لعنك الله يا مال، أنت أنسيتني ذكر ربي وأغفلتني عن أمر آخرتي. فأنطق الله عز وجل المال، فقال له: لم تسبني وأنت ألأم مني؟! ألم تكن في أعين الناس حقيرا فرفعوك لما رأوا عليك من أثري؟ - إلى آخر ما أحتج عليه، فراجع البحار (1).
الخرائج: روي عن بعض أصحابنا، قال: حملت مالا لأبي عبد الله (عليه السلام) فاستكثرته في نفسي. فلما دخلت عليه دعا بغلام، وإذا طشت في آخر الدار، فأمره أن يأتي به، ثم تكلم بكلام لما اتي بالطشت، فانحدر الدنانير من الطشت حتى حالت بيني وبين الغلام، ثم التفت إلي وقال: أترى نحتاج إلى ما في أيديكم إنما نأخذ منكم ما نأخذ لنطهركم (2).
ونظيره صدر من مولانا الرضا (عليه السلام)، كما تقدم في " ذهب ".
الخرائج: روى أحمد بن فارس، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل إليه قوم من أهل خراسان، فقال ابتداء: من جمع مالا يحرسه، عذبه الله على مقداره.
فقالوا بالفارسية: لا نفهم بالعربية. فقال لهم: هر كه درم اندوزد جزايش دوزخ باشد - الخ (3).
الخصال: عن عبد الرحمن بن محمد العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يقول إبليس: ما أعياني في ابن آدم فلم يعيني منه واحدة من ثلاثة: أخذ مال من غير حله، أمنعه من حقه، أو وضعه في غير وجهه.
بيان: أي أي شئ أعجزني في إضلال ابن آدم في أمر من الأمور ومعصية من المعاصي، فلا أعجز عن إضلاله في أحد هذه الأمور (4).
روي أن عيسى ذم المال وقال: فيه ثلاث خصال فقيل: وما هن يا روح الله؟
قال: يكسبه المرء من غير حله، وإن هو كسبه من حله منعه من حقه، وإن هو وضعه