لا نحتاج إلى كتابك فقال: فاذن لا ترونه إلى زمن المهدي عليه السلام.
والعامة أيضا نقلوا هذه الروايات أيضا ولكن لا بنحو يستفاد منها إنكار علي عليه السلام لخلافة أبي بكر بل بنحو يستفاد منها عدم إنكاره لها، وان لزومه البيت كان لجمع القرآن لا لانكاره خلافة أبي بكر. والشيعة رووها بنحو يستفاد منها عدم رضايته بخلافته و إنكاره لها.
و بالجملة، فوقوع التحريف في القرآن مما لا يمكن ان يلتزم به من راجع إلى كتب التاريخ المضبوط فيها مقدار عناية المسلمين في صدر الاسلام بالقرآن وقد عرفت أيضا انه لو سلم فإنما يكون بالنقيصة أو بالتقديم والتأخير في مقام الجمع واما الزيادة فلا تحتمل أصلا كما يعرف ذلك بالدقة في نسقه وأسلوبه ولو زيد في ضمن كلام آدمي، كلام من غيره لأطلع عليه من كان له بصيرة بسنخ كلامه، فكيف بكلام من يكون سنخ كلامه مباينا لكلام غيره ويعجز غيره عن الاتيان بمثله، قال تعالى: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).
ثم إنه مما استدل به على عدم التحريف، قوله (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) فإنه قد تكرر في الآية ضمير المتكلم مع الغير و وقعت فيها وجوه من التأكيد إعظاما للمطلب، فيعلم من ذلك عظمة المقصود فيكون معناها، انا بقدرتنا الكاملة نحفظه عن الضياع و المراد من التنزيل، إنزاله تدريجا في مقابل الانزال دفعة ولذا قال تعالى في آية أخرى: (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه و أنزل التورية والإنجيل).
وأجيب عن هذا الاستدلال أولا: بان المراد (بالذكر)، النبي كما في اية أخرى، حيث قال فيها: (ذكرا، رسولا).
وثانيا: بان المراد، حفظه من أن تتطرق إليه شبهات المشككين.
وثالثا: بان المراد، حفظه عند الامام.
ورابعا: بالنقض بما ورد من تضييع الوليد له، بالرمي.
ويرد على الأول: ان لفظ التنزيل لا يناسب كون المراد بالذكر هو الرسول لما عرفت من كون