصر الكبير الثائر وهو جعفر بن محمد بن الحسن الناصر الكبير وهم الأمراء بطبرستان وجيلان وجرجان ومازندران وسائر ممالك الديلم ملكوا تلك الأصقاع مئة وثلاثين سنة وضربوا الدنانير والدراهم بأسمائهم وخطب لهم على المنابر وحاربوا الملوك السامانية وكسروا جيوشهم وقتلوا أمراءهم اه (أقول) في هذا خلل والظاهر أنه من النساخ إذ يبعد وقوعه من الجاحظ وابن أبي الحديد مع كمال المعرفة فقوله ومن ولد الناصر الكبير الثائر وهو جعفر بن محمد الخ ليس بصواب فالثائر بالله هو المترجم جعفر بن محمد بن الحسين الكبير ولي في أولاده من اسمه جعفر بن محمد بل له ولد لصلبه اسمه جعفر ناصرك بن الحسن الناصر وهو لا يلقب بالثائر وعليه فما مر في مفتتح ج 15 من هذا الكتاب من أن الثائر في الله اسمه جعفر بن محمد بن الحسن الناصر الكبير ليس بصواب والظاهر أننا أخذناه مما مر عن شرح النهج والله أعلم. وفي تاريخ رويان:
(هو برادار زاده ناصر كبير) وبرادر زاده يطلق في الفارسية على ذرية الأخ وإن نزلوا فلا ينافي ذلك كونه ابن ابن أخي الناصر لا ابن أخيه وقال إنه خرج في كيلان ويلمان بعد قتل الداعي الصغير وضعف حال السادات العلوية وأنه يقال له سيد البيض. ومر انه يقال له السيد الأبيض فالصواب سيد أبيض وقال إنه وقعت مخالفة في ذلك الوقت بين اصفهبد شهريار ملك الجبال واستندار أبي الفضل فانضم اصفهبد إلى الحسن بن بويه حاكم الري وتلك النواحي وبواسطة ذلك استولى على طبرستان استيلاء تاما فسلم الحسن بن بويه طبرستان إلى علي بن كأمة وذهب إلى العراق فاتى استندار أبو الفضل بالثائر العلوي من كيلان تعصبا منه على أصفهبد وأجلسه في شالوس فأقام بها واجتمع عليه الناس فوصل الخبر إلى الحسن بن بويه فأرسل ابن العميد في عسكر إلى آمل وقع المصاف بينهم وبين عسكر الثائر جعفر فانهزم عسكر آل بويه وهرب علي بن كأمة فجاء الثائر إلى آمل ونزل في دار السادات بالمصلى ونزل استندار أبو الفضل في آمل أيضا وبعد مدة وقع خلاف بين الثائر العلوي واستندار أبو الفضل فلم يستطع الثائر الإقامة في أمل واضطر للذهاب إلى كيلان وخرج السادات من أولاد الناصر والثائر