فإذا نظرت رأيت زهر حديقة * فيها حياض الماس كالغدران كانت مجالي للطلى أزهارها * فغدت لأظفار الخطوب مجان لاهون كم بسطوه تحت زجاجهم * والدهر يطويه بأي بنان أضحى غنيمة فاتحين شعارهم * في الأرض نشر إقامة وأذان ركبوا المذاكي للجهاد مصاعبا * ملس المتون رخية الارسان الدافعون بطارق حبل العدى * والفاتحون مغالق البلدان اخذوا على الدول الطريق فلا ترى * فيها الطريق لخائف عينان واستقبلتهم بالخضوع حصونها * فغدت مخازنها بلا احصان علقت رقابهم الظبا مسنونه * كعلاقة الأرواح بالأبدان سالت دروعهم على بحر العدى * وسيوفهم بالغدر والخلجان وتلونت بحرا يصادم لجمهم * فطمى الردى حيث التقى البحران وقال يرثي عالم العراق وشاعر العصر السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي وقد توفي مجاهدا سنة 1333:
لواء الدين لف فلا جهاد * وباب العلم سد فلا اجتهاد تخارست المقاول والمواضي * فليس لها جدال أو جلاد بكيت معسكر الاسلام لما * أطيح عميده وهو العماد كأن لم تركز الخرصان فيه * وتصبح في مواكبه الجياد تزاحفت الخصوم فهل سديد * وأرجفت الثغور فهل سداد أقائد جحفل التوحيد من ذا * بعدل صفه وبمن يقاد تصيدك العدى في الجو نسرا * ونسر الشهب فيهم لا يصاد وارهبهم جناح منك أضحت * تفيا في قوادمه العباد إذا وصفوا كتائبه استكانت * لعز مليكه الدول البعاد مليك غير أن العلم تاج * له من فوق مفرقه انعقاد ومصلح أمة لو لم يقمها * بنهضته لأقعدها الفساد فما نفرت وفيها لها ائتلاف * ولا اشتجرت وفيه لها اتحاد اتاها والقلوب بها سقام * وجاهدها فابرأها الجهاد وساق الجيش مطلعه (سعيد) * وفي مجرى ظلائعه السداد تجمهر لا يعد وليس يأتي * على أوصاف قائده العداد يسير المسلمون على سناه * وفي الفلوات منه بها يقاد كأن الخيل يرسلها سرايا * كواكب في السماء لها طراد كان عداك في الهيجاء زرع * دنا منه بمنصلك الحصاد كأن البرلج من حديد * تسيل به الأباطح والوهاد كأنك يانجاتهم سفين * تسايرها الهداية والرشاد أرادوا النصر ينتج بابن آن * وأمر الله يعقم ما أرادوا ورد نفيرهم لم يلو جيدا * إلى العقبى وعقباها ارتداد تحايدت القبائل عنك لما * رأوا ان الحياة هي الحياد وقال في الحكم والآداب:
هو البارق العلوي ينبض عرقه * وتجلو لك الآثار في الأرض مزنه وميض من الآراء لا ما تخاله * وقطر من الأقلام لا ما تظنه وما السيف مصقول الفرند بمائج * كما ماج من عضب البصيرة متنه إذا ملك الإنسان رأيا ومزيرا * تمنع عن فتح الملمات حصنه وكيف وعضب الرأي يهبر ضربه * وزج اليراع الصلب يبهر طعنه الا قطعت من زندها يد كاسل * مقيم على لهو وقد جد ظعنه يشيد مصل الصرح جسما على الهوى * ويهدمه من حيث يثبت ركنه * * * فيا راكب الخمسين والعيش مشرع * تصادم في ردم من الذعر سفنه أما لك من امارة السوء زاجر * يسوس لك الجاش الذي لا تعنه فهل بعد غور الماء عن مغدر الصبا * يرنح في روض الشبيبة غصنه اتى الشيب بالشهباء وهي كتيبة * بها حرب خطب مرهب مرجحنه بما ذا يقي منه وقد خانه الصبا * وأصبح مقلوبا عليه مجنه يبكيه ارجاف الظنون ومن بكى * لها حق لا تضحك الدهر سنه وتسهره الآمال والفوز ضائع * عليها كما قد ضيع النوم جفنه شرى الخسر من باع الحياة بموته * ولا ثمن الا الملام وغبنه هوى بجناح الطيش ينفض ريشه * وأصبح رهن الذاريات مكنه يفاخر في تلك الرفات دفائنا * يعز عليها ان يؤخر دفنه إذا ما اقتفى المرء الذليل ابن نفسه * بأخلاقه فالعز ان يهتك ابنه أرى المجد في الإنسان ثغرا يسده * ونهجا على الذكر الجميل يسنه جمال الفتى احسانه وجميله * وليس جميلا بالفتى الضرب حسنه وليس سواء مزئر حول غيله * وباغم سرب يشرئب أغنه يدك أبو الأشبال هضبة قرنه * وخشف الظبا بالفهر يكسر قرنه * * * أحب المخلى يطلق الجد رأيه * وابغضه والقيد باللهو سجنه واعشق من تصبي الفنون فؤاده * فلا فن الا وهو بالجد فنه واهوى نزيفا جامه ما يصوغه * وألفاظه الصهباء والفكر دنه جلاها سراجا في الغبوق ومثلها * توقد في قلب الدجنة ذهنه امنت بها خطف المخاوف انما * تخوفها من طال بالنوم امنه فشمر لها ذيل المجد وردعها * به خاطب العلياء تعبق ردنه * * * فدى لمنير الليل في جمرة الذكا * خمود دخان الموقدين يجنه إذا ما جرى ذكر المصافات للعلا * تراكض من خلف الترائب ضغنه يسل كهاما من لسان وكم نبا * وفي ملس اعراض الكرام يسنه فلم يمتلئ الا بنقص صواعه * ولم يستقم الا على البخس وزنه أحلته أحلام الكرى منبت * المنى فاهز له المرعى الذي فيه سمنه وأرسل إلى الشيخ احمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر النجفي يطلب منه ان يهئ له مأدبة سمك يختص بها وحده دون ان يشاركه فيها أحد أقربائه الذين نكتوا معه يوم الهريسة:
بمن لذاتك بيتا من علا سمكا * صير غداي غداة الأربعا سمكا وخصني فيه فردا لا يشاركني * سواك فالنفس تأبى الشرك والشركا أما اعتبرت بهم يوم الهريسة مذ * ألقوا أناملهم من فوقها شبكا قالوا لنا سرر البني نقسمها * ما بيننا والبقايا في الجلود لكا وقال يخاطب السيد حسين القزويني:
ألسنا الناظمين على طلانا * ولاءك غير منتثر العقود إذ سلك القلادة عد خيطا * فسلك ولاك من حبل الوريد وقال وهي تجمع عدة مقاصد: