نستطع فهمه لشدة تحريفه، فمن وجد له نسخة صحيحة فليلحقه بهذا المكان فدخل عامر على معاوية فأخبره بأمر الرجلين اه.
ما قاله حجر حين حمل إلى عذراء في الطبقات: قال معاوية أخرجوهم إلى عذرا فاقتلوهم هناك، فحملوا إليها فقال حجر: ما هذه القرية؟ قالوا عذراء. قال الحمد لله أما والله اني لأول مسلم نبح كلابها في سبيل الله ثم أتي بي اليوم إليها مصفودا. وفي أسد الغابة: لما أشرف حجر على مرج عذراء قال: اني لأول المسلمين كبر في نواحيها. وقال المرزباني: لما قدم حجر عذرا.
قال: ما هذه القرية؟ فقيل عذرا. فقال: الحمد لله! أما والله اني لأول مسلم ذكر الله فيها وسبحه، وأول مسلم نبح عليه كلابها في سبيل الله ثم انا اليوم احمل إليها مصفدا في الحديد اه. قال أبو الفرج والطبري وابن الأثير:
وبعث معاوية هدبة بن فياض القضاعي قال الطبري من بني سلامان بن سعد والحصين بن عبد الله الكلابي وأبا شريف البدي إلى حجر وأصحابه ليقتلوا من أمروا بقتله منهم، فاتوهم عند المساء فقال الخثعمي حين رأى الأعور مقبلا: يقتل نصفنا وينجو نصفنا. وفي طبقات ابن سعد: وكان معاوية قد بعث رجلا من بني سلامان بن سعد يقال له هدبة بن فياض فقتلهم وكان أعور فنظر اليه رجل منهم من خثعم فقال: ان صدقت الطير قتل نصفنا ونجا نصفنا فلما قتل سبعة أردف معاوية برسول بعافيتهم جميعا فقتل سبعة ونجا ستة أو قتل ستة ونجا سبعة وكانوا ثلاثة عشر رجلا. وقال ابن الأثير: فتركوا ستة وقتلوا ثمانية. قال أبو الفرج والطبري وابن الأثير:
فقال سعيد سعد بن نمران اللهم اجعلني ممن ينجو وأنت عني راض، فقال عبد الرحمن بن حسان العنزي اللهم اجعلني ممن تكرم بهوانهم وأنت عني راض، فطالما عرضت نفسي للقتل فأبى الله إلا ما أراد. وجاء رسل معاوية الذين أرسلهم لقتلهم فإنهم لمعهم إذ جاء رسول معاوية بتخلية ستة منهم وقتل ثمانية، فقال لهم رسول معاوية: انا قد أمرنا ان نعرض عليكم البراءة من علي واللعن له فان فعلتم هذا تركناكم وان أبيتم قتلناكم وأمير المؤمنين يزعم أن دماءكم قد حلت بشهادة أهل مصركم عليكم غير أنه قد عفا عن ذلك فابرأوا من هذا الرجل يخل سبيلكم. قالوا: لسنا فاعلين فامر بقبورهم فحفرت واتي بأكفانهم فقاموا الليل كله يصلون، فلما أصبحوا قال أصحاب معاوية يا هؤلاء قد رأيناكم البارحة أطلتم الصلاة وأحسنتم الدعاء فاخبرونا ما قولكم في عثمان؟ قالوا: هو أول من جار في الحكم وعمل بغير الحق فقالوا: أمير المؤمنين قد كان اعرف بكم، ثم قاموا إليهم وقالوا تبرأون من هذا الرجل؟ قالوا بل نتولاه ونتبرأ ممن تبرأ منه، فاخذ كل رجل منهم رجلا يقتله، فوقع قبيصة في يد أبي شريف (صريف) البدي فقال له قبيصة: ان الشر بين قومي وقومك آمن أي آمن فليقتلني غيرك، فقال برتك رحم فاخذ أبو صريف شريك بن شداد الحضرمي فقتله وقتل هدبة القضاعي قبيصة بن ضبيعة.
كيفية قتل حجر رضوان الله عليه وولده في طبقات ابن سعد: ودفع كل رجل منهم إلى رجل من أهل الشام ليقتله ودفع حجر إلى رجل من حمير فقدمه ليقتله فقال يا هؤلاء دعوني أصل ركعتين فتركوه فتوضأ وصلى ركعتين فطول فيهما، فقيل له: طولت أجزعت؟ فانصرف فقال: ما توضأت قط الا صليت وما صليت صلاة قط أخف من هذه، ولئن جزعت: لقد رأيت سيفا مشهورا وكنفا منشورا وقبرا محفورا. وكانت عشائرهم جاءوا بالأكفان وحفروا لهم القبور، ويقال بل معاوية الذي حفر لهم القبور وبعث إليهم الأكفان. وروى الحاكم بسنده عن هشام بن حسان عن ابن سيرين في تتمة الحديث السابق قال:
فلما انطلقوا به طلب منهم ان يأذنوا له فيصلي ركعتين فاذنوا له فصلى ركعتين. وقال أبو الفرج وغيره: ثم قال لهم حجر دعوني أتوضأ، قالوا له توضأ، فلما أن توضأ قال لهم دعوني أصلي ركعتين فاني والله ما توضأت قط الا صليت فقالوا له صل فصلى ثم انصرف فقال والله ما صليت صلاة قط أقصر (أخف) منها ولولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لأحببت أن أستكثر منها. وفي الاستيعاب: لما قدم للقتل قال دعوني أصلي ركعتين فصلاهما خفيفتين، ثم قال: لولا أن تظنوا بي غير الذي بي لأطلتهما والله لئن كانت صلاتي لم تنفعني فيما مضى ما هما بنافعتي. وفي النبذة المختارة:
ثم قال حجر للذي أمر بقتلهم: دعني أصلي ركعتين فصلى ركعتين خفيفتين، لولا أن يقولوا جزع من الموت لأحببت أن يكونا أنفس مما كانتا. وأيم الله ان لم تكن صلاتي فيما مضى تنفعني ما هاتان بنافعتي شيئا. وفي أسد الغابة: ولما أرادوا قتله صلى ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا بي غير الذي بي لأطلتهما. وفي تاريخي الطبري وابن الأثير: فقال حجر للذين يلون أمره: دعوني حتى أصلي ركعتين فقالوا صله فصلى ركعتين خفف فيهما ثم قال: لولا أن تظنوا بي غير الذي أنا عليه لأحببت أن تكونا أطول مما كانتا، ولئن لم يكن فيما مضى من الصلاة خير فما في هاتين خير. وفي مروج الذهب، فلما قدم حجر ليقتل قال دعوني أصلي ركعتين فجعل يطول في صلاته، فقيل له: أجزعا من الموت؟ فقال: لا! ولكنني ما تطهرت للصلاة قط الا صليت وما صليت قط أخف من هذه! وكيف لا أجزع واني لأرى قبرا محفورا وسيفا مشهورا وكفنا منشورا؟... ثم قدم فنحر وألحق به من وافقه على قوله. ثم إن المسعودي صرح بأنه طول الركعتين، وابن عبد البر والمرزباني والطبري صرحوا بأنه خففهما، وأبو الفرج ليس في كلامه تصريح بأحد الأمرين، والمظنون: أنه طولهما بالنسبة إلى متعارف الناس، وقصرهما بالنسبة إلى عادته وانه لما قيل له في تطويلهما أجزعا من الموت؟ قال ما صليت أقصر منهما، فظن بعض الرواة انه خففهما عن المتعارف فرووا انه صلاهما خفيفتين، والصواب أنه خففهما عن عادته لا عن المتعارف، فما ذكره المسعودي هو الأصح. وفي الاستيعاب بسنده عن محمد بن سيرين انه كان إذا سئل عن الركعتين عند القتل قال:
صلاهما خبيب وحجر وهما فاضلان. وقال الطبري عن مخلد عن هشام:
كان محمد إذا سئل عن الشهيد يغسل حدثهم حديث حجر. وفي الأغاني وتاريخي الطبري وابن الأثير: ثم قال اللهم انا نستعديك على أمتنا فان أهل الكوفة قد شهدوا علينا وان أهل الشام يقتلوننا! أما والله لئن قتلتموني بها فاني أول فارس من المسلمين سلك في واديها وأول رجل من المسلمين نبحته كلابها. وفي الطبقات: فان أهل العراق شهدوا علينا وان أهل الشام قتلونا. قال المرزباني: ثم اخذ ثوبه فتحزم به، ثم قال لمن حوله من أصحابه: لا تحلوا قيودي فاني اجتمع انا ومعاوية على هذه المحجة.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن حسان بن هشام عن ابن سيرين في تتمة الحديث السابق: ثم قال لا تطلقوا عني حديدا ولا تغسلوا عني دما وادفنوني في ثيابي فاني مخاصم، فقتل، قال هشام: كان محمد بن سيرين إذا سئل عن الشهيد ذكر حديث حجر. وروى الحاكم في المستدرك أيضا