المشهور رثاه بقصيدة أشار فيها إلى تناثر النجوم الذي حصل سنة وفاته مطلعها:
ما للمنون تهب في قنواتها * أدرت بمن أردت بصدر قناتها من زلزل الطود الأشم ودكه * دكا يحط الطير عن وكناتها من غادر الاسلام منخفض الذرى * والمسلمين تعج في أصواتها من غال شمس الأفق في آفاقها * من راع أسد الغاب في غاباتها ومن استنزل النجم عن أبراجها * واستنزل الأقمار من هالاتها فرست - باكرنت - القروس فحق لو * شاهت وجوه الفرس من شاهاتها وفيها يقول:
لسب العقارب لا لسبق عداوة * ان العقارب لسب من ذاتها وممن رثاه السيد جعفر الحلي بقصيدة أولها:
قف بالمنازل سائلا ما بالها * ذهبت بشاشتها وغير حالها يقول فيها:
ولتسعدي يا عين ملة احمد * فلقد توارى حسنها وجمالها فكأنما شفتاه كن كنانة * رميت فلم تخط القلوب نبالها لمن المشالة والرقاب تقلها * عظمت مهابتها وعز جلالها والى تناثر النجوم أيضا أشار بقوله:
أو ما رأيت الشهب كيف تهافتت * والأرض أفزع أهلها زلزالها ذا صاحب الكف التي ديم الحيا * تمتار منها والأنام عيالها تأتي وفود العلم باب جلاله * فيطول فيه جوابها وسؤالها يتشاجرون بكل مشكلة فان * أعيت يرد لرايه اشكالها السيد أبو القاسم جعفر الكبير بن الحسين بن قاسم بن محب الله بن المهدي الموسوي الخوانساري ولد بأصفهان سنة 1090 وتوفي في 13 ذي القعدة الحرام سنة 1158 بقرية قورجان من قرى جرفادقان من توابع خوانسار ودفن بظاهر تلك القرية بجانب الطريق وكان يسكنها في حياته.
ذكره صاحب روضات الجنات فقال ما حاصله بعد حذف ما اعتاده وعرفه الكل من عباراته: هو جد جد مؤلف هذا الكتاب من قبل أبيه - لان صاحب الروضات هو محمد باقر بن زين العابدين بن أبي القاسم جعفر الصغير بن حسين بن أبي القاسم جعفر الكبير بن الحسين بن القاسم بن محب الله الخ - كان من العلماء العاملين والفقهاء الكاملين والأدباء الماهرين والزهاد الأتقياء ونقاد الرجال والاخبار وحفاظ السير والآثار وكان جيد الخط جدا قرأ بأصفهان على علمائها ولما حصلت فيها فتنة الأفغان انتقل إلى حدود خوانسار وجرفادقان فالتمس منه أهلها الإقامة بينهم فأجابهم وكانت بينه وبين السيد صدر الدين القمي شارح الوافية الأصولية مؤاخاة وصداقة تامة يحكى انه كان إذا شرع أحدهما في الصلاة اقتدى به الآخر.
مشايخه كان قد تلمذ في مبدأ امره مدة على العلامة المجلسي ويحكى انه كان يريد حضور مجلس درسه فيمنعه الحياء لأنه غير ملتح فبلغ بعض حرم الصفوية وكأنها المسماة مريم بيگم صاحبة المدرسة المعروفة بأصبهان فأرسلت اليه دواء ينبت الشعر فاستعمله ونبتت لحيته وحضر مجلس درس المجلسي ويعبر عن المجلسي بشيخي الأعظم وأستاذي الأفخم ويروي عنه أيضا بواسطة وبغيرها وممن قرأ عليه كثيرا وروى عنه خاله الآقا حسين بن الحسن الجيلاني المتكلم الفقيه ويعبر عنه بخالي العلامة وأستاذي ومن إليه في جميع العلوم استنادي ويروي عن المولى محمد صادق ابن المولى محمد التنكابني المعروف بسراب ويروي عن جماعة من فضلاء النجف الأشرف.
مؤلفاته (1) مناهج المعارف كتاب كبير في أصول الدين (2) كتاب في الزكاة مبسوط (3) آخر اخصر منه (4) كتاب في الحج مبسوط (5) رسالة في عينية صلاة الجمعة في زمان الغيبة يرد بها على الآقا جمال الخوانساري (6) مصباح مختصر في الأدعية النادرة المعتبر عنده المجربة له عمله بالتماس كثير من فضلاء خوانسار ذكر أسماءهم في خطبته (7) تعليقات لطيفة على الذخيرة في الفقه (8) تتميم الافصاح في ترتيب الايضاح - اي ايضاح الاشتباه للعلامة (9) شرح دعاء السحر برواية أبي حمزة الثمالي (10) قصيدة ميمية خالية عن الألف والهمزة تزيد على ثلاثة آلاف بيت في الآداب والحكم الشرعية.
السيد الأمير جعفر الحسيني الهروي المشهدي ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل اجازته الكبيرة فقال: عالم فاضل لغوي نحوي كثير الحفظ والتتبع متوقد الذهن يروي عن الميرزا عبد الله الأفندي واستجازه والدي فأجازه وذلك لما قدم الينا سنة 1136 وهو شاب حدث السن ولبث عندنا مدة مديدة لا أفارقه ليلا ولا نهارا مع جماعة من أترابنا المشتغلين ثم اجتمعت به في قصبة بروجرد وكان مقيما بها إلى سنتنا هذه فحدثت فيها فتنة أجلت الناس من المساكن والمرابع وتركت الديار من أهلها بلاقع وخرجوا هاربين على وجوههم ومنهم الأمير جعفر ولا يدرى أين توجه سلمه الله أينما كان.
جعفر بن حكيم بن عباد الكوفي في لسان الميزان ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام اه ولا ذكر له في كتب الطوسي وكأنه وقع تحريف في اسمه والله أعلم.
جعفر بن حمدان الحضيني في التعليقة يظهر من رواية في كتاب كمال الدين جلالة قدره. وذكر الصدوق عن محمد بن أبي عبد الله الأسدي أن ممن رأى القائم عليه السلام ووقف على معجزاته من أهل همذان جعفر بن حمدان اه وذكر أيضا من أهل الأهواز الحضيني والرواية التي أشار إليها هي ما رواه الصدوق في كمال الدين أن رسول القائم المنتظر الذي أخذ علي بن مهزيار وإبراهيم بن علي بن مهزيار إلى القائم قال لابن مهزيار من أي البلاد أنت؟
فقال: رجل من أهل العراق. قال: من أي عراق؟ قال: من الأهواز قال: مرحبا بلقائك هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحضيني؟ قال: دعي فأجاب، قال: رحمة الله عليه ما كان أطول ليله وأجزل نيله وفي خبر آخر ما كان أطول ليلته وأكثر تبتله وأغزر دمعته اه.