فهو صريح في ندمه على أمر قد فات منه لا يمكنه تداركه، وهو نصر الحسين والحر لم يفته نصره ليندم عليه ويقول أيضا:
أهم مرارا أن أسير بجحفل * إلى فئة زاغت عن الحق ظالمه فكفوا والا زرتكم بكتائب * أشد عليكم من رخوف الديالمه فهل هو يتهدد بذلك أصحاب ابن سعد؟ كلا! ويقول أيضا:
سقى الله أرواح الذين تآزروا * على نصره سحبا من الغيث دائمه وقفت على أجسادهم وقبورهم * فكاد الحشى ينفت والعين ساجمه فهل وقف على أجسادهم وقبورهم قبل أن يقتلوا ويقبروا، ويقول أيضا:
لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى * سراعا إلى الهيجا ليوثا ضراغمه وهو صريح في أنه يخبر عن قوم كانوا ومضوا، لا عن قوم هو بينهم.
والعجب من الشيخ عبد العزيز الميمني الراجكوتي أستاذ آداب اللغة العربية في جامعة عليكره بالهند في تعليقه على خزانة الأدب طبع مصر سنة 1348 ج 2 ص 138 حيث قال: ان الأبيات الميمية ليست لعبيد الله بن الحر الجعفي البتة، وانما هي للحر بن يزيد الرياحي كما هو عند أبي مخنف. فلا أدري هل هذا الوهم من أبي سعيد أو من نساخ كتابه أو من البغدادي (صاحب الخزانة). قال: وفي الخبر أيضا اختلاف وذلك أن حسينا لما رأى جد القتال استصرخ واحدا من أصحابه إلى أن استنجد الحر فقدم ولده فاستشهد ثم استأذن الحر الحسين في البراز بنفسه، فبرز وانشد (أكون أميرا غادرا وابن غادر) الأبيات، ثم برز فقتل وألقوا رأسه بين يدي الحسين، فرثاه بقوله: (فنعم الحر حر بني رياح) الأربعة الأبيات اه. وإذا كان لا يدري ان الوهم المزعوم هو من السكري أو البغدادي، فنحن ندري ان وهمه نشا من الكتاب المنسوب لأبي مخنف، وهو برئ منه. ولكن ما كان ينبغي له، وهو أستاذ آداب اللغة العربية في جامعة بالهند، ان يقع في مثل هذا الوهم فيحكم حكما جازما قاطعا بأن الأبيات للحر بن يزيد لا لعبيد الله بن الحر، وكان عليه أقلا ان ينظر في هذه الأبيات ليعلم انها لا يمكن أن تكون للحر، ومما يعجب له أيضا استرساله في النقل عن هذا المقتل ان الحسين استصرخ واحدا واحدا من أصحابه حتى انتهت النوبة إلى الحر فقدم ولده، مما لا أصل له ولم يذكره مؤرخ.
وكل المؤرخين ذكروا رجوع الحر إلى الحسين عليه السلام، وكيفية شهادته بما لا مساس له بشئ مع ما ذكر في هذا المقتل المختلق، والحر لم يقتل معه ولده، ولم يذكر ذلك مؤرخ. والأبيات الأربعة التي نسبت إلى الحسين عليه السلام انه رثى بها الحر موضوعة مختلقة لم يذكرها مؤرخ. وكفى في ذلك افتتاحها بالفاء في قوله فنعم الحر مع أن فاعل نعم لا يكون علما الا في بعض الشواذ، وكذلك الأبيات الأربعة التي نسبها واضع هذا المقتل المكذوب على أبي مخنف إلى الحر لم يذكرها مؤرخ، وهي من نظم واضع المقتل، والشطر الأول منها مأخوذ من بيت لبعض الشعراء، لا أتذكر اسمه الآن، وهو:
هو البين فاصنع وبك ما أنت صانع * فان تك مجزاعا فما البين جازع الشيخ أمرس الدين حرز بن الحسين البحراني القطيفي.
وصفه في رياض العلماء بالشيخ الجليل العالم وقال: كان من معاصري الشيخ مفلح بن الحسين الصيمري وأضرابه قبل الشيخ علي الكركي، ووجدت له فوائد عديدة منقولة عنه في الأحساء فلاحظ مجموعة الإجازات وقد ينقل بعض تلامذته عنه بعض الاستخارات اه.
الشيخ حرز ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين الشاطري العسكري البحراني.
في أنوار البدرين: العسكري نسبة إلى العسكر قرية في البحرين في أطرافها الجنوبية، وهي الآن خراب، وأهلها سكنوا المغاير وعمروها اه.
قال الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته في علماء البحرين له مصنفات منها كتاب (مقتل أمير المؤمنين عليه السلام) جيد الترتيب كبير اه.
الشيخ حرز الدين البحراني الأوالي.
في أنوار البدرين: الشيخ حرز الدين البحراني كان تلميذ الشيخ فخر الدين بن مخدم البحراني ذكره ابن أبي جمهور الأحسائي في غوالي اللئالي وفي اجازته للسيد محسن الرضوي، وذكره المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح اه. وفي رياض العلماء: الشيخ حرز الدين الأوالي (1) فاضل عالم جليل من مشايخ ابن جمهور الأحساوي ويروي عن الشيخ فخر الدين أحمد بن مخدم الأوالي. كذا قال ابن جمهور المذكور في أول غوالي اللئالي، فقال في وصف الطريق الثالث عن الشيخ العالم المشهور النبيه الفاضل حرز الدين الأوالي اه.
حريث بن جابر الحنفي البكري.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي عليه السلام: حريث بن جابر الحنفي اه. وكان حريث رئيس بني حنيفة، ومن أصحاب أمير المؤمنين (ع) المخلصين في ولائه، وشهد معه حرب صفين وكان شاعرا، قال نصر: وأمره علي (ع) على لهازم البصرة يوم صفين. وسيأتي في ترجمة حسان بن مخدوج عن نصر في كتاب صفين انه لما عزل علي عليه السلام الأشعث بن قيس عن رياسة كندة وربيعة وجعل تلك الرياسة لحسان بن مخدوج وتكلم في ذلك أناس من أهل اليمن وقالوا يا أمير المؤمنين ان رياسة الأشعث لا تصلح الا لمثله، وما حسان بن مخدوج مثل الأشعث، فغضبت ربيعة. قال حريث بن جابر: يا هؤلاء رجل برجل، وليس بصاحبنا عجز في شرفه وموضعه ونجدته وبأسه، ولسنا ندفع فضل صاحبكم وشرفه.
فقال النجاشي في ذلك أبياتا تأتي في ترجمة حسان، ومن جملتها هذان البيتان:
فلولا أمير المؤمنين وحقه * علينا لاشجينا حريث بن جابر فلا تطبينا يا حريث فإننا * لقومك ردء في الأمور الغوامر وغضب رجال اليمنية، فتكلم حريث بن جابر فقال: يا هؤلاء لا تجزعوا فإنه ان كان الأشعث ملكا في الجاهلية وسيدا في الاسلام فان صاحبنا أهل هذه الرياسة وما هو أفضل منها. وذكر نصر في عبيد الله بن عمر بن الخطاب فقال: قد اختلف الرواة في قاتله فقالت همدان نحن قتلناه