ليست تنال القيود من قدمي * وفي اتباعي رضاك احملها لا تتيمم والماء تدركه * غيرك يرضى الصغرى ويقبلها ان بني العم لست تخلفهم * ان غابت الأسد عاد أشبلها أنت سماء ونحن أنجمها * أنت بلاد ونحن أجبلها أنت سحاب ونحن وابله * أنت يمين ونحن أنملها باي عذر رددت والهة * عليك دون الورى معولها جاءتك تمتاح رد واحدها * فانتظر الناس كيف تقفلها سمحت مني بمهجة كرمت * أنت على يأسها مؤملها ان كنت لم تبذل الفداء لها * فلم أزل في رضاك أبذلها تلك المودات كيف تهملها * تلك المواعيد كيف تغفلها تلك العقود التي عقدت لنا * كيف وقد أحكمت تحللها أرحامنا منك لم تقطعها * ولم تزل جاهدا توصلها أين المعالي التي عرفت بها * تقولها دائبا وتفعلها يا واسع الدار كيف توسعها * ونحن في صخرة نزلزلها يا ناعم الثوب كيف تبدله * ثيابنا الصوف ما نبدلها يا راكب الخيل لو بصرت بنا * نحمل أقيادنا وننقلها رأيت في الضر أوجها كرمت * فارق فيك الجمال أجملها قد اثر الدهر في محاسنها * تعرفها تارة وتجهلها فلا تكلنا فيها إلى أحد * معلها محسن يعللها لا يفتح الناس باب مكرمة * صاحبها المستغاث يقفلها أينبري دونك الأنام لها * وأنت قمقامها ومعقلها وأنت ان جل حادث جلل * قلبها المرتجى وحولها منك تردى بالفضل أفضلها * منك أفاد النوال أنولها فان سألنا سواك عارفة * فبعد قطع الرجاء نسألها إذ رأينا أولى الأنام بها * يضيعها جاهدا ويهملها لم يبق في الأرض أمة عرفت * الا وفضل الأمير يشملها نحن أحق الورى برأفته * فأين عنا وكيف معدلها يا منفق المال لا يريد به * الا المعالي التي يؤثلها أصبحت تشري مكارما فضلا * فداؤنا قد علمت أفضلها لا يقبل الله قبل فرضك ذا * نافلة عنده تنفلها وكتب معها بهذين البيتين:
قد عذب الموت بأفواهنا * والموت خير من مقام الذليل انا إلى الله لما نابنا * وفي سبيل الله خير السبيل مراسلة والدته من الأسر كتب إلى والدته بمنبج من أسر الروم:
لولا العجوز بمنبج * ما عفت أسباب المنية ولكان لي عما سألت * من الفدى نفس أبيه لكن أردت مرادها * ولو انجذبت إلى الدنية وارى محاماتي عليها * ان تضام من الحمية أمست بمنبج حرة * بالحزن من بعدي حرية لو كان يدفع حادث * أو طارق بجميل نيه لم تطرق نوب الحوادث * ارض هاتيك التقية لكن قضاء الله * والاحكام تنفذ في البرية والصبر يأتي كل ذي * رزء على قدر الرزيه لا زال يطرق منبجا * في كل غادية تحيه فيها التقى والدين * مجموعان في نفس زكيه يا أمتا لا تيأسي * لله ألطاف خفيه كم حادث عنا جلا * ه وكم كفانا من بليه أوصيك بالصبر الجميل * فإنه خير الوصية وكتب إلى والدته من الأسر يعزيها ويصبرها وقد ثقل من الجراح التي نالته ويئس من نفسه:
مصابي جليل والعزاء جميل * وظني ان الله سوف يديل وما زاد مني الأسر ما تريانه * ولكنني دامي الجراح عليل جراح واسر واشتياق وغربة * أأحمل اني بعد ذا لحمول جراح تحاماها الاساة مخافة * وسقمان باد منهما ودخيل وأسر أقاسيه وليل نجومه * أرى كل شئ غيرهن يزول تطول بي الساعات وهي قصيرة * وفي كل دهر لا يسرك طول تناساني الأصحاب الا عصابة * ستلحق بالأخرى غدا وتحول ومن ذا الذي يبقى على العهد انهم * وان كثرت دعواهم لقليل اقلب طرفي لا أرى غير صاحب * يميل مع النعماء حيث تميل وصرنا نرى ان المتارك محسن * وان صديقا لا يضر وصول تصفحت أقوال الرجال فلم يكن * إلى غير شاك للزمان وصول أكل خليل هكذا غير منصف * وكل زمان بالكرام بخيل نعم دعت الدنيا إلى الغدر دعوة * أجاب إليها عالم وجهول وفارق عمرو بن الزبير شقيقه * وخلى أمير المؤمنين عقيل (1) فيا حسرتي من لي بخل موافق * أقول بشجوي مرة ويقول وان وراء الستر اما بكاؤها * علي وان طال الزمان طويل فيا أمتا لا تعدمي الصبر انه * إلى الخير والنجح القريب رسول ويا أمتا لا تعدمي الصبر انه * على قدر الرزء الجليل جميل ويا أمتا لا تحبطي الاجر انه * على قدر الصبر الجميل جزيل ويا أمتا صبرا فكل ملمة * تجلى على علاتها وتزول تأسي كفاك الله ما تحذرينه * فقد غال هذا الناس قبلك غول أمالك في ذات النطاقين أسوة * بمكة والحرب العوان تجول أراد ابنها اخذ الأمان فلم تجب * وتعلم علما انه لقتيل (2) وكوني كما كانت بأحد صفية * ولم يشف منها بالبكاء غليل ولو رد يوما حمزة الخير حزنها * إذا لعلتها رنة وعويل (3)