ثم ثار الأتراك بسيف الدولة سلخ شعبان فهرب من معسكره إلى بغداد ونهب سواده قتل جماعة من أصحابه وكان أبو عبد الله الكوفي لما وصل إلى ناصر الدولة وأخبره خبر أخيه أراد أن يسير إلى الموصل فركب المتقى إليه واستمهله وعاد إلى قصره فأغذ السير إلى الموصل بعد ثلاثة عشر شهرا من امارته وثار الديلم والأتراك ونهبوا داره ولما هرب سيف الدولة من معسكره بواسط عاد الأتراك إلى معسكرهم وولوا توزون أميرا وجحجح صاحب جيش ولحق سيف الدولة ببغداد منتصف رمضان بعد مسير أخيه وبلغه خبر تورون ثم اختلف الأتراك وقبض تورون على جحجح وسمله وسار سيف الدولة ولحق بأخيه بالموصل وولى تورون امارة الأمراء ببغداد * (خبر عدل التحكمي بالرحبة) * كان عدل هذا مولى تحكم ثم صار مع ابن رائق وأصعد معه إلى الموصل ولما قتل ابن رائق صار في جملة ناصر الدولة بن حمدان فبعثه مع علي بن خلف بن طياب إلى ديار مضر فاستولى ابن طياب عليها وقتل نائب ابن رائق وكان بالرحبة من ديار مضر رمل من قبل ابن رائق يقال له مسافر بن الحسين فامتنع بها وجبى خرابها واستولى على تلك الناحية فأرسل إليه ابن طياب عدلا التحكمي فاستولى عليها وفر مسافرا عنها واجتمع التحكمية إلى عدل واستولى على طريق الفرات وبعض الخابور ثم استنصر مسافر بجمع من بني نمير وسار إلى قرقيسيا وملكها وارتجعها عدل من يده ثم اعتزم عدل على ملك الخابور وانتصر أهله ببني نمير فأعرض عدل عن ذلك حينا حتى آمنوا ثم أسرى إلى فسيح سمصاب وهي من أعظم قرى خابور فقاتلها ونقب السور وملكها ثم ملك غيرها وأقام في الخابور ستة أشهر وجبى الأموال وقوى جمعه واتسعت حاله ثم طمع في ملك بنى حمدان فسار يريد نصيبين لغيبة سيف الدولة عن الموصل وبلاد الجزيرة ونكب عن الرحبة وحران لان يأنس المؤنسي كان بها في عسكر ومعه جمع من بني نمير فحاد عنها إلى رأس عين ومنها إلى نصيبين وبلغ الخبر إلى أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان فجمع وسار إليه فلما التقى الجمعان استأمن أصحاب عدل إلى ابن حمدان ولم يبق معه الا القليل فقبض عليه وسمله وبعث به مع ابنه إلى بغداد في آخر شعبان سنة احدى وثلاثين ومائتين * (مسير المتقى إلى الموصل وعوده) * ولما انصرف ناصر الدولة وسيف الدولة عن المتقى من بغداد جاء تورون من واسط واستولى على الدولة ثم رجع إلى واسط ووقعت بينه وبين ابن البريدي بالبصرة مواصلة
(٢٣٣)