وكان قائدهم يومئذ حنظلة بن قيس بن هرير من بني مالك بن بكر بن حبيب بن عمر وبن غنم ابن ثعلب وكان من رهطه عمر وبن بسطام صاحب السند أيام بنى أمية ثم كان منهم بعد ذلك في الاسلام ثلاثة بيوت آل عمر بن الخطاب العدوي وآل هارون المغمر وآل حمدان ابن حمدون بن الحرث بن لقمان بن أسد ولم يذكر ابن حزم هؤلاء البيوت الثلاثة في بطون بنى ثعلب في كتاب الجمهرة ووقفت على حاشية في هذا الموضع من كتابه فيها ذكر هؤلاء الثلاثة كالاستلحاق عليه وقال في بني حمدان وقيل إنهم موالي بنى أسد ثم قال آخر الحاشية انه من خط المصنف يعنى ابن حزم ولما فشى دين الخارجية بالجزيرة أيام مروان بن الحكم وفرق جموعه ومحا آثار تلك الدعوة ثم ظهر في الجزيرة بعد حين أثر من تلك الدعوة وخرج مساور بن عبد الله بن مساور البجلي من الشراب أيام الفتنة بعد مقتل المتوكل واستولى على أكثر أعمال الموصل وجعل دار هجرته الحديثة وكان على الموصل يومئذ عقبة بن محمد بن جعفر بن الأشعث الخزاعي الذي ولى المنصور جده محمدا على إفريقية وعليه خرج مساور ثم ولى على الموصل أيوب بن أحمد بن عمر ابن الخطاب الثعلبي سنة أربع وخمسين واستخلف عليه ابنه الحسن فسار إلى مساور في جموع قومه وفيهم حمدون بن الحرث فهزموا الخوارج وفرقوا جمعهم ثم ولى أيام المهتدى عبد الله بن سليمان بن عمران الأزدي فغلبه الخوارج وملك مساور الموصل ورجع إلى الحديثة ثم انتقض أهل الموصل أيام المعتمد سنة تسع وخمسين وأخرجوا العامل وهو ابن اساتكين الهيتم بن عبد الله بن المعتمد العدوي من بني ثعلب فامتنعوا عليه وولوا مكانه إسحاق بن أيوب بن آل الخطاب فزحف ومعه حمدان بن حمدون وحاصرها مدة ثم كانت فتنة إسحاق بن كنداجق وانتقاضه على المعتمد واجتمع لمدافعته علي بن داود صاحب الموصل وحمدان بن حمدون وإسحاق بن أيوب فهزمهم إسحاق بن كنداجق وافترقوا فاتبع إسحاق بن أيوب إلى نصيبين ثم إلى آمد واستجار فيها بعيسى بن الشيخ الشيباني وبعث إلى المعز موسى بن زرارة صاحب أرزن فامتنع بانجادهما ثم ولى المعتمد ابن كنداجق على الموصل سنة سبع وستين فاجتمع لحربه إسحاق بن أيوب وعيسى بن الشيخ وأبو العز بن زرارة وحمدان بن حمدون في ربيعة وثعلب فهزمهم ابن كنداجق وحاصره هو ولجؤوا إلى آمد عند عيسى بن الشيخ الشيباني وحاصرهم بها وتوالت عليهم الحزوب وهلك مساور الخارجي أثناء هذه الفتن في حربه مع العساكر سنة ثلاث وستين واجتمع الخوارج بعده على هارون بن عبد الله البجلي واستولى على الموصل وكثر تابعه وخرج عليه محمد بن خردان من أصحابه فغلبه على الموصل فقصد حمدان بن حمدون مستنجدا به فسار معه ورده إلى الموصل
(٢٢٨)