جمع هذه الترجمة وترتيبها وتنميقها وتنسيقها بما لا تجده في كتاب غير هذا الكتاب وحوت من الفوائد المتنوعة ما لم يسبق اليه سابق. ولئن كنا لم نحط بسيرته كلها فلم يفتنا جلها وأحطنا منها بما في وسعنا. واستقرأنا ديوانه بحسب الإمكان وربما يكون قد فاتنا بعض ما يجب ان نبحث عنه من كنوز ديوانه فإنه كنز لغة وأدب وغريب وتاريخ وبيان وفوائد ونوادر وغيرها يعسر الإحاطة والتنقيب عن كل ما يحويه من ذلك لا سيما ان نسخته المطبوعة غير ممحصة ولم يتيسر لنا الوقوف على الكتب المؤلفة في شرحه سوى بعض نتف منقولة عنها ولكن المرء لا يكلف الا بما تسعه طاقته ومن بذل جهده فقد اعذر.
وبها تم الجزء التاسع عشر من كتاب أعيان الشيعة وكان الفراع من جمعها عصر يوم الثلاثاء 21 شهر ربيع الأول سنة 1361 هجرية على يد مؤلفه العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد عبد الكريم الحسيني العاملي الشهير بالأمين نزيل دمشق الشام صينت عن طوارق الأيام والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على رسوله محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد عبد الكريم الأمين (الحسيني العاملي الشقرائي) نزيل دمشق الشام عامله الله بفضله ولطفه وعفوه: هذا هو الجزء العشرون من كتابنا (أعيان الشيعة) في بقية من اسمه حبيب وما بعده وفق الله تعالى لإكماله، ومنه نستمد المعونة والهداية والتوفيق والتسديد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
في أسد الغابة: أورده أبو العباس بن عقدة وغيره من الصحابة روى حديثه زر بن حبيش قال: خرج علي من القصر فاستقبله ركبان متقلدو السيوف فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا مولانا ورحمة الله وبركاته. فقال علي: من هاهنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقام اثنا عشر منهم قيس بن ثابت بن شماس وهاشم بن عتبة وحبيب بن بديل بن ورقاء فشهدوا انهم سمعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اخرجه أبو موسى اه. وفي الإصابة حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي له ولأبيه ولأخيه عبد الله صحبة، ذكره ابن شاهين في الصحابة، وروى حديثه ابن عقدة في كتاب الموالاة باسناد ضعيف من رواية أبي مريم عن زر بن حبيش قال: قال علي من هاهنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فقام اثنا عشر رجلا منهم قيس بن ثابت وحبيب بن بديل بن ورقاء فشهدوا انهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اه. وأخوه عبد الله بن بديل قتل مع علي عليه السلام بصفين، وهم أهل بيت تشيع، وخزاعة كانت حليفة بني هاشم في الجاهلية وعيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الاسلام.
حبيب بن بشار الكندي مولاهم الكوفي قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام: حبيب بن بشار الكندي. وقال في أصحاب الصادق عليه السلام: حبيب بن بشار مولى كندة تابعي كوفي اسكاف اه. هكذا في بعض النسخ وفي بعضها:
حبيب بن يسار، وهو الصواب ويأتي.
حبيب بن بشر بالشين المعجمة أو بسر المهملة أو بسرة على اختلاف النسخ.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام، ونقل بعض أهل العصر عن المنهج أنه قال: وفي الكافي بشر وكأنه الصحيح (اه). ولم أجد ذلك في المنهج، وفي لسان الميزان: حبيب بن بشر ذكره الطوسي في رجال الشيعة. وقال أبو عمرو الكشي كان مستقيما من الرواة عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى (اه). وليس له ذكر في رجال الكشي.
عن جامع الرواة انه نقل رواية الحسين بن أبي العلاء عنه عن أبي عبد الله عليه السلام في باب التقية من الكافي اه.
الشيخ حبيب البغدادي الكاظمي يأتي بعنوان: حبيب بن طالب بن علي.
حبيب بن جري العبسي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام وقال: مشكوك فيه، وذكره في أصحاب الصادق عليه السلام وقال: فيه نظر. وفي الخلاصة حبيب بن جري بضم الجيم العبسي الكوفي قال الشيخ فيه نظر وهو من أصحاب الباقر والصادق عليه السلام. وقال في موضع آخر: انه مشكوك فيه اه. ووجه الشك والنظر الذي في كلام الشيخ يتحمل وجوها (أحدها) ان يكون راجعا إلى اتحاده مع حبيب العبسي والد عائذ بن حبيب المذكور في كلام الشيخ قبل هذا من أصحاب الصادق والباقر عليهما السلام، وهذا الوجه نفى الميرزا عنه البعد في منهج المقال فقال:
اعلم أن في رجالهما - اي الباقر والصادق عليهما السلام - قبل هذا الرجل حبيب العبسي الكوفي والد عائذ بن حبيب ولا يبعد ان يكون النظر والشك من حيث الاتحاد اه. (الثاني) ان يكون راجعا إلى وثاقته، ولعله يلوح من كلام الخلاصة السابق فإنه قال: وهو من أصحابهما، بعدما حكى النظر عن الشيخ ويلوح منه ان كونه من أصحابهما عند الشيخ محقق (ثالثا) ان يكون راجعا إلى كونه اماميا ذكره بعض المعاصرين واستشهد له بذكر العلامة له في القسم الثاني. وفيه ان الشيخ لم يلتزم في كتاب رجاله بذكر الامامية خاصة كما هو معلوم، وانما التزم ذلك في فهرسته، ويكفي لذكره في القسم الثاني كونه مجهولا وان كان اماميا. والظاهر أن الشك والنظر راجعان إلى ما قاله في المنهج والله أعلم. وفي لسان الميزان: حبيب بن جزي العبسي الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة، وقال: روى عن الصادق، ويقال انه أدرك الباقر رحمه الله تعالى اه. ورسم في لسان الميزان جزي بالزاي وفيما تقدم بالراء.
حبيب الجماعي.
في التعليقة: في نسختي من عبارة المفيد في رسالته في الرد على الصدوق ان من الفقهاء والرؤساء الأعلام حبيب الجماعي قال: ويحتمل ان يكون الجماعي مصحف الخثعمي والله يعلم اه. وفي منتهى المقال: