سبع إلى أول المطلب الثالث في كيفية الاستيفاء ومنه إلى آخر الجنايات مقدار ورقتين ونصف من سبعة شرحا على القواعد وعدى بعض الديات فإنه وصل فيها إلى أواسط المقصد الخامس في دية الجنين. وهذا الكتاب صنفه بطلب من شيخه الشيخ جعفر الجناجي النجفي بدأ فيه سنة 1199 وبقي يكتب فيه إلى عام وفاته سنة 1226 قال في خطبته امتثلت فيه امر أستاذي الامام العلامة الحبر الأعظم الشيخ جعفر جعلني الله فداه قال أدام الله حراسته أحب ان تعمد إلى قواعد العلامة فتنظر إلى كل مسالة اختلفت فيها كلمات الأصحاب وتنقل أقوالهم وتضيف إليها شهرتهم واجماعهم وتذكر أسماء الكتب التي ذكر فيها ذلك وإذا عثرت على دليل في المسالة لم يذكروه فاذكره ومتنه وأذكر عند اختلاف الأخبار مذاهب العامة على وجه الاختصار ليكمل نفعه ويعظم وقعه حيث إن المختلف وان كان عميم الفائدة الا انه قد خلا عن ذكر كثير من الخلافيات وما ذكر فيه منها قد خلا عن ذكر كثير من الأقوال. وقد حاز هذا الكتاب شهرة واسعة واستنسخت منه عدة نسخ في حياة مؤلفه وبعد وفاته وتنافس أهل المكتبات في اقتنائه وايداعه مكتباتهم وقد اشتريت معاملاته وحدها في النجف قبل ان يطبع بأربع ليرات عثمانية ذهبية وكنت لا أملك الا بعضها مع احتياجي إلى انفاق ذلك البعض وكانت عرضت على امام جمعة تبريز المثري بهذه القيمة فارادها بأقل لأنه لم يكن يدور في خلده ان أحدا من طلاب العلم الذين جلهم أو كلهم فقراء يشتريها بهذه القيمة فلما بلغه انني اشتريتها ندم وكانت عنده اجزاء العبادات بنفس هذا الخط والقطع و كاتبهما واحد فراودني على بيعها بزيادة في القيمة فأبيت ووسط لي وسائط من وجوه العلماء فأبيت وأخيرا قلت للواسطة ان كان يبيع ما عنده من اجزاء العبادات فانا مستعد لشرائها بالقيمة التي يريدها فاغتاظ من هذا الجواب كثيرا ويئس من اخذها وأخيرا قال لي بعض أصحابه ان المعاملات التي عندك مسروقة لأنها بخط المعاملات التي عندي وقطعها فقلت له بل العبادات التي عندكم مسروقة لأنها بخط المعاملات التي عندي وقطعها. وكنت نسخت كتاب المواريث بخطي في النجف عند تأليفي كتاب كشف الغامض في احكام الفرائض. ومع كون هذا الكتاب كان مرغوبا فيه جدا قبل طبعه فلما طبع منه عدد كثير وأعطي مجانا نقصت الرغبة فيه وقد طبع ثمانية مجلدات ضخام سبعة منها طبعت في مصر وطبعنا مجلد الأمانات في دمشق وبقيت مجلدات القضاء والشهادات والحدود والقصاص والديات لم تطبع وهي نحو المجلدين فإذا طبعت كانت مجلداته عشرة تحوي جميع مجلداته الاثنين والثلاثين المخطوطة. وهذا تفصيل مجلداته المطبوعة (1) مجلد الطهارة (2) و (3) مجلدا الصلاة والزكاة (4) مجلد البيع (5) مجلد الدين وتوابعه (6) مجلد الأمانات وهو الذي طبعناه بدمشق (7) مجلد احياء الموات وتوابعه (8) مجلد الفرائض والمواريث. وقد قرضه عدة من العلماء والفضلاء والشعراء والأدباء فمن ذلك ما على مجلد الوصية ولم يعلم منشئه:
ألا ان (القواعد) حين وافت * لدين محمد صارت دعامه لقد جمعت قواعده جميعا * وقد حفظت مقاصدها نظامه ولكن أعيت العلماء طرا * وقد جهدوا فما بلغوا مرامه وكم قد أشكل الأشكال منها * وما من كاشف عنه لثامه ولا من جامع للقصد فيها * وان مزجوا بايضاح كلامه وحيث تغلق الأبواب عنها * أتى الباري (بمفتاح الكرامة) ومنها ما على مجلد الوكالة ولم يعلم قائله:
شرح به شرح الصدور مفيده * بحر لكل فضيلة تيار ما زال يقذف للمؤمل سيبه * دررا تضئ بنورها الأقطار يمسي إذا أرخى الظلام سدوله * يقظا له كتب الأولى سمار وتطوف أرباب الفضائل حوله * فكأنما هو كعبة ومزار يا من يؤمل ان يشق غباره * مهلا فقد تاهت بك الأفكار يكفيك فخرا ان يريك غباره * ما شق في يوم عليه غبار وعلى مجلد البيع ما صورته بخط منشئه ولم يعلم من هو:
جاد الجواد لنا بشرح قواعد * قد جمعت كل المحاسن فيه شرح يبين لك الفقاهة كلها * ويفي بنقل كلام كل فقيه يكفي الفقيه عن الرجوع لما سوا * ه وما سواه عنه لا يكفيه وعليه لو وقف المصنف لم يقف * عن لثم صاحبه الجواد يفيه ان لم تكن إياه أنت فاقرب * القربى اخوه لامه وأبيه وعلى أول مجلد منه ما صورته ولم يعلم قائله:
جريت على علم الأوائل آخرا * فكنت به في حلبة السبق أولا اتيت بما لا يستطاع لواحد * ولا غرو إذ كنت الجواد المفضلا وكتب عليه أيضا ولم يعرف قائله:
حويت ما قد حوته الكتب مجتهدا * فما تركت لمبسوط ومختصر وزدت فائق تحقيق ورائقه * وليس هذا لعمري قدرة البشر وقال فيه مؤلف هذا الكتاب محسن الأمين الحسيني العاملي غفر الله ذنوبه:
شرح به تنحل كل عويصة * في حلها قد أعيت الشراحا جمع المقاصد كاشفا للثامها * ولكل مشكلة غدا ايضاحا كنز الفرائد والفوائد وهو في * ظلم الجهالة قد بدا مصباحا بحر تدفق من يراع محمد * تلقى البحور بجنبه ضحضاحا لله آية معجز ظهرت به * فغدت لكل كرامة مفتاحا ولمؤلفه فيه تقاريض تأتي عند ذكر أشعاره (2) من مصنفاته شرح طهارة الوافي وهو تقرير بحث أستاذه بحر العلوم يتكلم في الخبر أولا على السند ثم المتن ثم الدلالة ابتدأ فيه برواية علي بن جعفر عن أخيه في رجل رعف فامتخط فصار الدم قطعا الخ لأنه لما عزم على الكتابة كان الدرس في هذا الخبر وانتهى فيه عند الشروع في باب مسح الأذنين والقفا في الوضوء وهو كتاب نفيس يشتمل على تحقيقات رجالية وفوائد في معاني الأخبار جليلة يقرب من ثلثي الروضة (3) حاشية على طهارة المدارك تقرب من خمسة آلاف بيت كتبها أيام قراءته على بحر العلوم بدأ فيها بتفسير العوض وانه يصدق على الثمن والمثمن وختم بمبحث ملك العبد وعدمه تقرب من ألف ومائتي بيت (5) حاشية على كتاب الدين والرهن من القواعد كتبها حين قراءته على الشيخ جعفر ابتدأ فيها من قوله ويملك المقترض وانتهى فيها إلى أواخر الرهن عدى عن ثلاث ورقات من آخره تقرب من ألفين وثلاثمائة بيت (6) رسالة مبسوطة في العصيرين العنبي والتمري كتبها بالتماس أستاذه الشيخ جعفر حين قراءته عليه هذه المسالة وقال له الذي يظهر لي الآن حليتهما وان أستاذهما بحر العلوم يذهب إلى التحريم فيها فأحب ان