وجاورت هاتيك القصور شواهقا * بدار بلا بهو وبيت بلا سقف وقال:
لا تشتكي دجلة نقصانها * ألم يزدها فيضان الخمور فيا أولي الأمر احفظوا عهدها * ما هكذا كانت ولاة أمور أما اعتبرتم بالأولى قبلكم * كم تركوا جناتهم والقصور وقال:
واضعية الآمال بعد مناصب * حفظت مقاعدها لغير كفاة من كل كأس يستجد لنفسه * حللا ولكن من جلود عراة يا مفقر العمال ان يك غيرهم * سببا لاثراء البلاد فهات وقال:
تسافل الصدق بأرقى العصور * واحتجب الحق بعهد السفور وانتشر الرعب بهذا الفضا * فكل يوم هو يوم النشور وانتبه الفاجر من نومه * إلى الدعارات ونام الغيور لا يفخر الداني إذا ما علا * ان اللباب المحض تحت القشور وله يخاطب أخاه الشيخ عبد الرضا الشبيبي:
عبد الرضا أفي رضا * عن دهره أم في سخط وهل صفا زمانه * أم لازم ذاك النمط وله يخاطب الشيخ احمد والشيخ محمد حسين ولدي الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء:
قلبي يحبكم يا عابثين به * ان تبعدوا ادن أو ان تقطعوا أصل واليتكم وعلي القدر والدكم * فالفوز لي بولائي اليوم آل علي وله في طول الليل:
أعاد بعدك ليل الهم ساهره * معلقا بالسواري السبع ناظره أراه أوله حتى استشاط عنا * فقام يبعث بين الشهب آخره يا ناهي الطرف لا تعلق به سنة * امنن عليه وكن بالغمض آمره وله في العربة:
ما بين غاية مسراها ومبدئه * الا بمقدار قول السائق اندفعي تحملت وهي حبلى في ثمانية * صبحا فقيل لها قبل الغروب ضعي ومما كتبه إلى المؤلف وأورد الكتاب صاحب سمير الحاضر وأنيس المسافر وهو على طرز غريب وهذا نصه:
ما يحسن القلم على طول لسانه في القيل (وعن محسن ما قال الا وقصرا) وما هو حتى يفوق ديباج ثنائه الجميل (فيمسي به نسج الطروس محبرا).
أبى إذ أعياه وصف عن الافصاح عن الغرض (وأصبح عنه واقفا متحيرا).
واحجم في ميدان المقال كأنه ما ركض إلى الغاية القصوى (وظل بميدان الثنا متمطرا) وسكن وهو المتحرك من بث الجوهر كأنما عرض له عرض (ويا طالما وشى المقال فأبهرا) عذرته فقد سعى جهده وتعب دون الأمد (وقلت استرح ما أنت من وصل الذكا) وأنت يا فكر لا تقتحم عقبة الوصف فما لك بذلك يد (ولا طاقة فيما تحاوله لكا) لا يجمل منك ان تدعي بلا برهان قاطع كشف الغطاء عن استبصارك فتحيط بما يعجز لمدارك خبرا (تحاول صعبا لست ممن يساهله) مهلا لا تحملنا ان نسئ الظن بك لو قلت انا بالمحسن الفعل غداة الأعراض عن القول من كل منطبق اعرف وأدرى (فما محسن ممن تعد فضائله) عددت لنا احاطته بالفنون ان قدرت ولم (ومن بحره جئنا ولو بخليج) واعلمنا هل سرحت نظرك من روض محاسنه بمن (يعيد بهيج الروض غير بهيج) بمحامد منه أضوع ريا من الغالية وأعبق (وجود منه يروى الغيث ريه) وكمال هوله خلق وطبع لا كمن يتخلق (وآراء بغبطته وريه) وعلم حصلت من غزارته على اليقين (ولي في كل من ساماه شك) وترسل أخلصته البلاغة عما يدنس ويشين (كابر يزله بذكاه سبك) فالأنسب ان من كان مثل هذا العديم المناسب في العلو (فريدا في الفضائل والفتوة) معصوم من الزلل رأيه في النيابة عن آبائه فلا يحمل هذا القول بهذا الأصل على الغلو (فكل فم به في الحق نوه) لن يطيق كاتب محاسنه كتابه. فنسخته لو كان طوى الزمان من حاشية لها لكان المختصر النافع وما لا يدرك غايته حد القدرة ترك والا يوجب الحرج أو يتسع الخرق على الراقع ولنكتف عن ذكره بعد الياس عن الإحاطة بقطرة من البحر المحيط ولكنه العذب الأبيض المساعي كما اني أذكر من نار وجدي لبعده مقدار القبس من نار نمرود المسجرة بها من ساعة البين أضلاعي وجد لا تبرد معه غلة الا إذا انصب عليها تسنيم الملاقاة وجرى وسهد انساني الغمض فلا اعرف الآن وصف الكرى فاود الآن من الشوق ان يحملني نسيم العراق إلى الشام وان كان الشام على العراقي من الوجد أعظم لأطالع من نسخة ذلك الطبع الشريف ما ينسيني الأرق من أجله والهم والسلام عليك ما همي الودق وأومض البرق.
مراثيه قال الشيخ عبد الحسين الحلي قاضي قضاة البحرين يرثيه:
إذا وجد السلوان نهجا إلى قلبي * فأكذب ما ضمته جانحتي حبي وان بات ما يدعونه الصبر ساعة * إلى جانبي لا نمت يوما على جنب لقد جل خطبا فقد أحبابي الأولى * وهل بعد فقدان الأحبة من خطب؟
وكنت إذا شطت بي الدار عنهم * قنعت بلذات الرسائل والكتب أحبة قلبي ان عدمت وصالكم * فلن تفقدوا وصلي ولن تعدموا قربي وان لم أكن قضيت فيكم مآربي * فاني سأقضي في محبتكم نحبي أحبة قلبي ندبة استلذها * كما التذ صادي القلب بالبارد العذب حبيب لقلبي الحزن من بعد بعدكم * فيا ليت حزني ليس يبرح عن قلبي ويا ليتني شاطرتكم لوعة الردى * ولو كان شطري في فم الأسد الغلب سرى الطيف منكم طارقا فاستفزني * وما بي من مس سوى دهشة اللب أغالط عن عرفانه العين تارة * وأدمعها عن صدق عرفانها تنبي