كان الصبي بمنزلة الآلة لمن له أهلية التصرف، من جهة استقرار السيرة واستمرارها على ذلك (1).
وفيه إشكال، من جهة قوة احتمال كون السيرة ناشئة من (2) عدم المبالاة في الدين، كما في كثير من (3) سيرهم الفاسدة.
ويؤيد ذلك: ما يرى من استمرار سيرتهم على عدم الفرق بين المميزين وغيرهم، ولا بينهم وبين المجانين، ولا بين معاملتهم لأنفسهم بالاستقلال بحيث لا يعلم الولي أصلا، ومعاملتهم لأوليائهم على سبيل الآلية، مع أن هذه (4) مما (5) لا ينبغي الشك في فسادها (6)، خصوصا الأخير.
مع أن الإحالة على ما جرت العادة به كالإحالة على المجهول، فإن الذي جرت عليه السيرة هو الوكول إلى كل صبي ما هو (7) فطن فيه، بحيث لا يغلب في المساومة عليه، فيكلون إلى من بلغ ست سنين (8) شراء باقة بقل، أو بيع بيضة دجاج بفلس، وإلى من بلغ