وفى سنة؟؟ وردت أم لزريق بن بلاكش القومس بالقرب من جليقة وهو القومس الأكبر فأخرج الحكم لتلقيها واحتفل لقدومها في يوم مشهود فوصلها وأسعفها وعقد السلم لابنها كما رغبت وأحبت ودفع لها مالا تقسمه بين وفدها وحملت على بغلة فارهة بسرج ولجام مثقلين بالذهب وملحفة ديباج ثم عاودت مجلس الحكم للوداع فعاودها بالصلات لسفرها وانطلقت ثم أوطأ عساكره من أرض العدوة من المغرب الأقصى والأوسط وتلقى دعوته ملوك زناتة من مغراوة ومكناسة فبثوها في أعمالهم وخطبوا بها على منابرهم وزاحموا بها دعوة الشيعة فيما بينهم ووفد عليه ملوكهم من آل خزر وبنى أبى العافية فأجزل صلتهم وأكرم وفادتهم وأحسن منصرفهم واستنزل بنى إدريس من ملكهم بالعدوة في ناحية الريف وأجازهم البحر إلى قرطبة ثم أجلاهم إلى الإسكندرية حسبما نشير إلى ذلك كله بعد وكان محبا للعلوم مكرما لأهلها جماعة للكتب في أنواعها ما لم يجمعه أحد من الملوك قبله قال ابن حزم أخبرني بكية الخصى وكان على خزانة العلوم والكتب بدار بنى مروان أن عدد الفهارس التي فيها تسمية الكتب أربعة وأربعون فهرسة في كل فهرسة عشرون ورقة ليس فيها الا ذكر أسماء الدواوين لا غير فأقام العلم والعلماء سلطانا نفقت فيها بضائعة من كل قطر ووفد عليه أبو على الغالي صاحب كتاب الأمالي من بغداد فأكرم مثواه وحسنت منزلته عنده وأورث أهل الأندلس علمه واختص بالحكم المستنصر واستفاد علمه وكان يبعث في الكتب إلى الأقطار رجالا من التجار ويسرب إليهم الأموال لشرائها حتى جلب منها إلى الأندلس ما لم يعهدوه وبعث في كتاب الأغاني إلى مصنفه أبى الفرج الأصفهاني وكان نسبه في بني أمية وأرسل إليه فيه ألف دينار من الذهب العين فبعث إليه بنسخة منه قبل أن يخرجه بالعراق وكذلك فعل مع القاضي أبى بكر الأبهري المالكي في شرحه لمختصر بن عبد الحكم وأمثال ذلك وجمع بداره الحذاق في صناعة النسخ والمهرة في الضبط والإجادة في التجليد فأوعى من ذلك كله واجتمعت بالأندلس خزائن من الكتب لم تكن لاحد من قبله ولا من بعده الا ما يذكر عن الناصر العباسي ابن المستضئ ولم تزل هذه الكتب بقصر قرطبة إلى أن بيع أكثرها في حصار البربر أمر باخراجها وبيعها الحاجب واضح من موالي المنصور بن أبي عامر ونهب ما بقي منها عند دخول البربر قرطبة واقتحامهم إياها عنوة كما نشير إليه بعد واتصلت أيام الحكم المستنصر وأوطأ العساكر أرض العدوة من المغرب الأقصى والأوسط وتلقى دعوته ملوك زناتة ومغراوة ومكناسة فبثها في أعمالهم وخطبوا بها على منابرهم وزاحموا بها دعوة الشيعة فيما يليهم ووفد عليه ملوكهم من آل خزر وبنى أبى العافية فأجزل
(١٤٦)