هذا بالمدائني - كما ستعرف في ابن المعلل - بناء على اتحاده معه، وهذا بالسجستاني دال على التغاير.
حبيب بن المعلى السجستاني ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام حبيب بن المعلى. ولا يبعد اتحاده مع حبيب السجستاني المتقدم كما أستظهره في النقد.
حبيب بن المعلل الخثعمي المدائني.
في الخلاصة المعلل بالميم المضمومة والعين المهملة.
وقال النجاشي: روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن والرضا عليم السلام ثقة ثقة صحيح له كتاب رواه ابن أبي عمير وأخبرنا ابن نوح عن أبي حمزة الطبري عن ابن بطة الصفار عن أحمد بن محمد بن عن ابن أبي عمير عن حبيب وقال الشيخ في الفهرست ما تقدم في حبيب الأحول الخثعمي. وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام فقال حبيب بن المعلل الخثعمي مولى كوفي. وفي الخلاصة: روى ابن عقدة من محمد بن أحمد بن خاقان النهدي حدثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي حدثنا عبد الله بن محمد الحجال عن حبيب الخثعمي عن أبي عبد الله عليه السلام مضمونه انه كان يكذب علي، مع أنه لا يزال لنا كذاب. قال في الخلاصة بعد نقل ذلك:
وهذه الرواية لا اعتمد عليها، والمرجع فيه إلى قول النجاشي. وقال ابن داود بعد نقل توثيقه عن النجاشي: لكن روى ابن عقدة الطعن فيه ولم يثبت اه. ومر في ابن المعلل الخثعمي قول علي بن الحكم كان صحيح الرواية معروفا بالدين والخير يروي عنه ابن أبي عمير وانه هو ابن المعلل هذا بعينه. وفي التعليقة الوجيزة والبلغة: في بعض نسخ الحديث - اي كتب الحديث - ابن المعلى قلت ربما يتصرف في الألقاب والأسامي الحسنة بالردة إلى الردية إهانة وبالعكس تعظيما أو تنزها عن الفحش، فلعله معلل فقيل معلى أو بالعكس. ويؤيده عدم توجه النجاشي إلى المشهور الذي توجه اليه الكشي حسب، لكن يبعده بقاؤه من زمان زين العابدين إلى زمان الرضا صلوات الله عليهما (اه). (أقول): قد عرفت ان الصدوق في مشيخة الفقيه قال أيضا حبيب بن المعلى. والمراد به ابن المعلل، هذا اما قول صاحب التعليقة ويؤيده عدم توجه النجاشي إلى المشهور الذي توجه اليه الكشي حسب فلا يخلو من غموض. ولعله يريد بالمشهور الذي توجه اليه الكشي وحده أي ذكره هو حبيب السجستاني فإنه هو الذي ذكره الكشي ولم يذكره النجاشي وحبيب السجستاني مشهور بين الرواة، ومر منه في حبيب السجستاني احتمال اتحاده مع ابن المعلل الخثعمي بناء على نسخته المغلوطة من الوجيزة، فالكشي وحده حذف ابن المعلل السجستاني لكونه لقبا غير لائق والنجاشي ذكر ابن المعلل السجستاني، ولم يتوجه إلى المشهور الذي توجه اليه الكشي، وقوله يبعده الخ... أراد به ان حبيب السجستاني المحتمل اتحاده مع ابن المعلل الخثعمي ذكره الشيخ في أصحاب زين العابدين وابن المعلل الخثعمي ذكره النجاشي في أصحاب الرضا فلو اتحدا لكان باقيا من زمن زين العابدين إلى زمن الرضا عليهما السلام، وقد كنا نجل المحقق البهبهاني عن أن يسبق إلى ذهنه شئ من هذه الاحتمالات، فالسجستاني لا وجه لاحتمال اتحاده مع الخثعمي حتى يحتاج إلى توجيه ذكر الكشي له وعدم ذكر النجاشي بهذا الوجه الركيك وحتى يستبعد بقاؤه من زمن السجاد ولكن العصمة لله وحده ولمن عصمه. ثم قال صاحب التعليقة: قوله روى ابن عقدة الخ قال جدي المجلسي الأول محمد تقي -: ذكر أصحاب الرجال هذا الخبر وغفلوا عن انه لا يمكن عادة ان يروي الراوي على نفسه مثل هذه الرواية ومتى رأيت أن يواجه المعصوم أحدا بمثل هذا، والظاهر أن حبيب ينقل هذا لغيره المتقدم ذكره فتوهموا عن نفسه، واحتمال ان يكون الحجال سمعه منه عليه السلام وان كان بعيدا من اللفظ غير ممكن بحسب المرتبة فإنه من رجال الرضا ولم ينقل روايته عن أبي الحسن فكيف عن الصادق عليهما السلام فالتوثيق لا معارض له. وعلى تقدير ما فهمه فعدم العمل به لضعف رجاله اه. وقال البهبهاني على أن الرواية غير مذكورة بعبارتها حتى ينظر فيها اه.
التمييز يعرف بروايته عن الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام، وفي مشتركات الطريحي باب حبيب المشترك بين يوثق به وغيره ويمكن استعلام أنه ابن المعلل الثقة برواية ابن أبي عمير عنه اه. وزاد الكاظمي في مشتركاته في تمييز ابن المعلل رواية أحمد بن محمد بن أبي نصر وعبد الله بن المغيرة عنه. وزاد في جامع الرواة فيما حكى عنه رواية سعيد بن بكر وعلي بن الحسن بن رباط والقاسم بن محمد الجوهري وحماد بن عثمان وعلي بن إسماعيل الميثمي عنه.
الشيخ حبيب ابن الحاج مهدي ابن الحاج محمد من آل شعبان النجفي.
ولد في حدود سنة 1290 بالنجف وتوفي في الهند في بلدة رامبور سنة 1336 ودفن فيها.
(وآل شعبان) من البيوت القديمة في النجف أدركنا جماعة منهم، وهم تجار بزازون أتقياء أبرار معروفون بذلك. قال الشيخ محمد علي اليعقوبي فيما كتبه في جريدة الهاتف النجفية: انه من الأسر التي كانت لها نيابة سدانة الروضة الحيدرية في عهد (آل الملا) قبل قرن من الزمن، أما اليوم فلهم الحق في خدمة الحرم الحيدري فقط وفي أيديهم صكوك ووثائق رسمية (فرامين عثمانية) هي التي تخولهم الحق في تلك الخدمة - شأن أمثالهم من الخدمة - وحدث جماعة من شيوخهم ان أصلهم يرجع إلى الشعبانيين المذكورين في كتب الأنساب العربية وهم على ما ذكر ابن غدة في نهاية الإرب وغيره بطن من حمير من القحطانية، واشتهر جماعة من أفراد هذه الأسرة بالتجارة وسعة الحال، ولم ينبغ من رجالها أحد في فضل أو أدب قديما وحديثا سوى صاحب الترجمة اه. وكان أبوه بزازا فمالت نفسه هو إلى طلب العلم، فاشتغل به ودرس وتأدب في النجف. فقرأ فيها: النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والأصول والفقه. رأيناه هناك وعاشرناه، وكان فاضلا كاملا شاعرا أديبا، ذا أخلاق فاضلة.
وخرجنا من النجف وهو هناك مشغول بطلب العلم. وعلمنا بعد خروجنا منها بمدة انه انتقل إلى كربلاء، فقرأ على السيد محمد باقر الطباطبائي في الفقه مدة، وكان من أخص ملازميه إلى أن وقع بينهما فتور، ففارق كربلا لا باء فيه وشهامة وعزة نفس حتى ورد البصرة. فركب البحر منها إلى الهند. وذلك حوالي سنة 1325 فكان آخر العهد به. وانقطعت أخباره إلى سنة 1336 فوردت كتب من رامبور تنبئ بوفاته هناك وعلم بعد ذلك أنه حاز منزلة سامية عند أهلها وكان من مراجع الدين. ومن شعره قوله يرثي