- هكذا أورد المرزباني هذين البيتين ونسبهما لحجر بن عدي وقد وجدتهما من جملة قصيدة لعبد الله بن خليفة الطائي بعد ما هرب إلى جبلي طئ يرثي بها حجرا ويخاطب عدي بن حاتم ليسعى في رجوعه وستأتي الأبيات المختصة منها برثاء حجر وأصحابه عند ذكر مراثيه. وفي الدرجات الرفيعة: وفي رواية أن معاوية كتب إلى الموكل بهم (1) أعرض على حجر وأصحابه، وكانوا ثمانية، ليتبرأوا من علي فقالوا بل نتولاه ونتبرأ ممن برئ منه، فحفرت لهم قبورهم ونشرت أكفانهم، فقال حجر: يكفوننا كانا مسلمون ويقتلوننا كانا كافرون. وعرض عليهم البراءة عدة دفعات فلم يفعلوا فقتلوا اه.
عدد أصحاب حجر المأخوذين معه وأسماؤهم في الأغاني: جمع زياد من أصحاب حجر بن عدي اثني عشر رجلا في السجن وأتبعهم برجلين فكانوا أربعة عشر رجلا. وقال ابن سعد في الطبقات: كانوا ثلاثة عشر رجلا فقتل سبعة ونجا ستة أو قتل ستة ونجا سبعة. وقال المرزباني كما مر: أنفذه في أناس من أصحابه وكانوا ثلاثة عشر رجلا. وفي الاستيعاب: بعث زياد إلى معاوية بحجر في اثني عشر رجلا كلهم في الحديد فقتل معاوية منهم ستة واستحيا ستة، وكان حجر ممن قتل. وفي أسد الغابة: فقتل حجر وستة معه وأطلق ستة. وقال الطبري وابن الأثير: كانوا أربعة عشر رجلا. وهذه أسماؤهم على ما في الأغاني وتاريخ الطبري (1) حجر بن عدي الكندي (2) الأرقم بن عبد الله الكندي (3) شريك بن شداد الحضرمي (4) صيفي بن فسيل الشيباني (5) قبيصة بن حرملة العبسي (6) كريم بن عفيف الخثعمي (7) عاصم بن عوف البجلي (8) ورقاء بن سمي البجلي (9) كدام بن حيان العنزي (10) عبد الرحمن بن حسان العنزي (11) محرز بن شهاب التميمي المنقري (12) عبد الله بن حؤية السعدي التميمي. قال أبو الفرج والطبري وابن الأثير: وأتبعهم زياد برجلين مع عامر بن الأسود العجلي وهما (13) عتبة بن الأخنس من سعد بن بكر (14) وسعيد (سعد) بن نمران الهمداني الناعطي. فهؤلاء 14 رجلا، ومن ذلك يظهر ان الصواب كونهم 14 رجلا لا 13 رجلا الا ان يراد 13 غير حجر، وإذا أضفنا إليهم همام بن حجر كانوا 15.
أسماء من قتل منهم في الأغاني: قال أبو مخنف عن رجاله فكان من قتل منهم سبعة نفر وكذلك في تاريخي الطبري وابن الأثير (1) حجر بن عدي (2) شريك بن شداد الحضرمي (3) صيفي بن فسيل الشيباني (4) قبيصة بن ضبيعة العبسي (5) محرز بن شهاب التميمي السعدي ثم المنقري (6) كدام بن حيان العنزي (7) عبد الرحمن بن حسان العنزي الذي بعثه معاوية إلى زياد فدفنه حيا. قال ابن الأثير: فهؤلاء السبعة قتلوا ودفنوا وصلي عليهم، وإذا أضفنا إليهم ابن حجر كانوا ثمانية. وقال الشهيد فيما يأتي عنه كان اسم ابن حجر الذي قتل معه همام. في الدرجات الرفيعة:
قال شيخنا الشيخ محمد بن مكي المعروف بالشهيد الأول قدس الله روحه:
الشهداء الذين بعذراء دمشق الذين قتلهم معاوية بعد أن بايعوه وأعطاهم العهود والمواثيق، حجر بن عدي الكندي حامل راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وولده همام، وقبيصة بن ضبيعة العبسي، وصيفي بن فسيل، وشريك بن شداد الحضرمي ومحرز بن شهاب السعدي، وكرام بن حيان العبدي كلهم في ضريح واحد في جامع عذراء. قال الشيخ محمد بن مكي، أنشدني خادمهم هذه الأبيات:
جماعة بثرى عذراء قد دفنوا * وهم صحاب لهم فضل واعظام حجر قبيصة صيفي شريكهم * ومحرز ثم همام وكرام عليهم ألف رضوان ومكرمة * تترى تدوم عليهم كلما داموا قال محمد بن مكي فزدت:
ومثلها لعنات للذي سفكوا * دماءهم وعذاب بالذي ساموا اه. (أقول) الذي في النسخة المنقول عنها من الدرجات كرام بالراء ولا شك انها كانت كذلك في نسخة الشهيد بدليل ما في الأبيات وكأن الشهيد أخذ اسمه من الأبيات، والذي وجدناه في سائر الكتب كدام بالدال، ولعله هو الصواب وان كان كل من كرام وكدام موجودا في الأعلام العربية. والذي في الدرجات الرفيعة: العبدي وفي غيره العنزي، وقول هذا الشاعر وهم صحاب ان أراد به أنهم صحابيون فليس بصواب إذ ليس فيهم من الصحابة غير حجر.
صفة مشهدهم بعذراء وفي سنة 1351 ونحن بدمشق قصدنا عذراء لزيارة قبر حجر وأصحابه فوجدناهم مدفونين في ضريح وعليهم قبة ببنيان محكم تظهر عليه آثار القدم في جانب مسجد واسع فيه منارة عظيمة قديمة وقبتهم التي فيها ضريحهم الشريف مهملة مهجورة قد نسجت عليها العناكب وتراكمت فيها الأتربة وليس في أرضها الا تراب وزيارتها متروكة عند أهل هذه البلاد، ولو كانت منسوبة لاحد المتصوفين أو من تدعى لهم الولاية وخوارق العادات والجذبة أو كانوا من المجانين لكانت معظمة مخدومة مزورة، ويظهر من كلام الشهيد المتقدم انها كانت في عصره مزورة. ورأينا مكان صخرة كانت على باب القبة وقلعت وبقي محلها ظاهرا، ولا شك أنه كانت عليها كتابة كما أخبرنا بذلك بعض أهل القرية، وأرونا صخرة غيرها صغيرة مطروحة في أرض القبة مكتوبة بخط قديم لا تاريخ فيها، وهذه صورة ما كتب فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم سكان هذا الضريح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجر بن عدي حامل راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيفي بن فسيل الشيباني وقبيصة بن ضبيعة العبسي وكدام بن حيان ومحرز بن شهاب السعدي وشريك بن شداد الحضرمي اه. والصواب كما عرفت انه ليس فيهم من الصحابة غير حجر (2) المشهد المنسوب إليهم بمحلة مسجد القصب ويوجد في مدينة دمشق محلة تسمى (مز القصب) والظاهر أن (مز) محرف مسجد وان اسم المحلة (محلة مسجد القصب) لما ستعرف من أن هذا المسجد يسمى مسجد القصب، وفيها جامع يسمى جامع السادات، ومسجد الأقصاب في مدخله ضريح عليه صندوق معلق على أحد جوانبه لوحة حفر عليها ما صورته: هذا مرقد سبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجر بن عدي الكندي وصيفي بن أبي شكر الشيباني وكدام بن حيان