بالحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. ويصف نفسه في مصنفاته كما وجدناه بخط يده الشريف بالحسيني الحسني الموسوي وانتسابه إلى الحسن وموسى عليهما السلام من جهة أمهاته وجداته. وهو ابن أخي السيد أبي الحسن موسى جدنا الشهير في جبل عامل باني مسجد شقراء الكبير ومدرستها فان السيد حيدر والد السيد أبي الحسن كان له من الولد ستة ذكور وابنتان كتب أسماءهم وتاريخ ولادتهم بخطه على بعض كتبه وأثبتنا ذلك في القسم الأول من الرحيق المختوم ص 353 ومن جملتهم محمد الملقب بالطاهر وهو أكبرهم ولد في 29 جمادي الثانية سنة 1130 والمترجم هو حفيده فهو محمد الجواد بن محمد بن محمد المذكور فعلم أنه ابن ابن أخيه فما في كتاب جواهر الحكم من أنه ابن أخي السيد أبي الحسن مبني على التسامح في تسمية ابن الابن ابنا والا فهو ليس ابنه لصلبه بل ابن ابنه.
ولكن الذي في كتاب نظم اللآل في علم الرجال للسيد محمد الهندي النجفي ان المترجم له هو ابن عم السيد أبي الحسن موسى لا ابن أخيه وعليه فيكون الصواب في نسبه انه محمد الجواد ابن محمد بن محمد بن حمد الخ.
سافر المترجم إلى العراق مع عم أبيه أو ابن ابن عمه السيد حسين بن أبي الحسن موسى ومعهما السيد حسن بن أبي الحسن موسى ولا ندري ان الجد السيد علي سافر معهما أو بعدهما لكنه اجتمع معهما في النجف عدة سنين بقينا وتوفي المترجم قبل السيد حسين بأربع سنين واما السيد حسن فذهب إلى قم كما يأتي في ترجمتهما إن شاء الله تعالى.
أقوال العلماء فيه كان عالما فقيها أصوليا محققا مدققا ثقة جليلا حافظا متبحرا قارئا مجودا ماهرا في الفقه والرجال وغيرهما زاهدا عابدا متواضعا تقيا ورعا مجدا مجتهدا متتبعا لأقوال الفقهاء مطلعا على آرائهم وفتاواهم عمدة في جميع ذلك حافظا متبحرا حسن الخط لم ير مثله في علو الهمة وصفاء الذات والضبط والاتقان والتتبع والجد في تحصيل العلم وكان حريصا على كتابة كل ما يسمعه من نفائس التحقيقات.
وقال المحقق البهبهاني في اجازته له: استجاز مني العالم العامل والفاضل الكامل المحقق المدقق الماهر العارف ذو الذهن الوقاد والطبع النقاد مولانا السيد السند السيد محمد الجواد. وقال المحقق القمي في اجازته له بخط يده الشريف: استجازني الأخ في الله السيد العالم العامل الفاضل الكامل المتتبع المطلع على الأقوال والأفكار الناقد المضطلع بمعرفة الأخبار والآثار السيد جواد العاملي أدام الله إفضاله وكثر في الفرقة الناجية أمثاله (انتهى). وذكره صاحب الجواهر عند ذكره الرسائل الموضوعة في المضايقة والمواسعة فقال: كرسالة المولى المتبحر السيد العماد أستاذي السيد محمد جواد وذكره صاحب روضات الجنات فقال: كان من فضلاء الأواخر ومتتبعي فقهائهم الأكابر وقد أذعن لكثرة اطلاعه وسعة باعه في الفقهيات أكثر معاصرينا الذين أدركوا فيض صحبته بحيث نقل ان الميرزا أبا القاسم صاحب القوانين كان إذا أراد تشخيص المخالف في مسالة يرجع اليه فيظفر به. وقال في ترجمة الميرزا القمي انه كان يرجع في مسائل الفقه عند شكه في وجود خلاف في المسالة إلى سيدنا الفقيه المتتبع السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة أيام اقامته عنده ونزوله عليه في قم المباركة.
تقولات صاحب الروضات قال عند تعداد مؤلفاته ان له تعليقات كثيرة على القوانين تعرض فيها للرد والنقد جزاء لما كان يبلغه من جهة المصنف والعهدة على الراوي وان كان المروي فيه من العرب. وحكي أيضا عن بعض أهل عصره ان صاحب الرياض كان ينكر فضله (انتهى) فانظر إلى قوله: جزاء لما كان يبلغه من جهة المصنف (اي انه قابل الاحسان بالإساءة) والى قوله: (وان كان المروي فيه من العرب) تقض العجب فهل يتفوه بمثله من ينتسب إلى علم أو ورع وكأنه يبرأ من أصله العربي الكريم وهو ينتسب إلى الذرية الطاهرة.
وكم له في كتابه المذكور من سخافات لا تحصى ولا تصدر ممن ينسب إلى علم، كثر الناقمون عليه والهازئون به بسببها وقد نشير إلى بعضها في بعض التراجم، اما استقصاؤها فمتعسر عاملنا الله وإياه بعفوه، مع أنه ليس للمترجم تعليقات على القوانين وكأنه اشتبه عليه الأمر بما يحكى عن عمه أو ابن عمه ومعاصره ومساكنه في النجف المحقق المدقق الأصولي الفقيه السيد حسين ابن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد حيدر الحسيني العاملي من وجوه تلاميذ بحر العلوم المتوفي بالنجف سنة 1230 انه جرت بينه وبين صاحب القوانين حين قدومه إلى العراق مباحثات في حجية الظن المطلق وكان علماء النجف قد اختاروه لمباحثة القمي وأورد عليه السيد ايرادات لم يجب القمي عن جميعها في المجلس وأدرجها مع أجوبتها في مبحث الاجتهاد والتقليد من القوانين وأكثر من قوله فان قلت: قلت، ويقال ان المباحثة كانت بطلب من صاحب القوانين إلى علماء النجف فاختاروا لمباحثته السيد حسين المذكور وقصتها مشهورة كما ذكرناه في ترجمة السيد حسين المذكور فكأنه سمع بها فظنها مع المترجم وانها تعليق على القوانين وهو اشتباه في اشتباه وفي كلامه كثير الأشباه. اما ما نقله بالواسطة عن صاحب الرياض فيكذبه ما وجدناه من حال كل من هذين العلمين مع الآخر وتعظيم كل منهما لصاحبه وثنائه عليه واطلعت على مكاتبة بينهما في بعض المسائل التي أفتى بها صاحب الرياض وبين له المترجم خطأه فيها فرجع إلى قوله بعد تراد المكاتبة بينهما سؤالا وجوابا وقد رأيتها بخطهما الشريف. وذكر المترجم في خطبة بعض رسائله انها كانت بأمر أستاذه صاحب الرياض وهي رسالة المواسعة.
سيرته كيف كان تحصيله للعلم قرأ أولا في جبل عامل على عم أبيه أو ابن عمه السيد أبي الحسن موسى وعلى غيره ثم ذهب إلى العراق قاصدا النجف فلما ورد كربلاء لقي فيها المحقق البهبهاني وله فيها الدرس العامر والرياسة المسلمة فآثر البقاء هناك وعدل عن النجف وأخذ عنه وعن ابن أخته وصهره على ابنته صاحب الرياض ويظهر ان قراءته عليه كانت قبل قراءته على البهبهاني فإنه يعبر عن صاحب الرياض في بعض إجازاته ومصنفاته بأول من علمني ورباني وقربني وأدناني ولم يزل ملازما لدرسيهما مشغولا بذلك حتى عن زيارة النجف كما يقال ثم خرج إلى النجف وقد اشتهر فضله وكان المقدم فيها السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي فاخذ عنه وعن تلميذه الفقيه الشيخ جعفر في وقت