أحوالها ورجع إلى غزنة ثم اعتزم على غزو الهند سنة تسع وأربعمائة وكان قد دوخ بلادها كلها ولم يبق عليه الاقشمير ومن دونها الفيافي والمصاعب فاستنفر الناس من جميع الجهات من المرتزقة والمتطوعة وسار تسعين مرحلة وعبر نهر جيحون وحيلم وخيالا هو وأمراؤه وبث عساكره في أودية لا يعبر عن شدة جريها وبعد أعماقها وانتهى إلى قشمير وكانت ملوك الهند في تلك الممالك تبعث إليه بالخدمة والطاعة وجاءه صاحب درب قشمير وهو جنكى بن شاهى وشهى فأقر بالطاعة وضمن دلالة الطريق وسار أمام العسكر إلى حصن مأمون لعشرين من رجب وهو خلال ذلك يفتتح القلاع إلى أن دخل في ولاية هردت أحسد ملوك الهند فجاء طائعا مسلما ثم سار السلطان إلى قلعة كلنجد من أعيان ملوكهم فبرز للقائه وانهزم واعترضهم أنهار عميقة سقطوا فيها وهلكوا قتلا وغرقا يقال هلك منهم خمسون ألفا وغنم السلطان منهم مائة فيل وخمسة إلى غير ذلك مما جل عن الوصف ثم عطف إلى سقطا لتقيذ وهو بيت مبنى بالصخور الصم بشرع منها بابان إلى الماء المحيط موضوعة أبنيته فوق التلال وعن جنبتيه ألف قصر مشتملة على بيوت الأصنام وفي صدر البلد بيت أصنام منها خمسة من الذهب الأحمر مضروبة على خمسة أذرع في الهواء قد جعلت عينا كل واحدة منهما ياقوتتان تساويان خمسين ألف دينار وعين الآخر قطعة ياقوت أزرق تزن أربعمائة وخمسين مثقالا وفى وزن قدمي الضم الواحد أربعة آلاف وأربعمائة مثقال وجملة ما في الاشخاص من الذهب ثمانية وتسعون ألف مثقال وزادت شخوص الفضة على شخوص الذهب في الوزن فهدمت تلك الأصنام كلها وخربت وسار السلطان طالبا قنوج وخرب سائر القلاع في طريقه ووصل إليها في شعبان سنة تسع وقد فارقها نزو جبال حين سمع بقدومه وعبر نهر كنك الذي تغرق الهنود فيه أنفسهم ويذرون فيه رماد المحرقين منهم وكان أهل الهند واثقين بقنوج وهي سبع قلاع موضوعة على ذلك الماء فيها عشرة آلاف بيت للأصنام تزعم الهنود أن تاريخها منذ مائتي ألف سنة ثلثمائة ألف سنة وانها لم تزل متعبدا لهم فلما وصلها السلطان ألفاها خالية قد هرب أهلها ففتحها كلها في يوم واحد واستباحها أهل عسكره ثم أخذ في السير منها إلى قلعة لنج وتعرف بقلعة البراهمة فقاتلوا ساعة ثم تساقطوا من أعاليها على سنا الرماح وضياء الصفاح ثم سار إلى قلعة اسا وملكها جندبال فهرب وتركها وأمر السلطان بتخريبها ثم عطف على جندراى من أكابر الهنود في قلعة منيعة وكان جميال ملك الهند من قبل ذلك يطلبه للطاعة والألفة فيمتنع عليه ولحق جميال بنهوجد أحد المغرورين بحصانة المعقل فنجا بنفسه ورام جندراى المدافعة وثوقا بامتناع قلعته ثم تنصح له بهميال ومنعه من ذلك
(٣٧٢)