وغزا إفريقية وافتتحها ثم غزا بلد النوبة ووضع عليهم الجزية المعروفة الباقية على الأيام وذلك سنة احدى وثلاثين ثم كان من بعد ذلك يبعث معاوية بن حديج فيفتح ويثخن إلى أن استملك فتح إفريقية ووفد على عثمان آخر أيامه عندما اهتاجت الفتنة وكثر الطعن عليه من جماعة جند مصر يتعللون بالشكوى من ابن أبي سرح مع وفد من الجند شاكين من عمالهم بالامصار وعزله عثمان يسترضيهم به فكانت قضية الكتاب المنسوب إلى مروان وحصارهم عثمان بداره وخرج عبد الله من مصر مدد العثمان فخالفه محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة إلى مصر وانتزى بها ورجع عبد الله من طريقه فمنعه الدخول فسار إلى عسقلان وأقام بها حتى قتل عثمان ثم سار إلى الرملة وكانت من مهماته فأقام بها هربا من الفتنة حتى مات ولم يبايع عليا ولا معاوية ثم قتل عمرو بن العاص محمد بن أبي حذيفة وفى كيفية قتله إياه اضطراب ثم ولى على على مصر قيس بن سعد بن عبادة وكان ناصحا له شديدا على عدوه واستماله معاوية فا ساء في الرد عليه وأشاع معاوية خلاف ذلك عنه فعزله على من أجل ذلك وولى ذلك الأشتر النخعي واسمه مالك بن الحرث بن يغوث بن سلمة بن ربيعة بن الحرث بن خزيمة بن سعد بن مالك بن النخع وسار إليها فمات بالقلزم قريبا منها سنة سبع وثلاثين فولى على مكانه محمد بن أبي بكر وكان نشأ في حجره ثم بعث معاوية إلى عمرو بن العاص وهو بفلسطين قد اعتزل الناس بعد مقتل عثمان واستماله واجتمع معه على قتال على وولاه مصر فسار إليها بعد انقضاء أمر صفين وأمر الحكمين وطلب معاوية الخلافة وقد اضطرب الامر على محمد ابن أبي بكر وخرج عليه معاوية بن حديج السكوني مع جماعة من العثمانية بنواحي مصر فكاتب عمر والعثمانية وسرح الكاتب إلى مصر وفى مقدمتها معاوية بن حديج فهزموا عساكر حمد وافترق عنه أصحابه وقتل كما هو معروف في أخباره ودخل عمرو ابن العاص الفسطاط وملك مصر إلى سنة ثلاث وأربعين فتوفى وملك مكانه ابنه عبد الله ثم عزله معاوية وولى أخاه عتبة بن أبي سفيان وتوفى سنة أربع وأربعين وولى مكانه عقبة بن عامر الجهني ثم عزله سنة سبع وأربعين وولى مكانه معاوية بن حديج ثم اقتطع عنه إفريقية سنة خمسين وولى عليها عقبة بن نافع ثم جمع مصر وإفريقية لمسلمة بن مخلد الأنصاري فبعث مسلمة على إفريقية مولاه أبا المهاجر وأساء عزل عقبة كما هو معروف ثم مات معاوية وولى ابنه يزيد واضطربت الأمور وبويع عبد الله بن الزبير بمكة وانتشرت دعوته في الممالك الاسلامية فبعث على مصر عبد الرحمن بن جحدم القرشي وهو عبد الرحمن بن عقبة بن اياس بن الحرث بن عبد بن أسد بن جحدم الفهري ثم بويع مروان وانتقض ابن الزبير وسار مروان إلى مصر فأخرج منها عبد الرحمن بن جحدم
(٢٩٤)