بكر إذا جردت في حسنها * فكرك دلتك على الصانع نوح صفا من عهد نوح له * شرب العلى في الحسب البارع مطرد الآباء في نسبة * كالصبح في إشراقه الساطع مناسب تحسب من ضوئها * منازلا للقمر الطالع كم فارس منهم إذا استصرخوا * مثل سنان الصعدة اللامع ان حويا (1) حاجتي فاقضها * ورد جاش المشفق الجازع تجاوز الخفض وافياءه * إلى السرى والسفر الشاسع والطائر الطائر في شأنه * يلوي بحظ الطائر الواقع ترمي العلى منه بمستيقظ * لا فاتر اللحظ ولا خاشع وانما الفتك لذي لؤمة * شبعان أو ذي كرم جائع فانشر له أحدوثة غضة * تصغى إليها أذن السامع وقال يمدح نوح بن عمرو أيضا من قصيدة:
يوم الفراق لقد خلقت طويلا * لم تبق لي جلدا ولا معقولا لو جاء مرتاد المنية لم يجد * الا الفراق على النفوس دليلا أتظنني أجد السبيل إلى العزا * وجد الحمام إذا إلي سبيلا رد الجموح الصعب أسهل مطلبا * من رد دمع قد أصاب مسيلا وبنفسي القمر الذي بمحجر * امسى مصونا بالنوى مبذولا اني تأملت النوى فوجدتها * سيفا على صبر الهوى مسلولا من زاحف الأيام ثم عبى لها * غير القناعة لم يزل مفلولا من كان مرعى عزمه وهمومه * روض الأماني لم يزل مهزولا لو جاز سلطان القنوع وحكمه * في الأرض ما كان القليل قليلا الرزق لا تحرص عليه فإنه * يأتي ولم تبعث اليه رسولا بنت القفار متى تخد بك لا تدع * في الصدر منك على الفلاة غليلا لا تدعون نوح بن عمرو دعوة * للخطب إلا أن يكون جليلا يقظ إذا ما المشكلات عرونه * ألفيته المتبسم البهلولا ثبت المقام يرى القبيلة واحدا * ويرى فيحسبه القبيل قبيلا لو أن طول قناته يوم الوغى * ميل إذا نظم الفوارس ميلا أوليس عمرو بث في الأرض الندى * حتى اشتهينا أن نصيب بخيلا وقال يمدح الافشين ويذكر حربه مع بابك الخرمي من قصيدة وهو من قواد المعتصم ثم قتله المعتصم على الزندقة فذمه أبو تمام كما مر في اخباره مع المعتصم.
ملك تضئ المكرمات إذا بدا * للملك منه غرة وجبين لاقاك بابك وهو يزأر وانثنى * وزئيره قد عاد وهو أنين ولى ولم يظلم وهل ظلم امرؤ * حث النجاء وخلفه التنين أوسعتهم ضربا تهد به الطلى * ويخف منه المرء وهو ركين بأس تفل به الصفوف وتحته * رأي تفل به العقول رزين عبأ الكمين له فظل لحينه * وكمينه المخفى عليه كمين يا وقعة ما كان أعتق يومها * إذ بعض أيام الزمان هجين ورجا بلاد الروم فاستعصى به * أجل أصم عن النجاء حرون هيهات لم يعلم بأنك لو ثوى * بالصين لم تبعد عليك الصين ما نال ما قد نال فرعون ولا * هامان في الدنيا ولا قارون بل كان كالضحاك في سطواته * بالعالمين وأنت أفريذون فسيشكر الاسلام ما أوليته * والله عنه بالوفاء ضمين وقال في أبي الحسن علي بن مرة من قصيدة:
أراك أكبرت إدماني على الدمن * وحملي الشوق من باد ومكتمن لا تكثرن ملامي ان عكفت على * ربع الحبيب فلم أعكف على وثن الحب أولى بقلبي في تصرفه * من أن يغادرني يوما بلا شجن فما وجدت على الأحشاء أوقد من * دمع على وطن لي في سوى وطني من ذا يعظم مقدار السرور بمن * يهوى إذا لم يعظم موقع الحزن العيس والهم والليل التمام معا * ثلاثة أبدا يقرن في قرن أقول للحرة الوجناء لا تهني * فقد خلقت لغير الحوض والعطن ما يحسن الدهر أن يسطو على رجل * إذا تعلق حبلا من أبي حسن كم حال فيض نداه يوم معضلة * وبأسه بين من يرجوه والمحن فتى تريش جناح الجود راحته * حتى يخال بان البخل لم يكن وتشتري نفسه المعروف بالثمن * الغالي ولو أنها كانت من الثمن كم في العلى لهم والمجد من بدع * إذا تصفحت اختيرت على السنن قوم إذا هطلت جودا أكفهم * علمت أن الندى مذ كان في اليمن حاطت يداه من الاسلام ضاحية * وحالتا بين طرف الدهر والوسن لي حرمة بك فاحفظها وجاز بها * يا حافظ العهد والعواد بالمنن أولى البرية حقا أن تراعيه * عند السرور الذي آساك في الحزن ان الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا * من كان يألفهم في المنزل الخشن وروى الصولي في أخبار أبي تمام انه كان لأبي تمام أخ يقال له سهم وكان يقول شعرا دونا فجاء إلى أبي تمام يستميحه فقال له والله ما يفضل عني شئ ولكني أحتال لك فكتب إلى يحيى بن عبد الله بقصيدة وفي الديوان قال يمدح يحيى بن عبد الله وأرسلها اليه مع سهم أخي أبي تمام ليصله ويسأله في أمره وهذا مختارها:
احدى بني عمر بن عبد مناه * بين الكثيب الفرد فالأمواه ألقي النصيف فأنت خاذله الهوى * أمنية الخالي ولهو اللاهي عرضت لنا يوم الحمى في خرد * كالسرب حولثى ولعس شفاه بيض يجول الحسن في وجناتها * والملح بين نظائر أشباه دعني أقم أود الشباب بذكرها * ان السفاه بها لغير سفاه فإذا انقضت أيام تشييع الصبا * أظهرت توبة خاشع أواه ومعاود للبيد لا يهفو به * هاف ولا يزهاه فيها زاه مهد لالطاف الثناء إلى فتى * كالبدر لا صلف ولا تياه سهم بن أوس في ضمانك عالم * أن لست بالناسي ولا بالساهي اجزل له الحظين منك وكن له * ركنا على الأيام ليس بواه بولايتين ولاية في كورة * مشهورة وولاية بالجاه هو في الغنى غرسي وغرسك في العلى * اني انصرفت وأنت غرس الله مدائحه في الطائيين قومه من غرر قصائده قوله يمدح عمر بن عبد العزيز الطائي ويفتخر بقومه طئ وبجودهم من قصيدة وتجلت فيها عاطفة القرابة منضمة إلى شاعريته:
يا هذه اقصري ما هذه بشر * ولا الخرائد من أترابها الاخر خرجن في خضرة كالروض ليس لها * الا الحلي على أعناقها زهر