مني؟ قالوا: لا. فذكر الحديث فهذا غير صحيح وحاشى أمير المؤمنين من قول هذا. قال لم يتابع زافر عليه قاله البخاري وقال العقيلي حدثناه محمد بن أحمد الوراميني حدثنا يحيى بن المغيرة الرازي حدثنا زافر عن رجل عن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل الحديث بطوله ورواه محمد بن حميد عن زافر حدثنا الحارث فهذا عمل ابن حميد أراد ان يجوده. قلت: فافسده وهو خبر منكر اه. وفي لسان الميزان ولما ساقه العقيلي من طريق يحيى بن المغيرة قال فيه مجهولان: الحارث والرجل. واما رواية محمد بن حميد فإنه أراد أن يجود السند والصواب ما قال يحيى بن المغيرة وهذا الحديث لا أصل له عن علي وقال ابن حبان في الثقات روى عن أبي الطفيل ان كان سمع منه قلت: ولعل الآفة في هذا الحديث من زافر اه. (أقول) ان من المنكر عد هذا الخبر منكرا ولا يستند إلى أصل قول من قال لا أصل له. كيف وما تضمنه هذا الخبر صحيح ثابت ولو لم يرد فيه خبر فهل يستطيع الذهبي وابن حجر ان ينكرا ان النبي ص آخى بين أصحابه وآخى بين علي وبين نفسه وهل يحتاج إلى برهان ما تضمنه قول الصفي الحلي.
لو رأى مثلك النبي لآخاه * والا فأخطأ الانتقاد وهل يستطيع الذهبي وابن حجر وغيرهما ممن عنده ذرة من معرفة وانصاف ان ينكر ما تضمنه هذا الخبر من فضائل علي ولا سيما المؤاخاة والجهاد وما لم يذكر فيه من باقي فضائله وأخصها العلم وهل يليق بمن ينسب إلى العلم ان يتفوه بقوله: خبر منكر: هذا غير صحيح لا أصل له عن علي، حاشا أمير المؤمنين من قول هذا. بل حاشا أمير المؤمنين ان لا يقول هذا، وهو الحق. ولو لم يقله لكان مخفيا فضله الذي يلزمه اظهاره في مثل ذلك المقام اتماما للحجة.
فنال زورا من قال ذلك زور * وافترى من يقول ذلك افتراء وانا لو كنت حاضرا عند أمير المؤمنين (ع) لما قال: أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش مني، لقلت له: من هنا أتيت!. ومن رواية الحارث لهذا الحديث قد يظن أنه من شرط كتابنا والله أعلم.
الحارث بن محمد الكوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (ع) ويحتمل كونه الحارث بن محمد بن النعمان البجلي الآتي كما يأتي.
الحارث بن محمد المكفوف في ميزان الاعتدال: أتى بخبر باطل قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن أبي ذر مرفوعا لا تزول قدما عبد حتى يسال عن حبنا أهل البيت وأومأ إلى علي ورواه أبو بكر بن الباغندي عن يعقوب بن إسحاق الطوسي عنه اه. وفي لسان الميزان وله عن جلد بن السري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله لا ألفين أحدكم يتغنى ويدع ان يقرأ سورة البقرة. جلد وثق اه. ومن ذلك قد يظن تشيعه وجزم الذهبي ببطلان الخبر باطل كيف وقد عضده قوله تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى وقوله صلى الله عليه وآله وسلم اني تارك فيكم الثقلين الحديث.
الحارث بن محمد بن النعمان البجلي أبو علي الكوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (ع) وقال النجاشي حارث بن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول مولى بجيلة روى عن أبي عبد الله (ع)، كتابه يرويه عدة من أصحابنا منهم الحسن بن محبوب أخبرنا عدة من أصحابنا عن الشريف أبي محمد الحسن بن حمزة الطبري حدثنا ابن بطة حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الحارث بن محمد بكتابه وفي الفهرست الحارث بن الأحول له أصل رويناه عن عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن أبي بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسن اه.
وفي التعليقة: الحارث بن محمد بن النعمان لا يبعد اتحاده مع سابقه يعني الحارث بين محمد الكوفي من أصحاب الصادق (ع) وعدم الاشتراك وان ما في رجال الصادق مكرر لما ذكرناه مكررا وكون كتابه يرويه عدة من أصحابنا ورواية ابن أبي عمير عنه وكذلك ابن محبوب وكونه صاحب أصل كل ذلك يومئ إلى حسن حاله ومما يومئ إلى الاعتماد عليه ان الأصحاب ربما يتلقون روايته بالقبول بحيث يرجحونها على رواية الثقات وغيرهم مثل روايته في كفارة إفطار قضاء شهر رمضان اه. وفي لسان الميزان الحارث بن محمد بن النعمان أبو محمد (1) بن أبي جعفر البجلي الكوفي وأبوه يعرف شيطان الطاق روى عن جعفر الصادق (ع) وزرارة بن أعين ويزيد (صوابه بريد) بن معاوية العجلي وغيرهم روى عنه الحسن بن محبوب وغيره قال علي بن الحكم كان أحد أئمة الحديث في معرفة حديث أهل البيت. قال:
وقال الحسن بن محبوب: لقد رأيته حضر حلقة محمد بن الحسن صاحب الرأي فما تكلم حتى استأذنه فلما قام الحارث قال: أي رجل لولا! - يعني الرفض -. قال: وكان أفرض الناس عالما بالشعر كثير الرواية. وذكره الطوسي في مصنفي الشيعة وقال: له كتاب يعتمد عليه اه. وعلي بن الحكم أحد علماء الإمامية له كتاب في الرجال كان عند ابن حجر.
التمييز في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان الحارث هو ابن محمد بن النعمان برواية الحسن بن محبوب عنه وفي مشتركات الكاظمي، باب الحارث بن محمد ولم يذكره شيخنا مشترك بين الكوفي من أصحاب الصادق (ع) وبين ابن النعمان البجلي أبي علي الكوفي من أصحاب الصادق (ع) ويتميز عن الأول برواية الحسن بن محبوب عنه اه. وقد قيل إن للبجلي رواية عن الباقر (ع) في باب ما يجب فيه الدية الكاملة من الكافي.
الحارث بن مرة العبدي قتل سنة 37 قتله الخوارج كما في مروج الذهب وقال ابن الأثير وياقوت قتل سنة 42.
(العبدي) نسبة إلى عبد القيس وهي معروفة بولاء أمير المؤمنين (ع).
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: جعل علي (ع) يوم صفين الحارث بن مرة العبدي على رجالة الميسرة. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 39: وفيها توجه الحارث بن مرة العبدي إلى بلاد السند غازيا متطوعا بأمر أمير المؤمنين علي فغنم وأصاب غنائم وسبيا كثيرا وقسم في يوم واحد ألف رأس وبقي غازيا إلى أن قتل بأرض القيقان هو ومن معه الا قليلا سنة 42 أيام معاوية اه. وفي معجم البلدان: قيقان بالكسر بلاد قرب طبرستان قال