الشمالية منه المعروفة ببلاد الشقيف وإقليم الشومر نهر ليطة (الليطاني).
آل علي الصغير وهم من خيرة الامراء يكرمون العلماء والاشراف وتتجلى فيهم الاخلاق العربية الكريمة من الشهامة والشجاعة والكرم والغيرة والوفاء بالعهد وحفظ الجار، نبغ منهم غير واحد، وتأمروا في بلاد بشارة من جبل عامل عدة قرون، وأعقابهم فيه حتى اليوم أهل أمرة ورياسة، وأجلهم الأمير الشيخ ناصيف بن نصار المقتول في عهد الجزار - وتأتي تراجم النابهين منهم في محالها (انش ء) - وقال الشيخ محمد آل مغنية في كتابه (جواهر الحكم ودرر الكلم) في وصفهم: انهم عشاير كرام أهل ناموس وشهامة وشيم وكرامة، أدركت أيام عزهم وجاههم فأدركت منهم حمد بك الشهير الخطير وابن أخيه علي بك الأسعد والشيخ حسين السلمان وولده ثامر بك (المترجم) انضاف لعزهم جميع سكان سوريا من أمراء وعشاير وانحاز لفخارهم كل رجل واستجداهم الرفيع والوضيع، وكم قلدوا أعناق الرجال مننا فكم أسير فكوه وسجين أطلقوه وديات تحملوها وكم غبروا في وجه الزمن وكانت أفعالهم غرة في جبهة الدهر لهم الطول على كل طائل، وكانوا رجال الدولة العثمانية إذا ادلهمت الخطوب وتفاقمت الأهوال نادتهم فلبوها وطلبتهم فأطاعوها وبهم تكشف الغماء فكم أزاحوا نقاب الظلمة المدلهمة عن وجه الاحكام وجلوا غياهب الأهوال وشمسوا ليل الزمن.
أياديهم وعطاياهم أثقلت كواهل الدهر لا ينكرها عدو ولا حسود. وقال في مقام آخر: يمين الله أن عطاياهم وامدادهم لأهل الفضل وقيامهم بعمران بيوتات العلم وأحياء الدرس والمدارس والبذل لطلابه أمر لا يحتاج إلى برهان أغلب أهل البيوتات تبقى آثار نعمهم عليهم جيلا أو ما شاء الله، هذا مع كثرة الوافدين من كل جهة حتى العراق والحجاز، وأما سكان سورية من الحضر والبدو، فقل أحد إلا ولهم عليه الفضل واليد الطولى ا ه واصلهم من عرب عنزة من بني سالم المعروفين بالسوالمة جاء جدهم إلى جبل عامل وتحضر واتصل بالحكام وحارب معهم وصارت له عندهم مكانة انتهت إلى الامارة في تلك البلاد إلا أن اسمه ومبدأ امارته فيها لا يزال مجهولا أما ما يقوله بعض أفراد هذه العائلة من أن اسمه محمد بن هزاع وانه جاء إلى بلاد عاملة والأمير عليها بشارة بن مقبل من قبل صلاح الدين الأيوبي وهو الذي تنسب اليه بلاد بشارة فحاربه هزاع وغلبه وتزوج ابنة بشارة وأجرى عليه معاشا حتى مات فلا يستند إلى مأخذ وما هو إلا نوع من الأقاصيص التي تخرجها المخيلات والذي يظن كما قال بعضهم أن حكمهم بعد بني سودون الذين كانوا من جهة نواب دمشق المنصوبين من ملوك مصر المماليك الأتراك حوالي سنة 700 أما بشارة الذي تنسب اليه بلاد بشارة فالظاهر أنه بشارة بن أسد الدين بن عامر العاملي السبئي الذي كان في عصر صلاح الدين وحضر معه فتح هونين وأقطعه خيط بانياس وحضر معه فتح السواحل الشامية، واستمر حكمهم في بلاد بشارة إلى ما بعد الألف فتغلب عليهم الشكريون وهم سادة أشراف لا تزال ذريتهم في جبل عامل إلى اليوم بعد حرب جرت بينهم وقتلوا رئيسهم ورجال عشيرته وهربت زوجته التي كانت حاملا إلى بني عمها السوالمة وولدت ذلك الغلام عندهم في البادية وسمته عليا باسم أخيها الغائب وعرف بالصغير تمييزا له عنه أو عن آخر منهم كان قبله فلما بلغ علي الصغير الخامسة عشرة من عمره صار له مقام سام بين القبائل وكان قد علم من والدته وقومه أن أباه كان أمير بلاد بشارة وأن الشكريين قتلوه واستولوا على ملكه، فحركته همته إلى الأخذ بثأره واستعادة ملك آبائه وأجداده، فسأل والدته عمن كان من خواص أبيه من وجوه تلك البلاد، فأخبرته عن رجلين، فراسلهما وأخبرهما عن عزمه، ففرحا بذلك واخبراه انهما ورجالهما طوع إشارته، وأن أهل البلاد عموما يتمنون عوده إليهم ليخلصهم من ظلم الشكريين، فإنهم كانوا قد ظلموا كثيرا وساءت سيرتهم، فنهض بشجعان قومه السوالمة إلى أطراف البلاد وجاءه ذانك الرجلان ومن لف لفيفهما واخبراه أن الشكريين مشغولون بإقامة أفراح وأعراس قسم منها في عيناثا والقسم الآخر في قانا فقسم رجاله إلى فرقتين كل منهما تهاجم موقعا من الموقعين وكان قد انضم إليه جمع كثير من أهل البلاد فهاجم رجاله الشكريين في البلدين حال اشتغالهم بالأعراس وجرت بينهم حرب كانت فيها له الغلبة على الشكريين فقتلهم وأبادهم وأخذ ثأره منهم وعادت أفراحهم أتراحا واستولى على البلاد وكانت الوقعة سنة 1059 وأبلى في هذه الوقعة أبو شامة العاملي مع علي الصغير بلاء حسنا وهو جد الطائفة المعروفة بآل شامي في بنت جبيل وعثرون وإنما هم آل أبو شامة وإليه تنسب مطاحن أبو شامي في الحجير وعلى نهر الليطاني وصوابه مطاحن أبو شامة والقبور التي في رأس العقبة بين عيناثا وبنت جبيل هي من قبور من قتل في تلك الوقعة واستمروا في الامارة إلى سنة 1281 ولا تزال الوجاهة والرياسة في أعقابهم إلى اليوم ومدة ملكهم إذا صح انهم ملكوا حدود سنة 700 نحو 500 سنة لم يتخللها الا ملك الشكريين وهو لا يصل إلى 20 سنة بل دونها وملك الجزار من سنة 1197 التي قتل فيها ناصيف إلى سنة 1219 التي هلك فيها الجزار وهو نحو 22 سنة ثم عادوا بعد ذلك التاريخ إلى امارتهم. ولما استدعى والي الشام الأميرين علي بك ومحمد بك إلى صيدا أشار عليهما ثامر بك بعدم الذهاب اليه وان يعلنا الثورة في البلاد فلم يوافقاه على ذلك وذهبا اليه فقبض عليهما.
ثبيت بن محمد أبو محمد العسكري صاحب أبي عيسى الوراق (ثبيت) ضبطه العلامة في إيضاح الاشتباه بالتصغير.
قال النجاشي: متكلم حاذق من أصحاب العسكريين عليهما السلام، وكان أيضا له اطلاع (اضطلاع ظ) بالحديث والرواية والفقه له كتب منها كتاب توليدات بني أمية في الحديث وذكر الأحاديث الموضوعة والكتاب الذي يعزى إلى أبي عيسى الوراق في نقض العثمانية له، وكتاب الأسفار ودلائل الأئمة عليهم السلام، ثبيت ممن كان يروي عن أبي عبد الله عليه السلام وله عنه أحاديث وما أعرفها مدونة، روى عنه أبو أيوب الخزاز، قال أبو العباس بن سعيد حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثنا ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن أبي بصير قال: حدثني ثبيت قال قال معاذ بن كثير كنت مع أبي عبد الله عليه السلام ذات ليلة فقلت له: هل كان أحد عند أبيك مثلك؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام لا، وذكر الحديث اه. وروى الكليني في الكافي في باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى عليه السلام عن أبي أيوب الخزاز عنه. وفي لسان الميزان:
ثبيت بالتصغير ابن محمد العسكري ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة اه..
التمييز في رجال أبي علي عن مشتركات الكاظمي ثبيت بن محمد أبو المتكلم