أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج ٤ - الصفحة ٥٣٢
وصف مصلوب قال في وصف صلب بابك الخرمي من أبيات مرت في أخباره مع المعتصم:
لا كعب أسفل موضعا من كعبه * مع أنه عن كل كعب عالي سام كأن العز يجذب ضبعه * وسموه من ذلك وسفال متفرع أبدا وليس بفارع * من لا سبيل له إلى الأشغال وقال في وصف صلب بابك والافشين وحرقه ومازيار وباطس من قصيدة مرت في أخباره مع المعتصم أيضا فقال في الأفشين:
نارا يساور جسمه من حرها * لهب كما عصفرت نصف (شق) ازار شبه تأثير النار في بعض جسم الافشين وهو مصلوب بثوب صبغ نصفه بالعصفر.
رمقوا أعالي جذعه فكأنما * وجدوا الهلال عشية الافطار ولقد شفى الأحشاء من برحائها * ان صار بابك جار مازيار وكأنما ابتدرا لكيما يطويا * عن باطس خبرا من الاخبار سود اللباس كأنما نسجت لهم * أيدي السموم مدارعا من قار بكروا اواسر لفي متون ضوامر * قيدت لهم من مربط النجار لا يبرحون ومن رآهم خالهم * أبدا على سفر من الاسفار الوصف بالقلة قال من أبيات:
وهي نزر لو أنها من دموع الصب لم تشف منه حر الغليل وكأن الأنامل اعتصرتها * بعد كد من ماء وجه البخيل وقال:
نزر كما استكرهت عائر نفحة * من فأرة المسك التي لم تفتق تطاير النبل وإذا القسي العوج طارت نبلها * سوم الجراد يشيح حين يطار وقال يصف فرسا حمله عليه الحسن بن وهب من قصيدة تقدم بعضها في أخباره معه:
تغرى العيون به فيغرى شاعر * في نعته وصفا وليس بمفلق بمصعد من نعته ومصوب * ومجمع من حسنه ومفرق صلتان يبسط ان عدا أو إن ردى * في الأرض باعا منه ليس بضيق مسود شطر مثل ما اسود الدجى * مبيض شطر كابياض المهرق قد سالت الأوضاح سيل قرارة * فيه فمفترق عليه وملتقي صافي الأديم كأنما ألبسته * من سندس بردا ومن إستبرق امليسه املوده لو علقت * في صهوتيه العين لم تتعلق في مطلب أو مهرب أو رغبة * أو رهبة أو موكب أو فيلق امطاكه الحسن بن وهب أنه * داني ثرى اليد من رجاء المملق وصف كتاب قال يصف كتابا كتبه اليه الحسن بن وهب من قصيدة:
لقد جلى كتابك كل بث * جو وأصاب شاكلة الرمي فضضت ختامه فتبلجت لي * غرائبه عن الخبر الجلي وكان أغض في عيني وأندى * على كبدي من الزهر الجني وأحسن موقعا مني وعندي * من البشرى أتت بعد النعي وضمن صدره ما لم تضمن * صدور الغانيات من الحلي فكائن فيه من معنى خطير * وكائن فيه من لفظ بهي بيان لم ترثه ثرات دعوى * ولم تنبطه من حسي بكي وصف القلم في أمالي المرتضى أجمع العلماء أن هذه الأبيات أحسن وأفخم من جميع ما قيل في القلم.
لك القلم الاعلى الذي بشباته * تصاب من الامر الكلي والمفاصل لعاب الأفاعي القاتلات لعابه * وأري الجنا اشتارته أيد عواسل له ريقة طل ولكن وقعها * بآثاره في الشرق والغرب وابل فصيح إذا استنطقته وهو راكب * واعجم ان خاطبته وهو راجل إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغت * عليه شعاب الفكر وهي حوافل اطاعته أطراف القنا وتقوضت * لنجواه تقويض الخيام الجحافل إذا استغزر الذهن الذكي وأقبلت * أعاليه في القرطاس وهي أسافل وقد رفدته الخنصران وسددت * ثلاث نواحيه الثلاث الأنامل رأيت جليلا شأنه وهو مرهف * ضني وسمينا خطبه وهو ناحل وصف النجوم وسواد الليل قال من قصيدة:
كأن نجوم الليل في أخرياته * عيون له نادى بتغميضها الفجر كان سواد الليل ثم اخضراره * طيالسة سود لها كفف خضر وصف خلعة وقال في وصف خلعة كساه إياها محمد بن الهيثم بن شبابة:
قد كسانا من كسوة الصيف خرق * مكتس من مكارم ومساع حلة سابرية ورداء * كسحى القيض أو رداء الشجاع (1) كالسراب الرقراق في النعت إلا * انه ليس مثله في الخداع قصبيا تسترجف الريح متنيه * بأمر من الرياح مطاع رجفانا كأنه الدهر منه * كبد الضب أو حشى المرتاع يطرد اليوم ذا الجهير ولو * شبه في حره بيوم الوداع وصف الفرو والبرد قال من قصيدة يمدح بها علي بن مر ويستهديه فروا:
وأيامنا خزر العيون عوابس * إذ لم يحصها (2) الحازم المتلبب ولا بد من فرو إذا اجتابه (3) امرؤ * غدا وهو سام في الصنابر (4) أغلب تظل البلاد ترتمي بضريبها (5) * وتشمل (6) من أقطارها وهو يجنب (7)

(1) السحى هو القشر الرقيق الذي تحت قشر البيض الاعلى اليابس ويسمى غرقئ البيض وبه تشبه الثياب الرقاق وأصل السحى القشر يقال سحى الأرض أي قشرها ومنه سميت المسحاة التي يقشر بها الأرض (والقيض) القشرة العليا اليابسة على البيضة (والشجاع) الحية ورداؤه قشره.
(2) في القاموس الاحتياص الحزم والتحفظ.
(3) لبسه. (4) صنابر الشتاء شدة برده. - المؤلف - (5) الضريب الثلج.
(6) تشمل تهب فيها ريح الشمال الباردة.
(7) يكون في حرارة ريح الجنوب.
(٥٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 ... » »»
الفهرست