العبدي وشريك بن شداد الحضرمي وقبيصة العبسي ومحرز بن شهاب التميمي وثمامة بن عبد الله الزبيدي رضي الله عنهم. سنة 1262. ولا يعلم أحد ما هو أصل هذا المسجد المسمى بمسجد السادات نسبة إليهم ولا أصل هذا الضريح، ولم يذكر مؤرخ من المؤرخين انهم دفنوا بدمشق بل كلهم قالوا إنهم دفنوا بمرج عذراء، وكيف الجمع بين وجود ضريح لهم بعذراء وآخر بدمشق. ويدور على ألسنة العوام حديث لا يصح التعويل عليه، وهو أن هذا مدفن أقصابهم والله أعلم. وقد ذكر هذا المسجد ابن عساكر في تاريخ دمشق، لكنه لم يشر إلى هذا الضريح الذي في مدخله بشئ فقال عند تعداد المساجد التي في خارج دمشق في أرباضها مما ليس في قرية مسكونة: مسجد عند رأس زقاق سطرا يعرف بمسجد القصب على بابه قناة وهو قديم اه. والمظنون انه هو هذا المسجد - على أن كاتب هذه اللوحة قد أخطأ في جعلهم من الصحابة إذ ليس غير حجر كما تقدم وثمامة الذي عده معهم ليس من أصحاب حجر ولا يعلم من هو، وصيفي بن فسيل سماه صيفي بن أبي شكر. ويغلب على الظن أن كاتبها قد كتبها ليدعو الزائرين إلى زيارة ضريح لم يعلم من فيه، فنسبه إلى قوم معروفين ليرغب في زيارتهم وأضاف إليهم ثمامة. وقد يكون هذا الضريح لجماعة أخيار سواهم والله أعلم. أسماء من سلم منهم قال أبو مخنف: ونجا منهم سبعة (1) كريم بن عفيف الخثعمي شفع فيه عبد الله بن ثمر الخثعمي كما مر (2) عبد الله بن حوية التميمي طلب فيه حبيب بن مسلمة فخلى سبيله (3) عاصم بن عوف البجلي (4) ورقاء بن سمي البجلي قام يزيد بن أسد البجلي فشفع فيهما وكان جرير بن عبد الله البجلي قد كتب فيهما إلى معاوية يزكيهما ويشهد لهما بالبراءة مما شهد عليهما فقال معاوية ليزيد هما لك (5) أرقم بن عبد الله الكندي طلب فيه وائل بن حجر فتركه (6) عتبة بن أخنس السعدي من هوازن طلب فيه أبو الأعور السلمي فوهبه له (7) سعيد (سعد) بن نمران الهمداني طلب فيه حمزة بن مالك الهمداني فوهبه له قال الطبري ذهب بعقبة بن الأخنس وسعد بن نمران بعد حجر بأيام فخلى سبيلهما. ومن ذلك يظهر ان الصواب انه قتل سبعة ونجا سبعة. قال الطبري وابن الأثير: وقام مالك بن هبيرة السكوني فقال لمعاوية دع لي ابن عمي حجرا فقال: ان ابن عمك رأس القوم، وأخاف ان خليت سبيله ان يفسد علي مصره فيضطرني غدا إلى أن أشخصك وأصحابك اليه بالعراق، فقال: والله ما أنصفتني يا معاوية قاتلت معك ابن عمك بصفين حتى ظفرت ولم تخف الدوائر، ثم سألتك ابن عمي فسطوت وتخوفت فيما زعمت عاقبة الدوائر ثم انصرف فجلس في بيته مغضبا واجتمع اليه قومه من كندة والسكون وناس من اليمن كثير فقال والله لنحن أغنى عن معاوية من معاوية عنا وانا لنجد في قومنا منه بدلا ولا يجد منا في الناس خلفا سيروا إلى هذا الرجل فلنخله من أيديهم، فاقبلوا يسيرون ولم يشكوا انهم بعذراء لم يقتلوا، فاستقبلهم قتلتهم فلما رأوه في جمع ظنوا انه انما جاء ليخلص حجرا منهم، فقال لهم ما وراءكم؟ قالوا ثاب القوب وجئنا لنخبر معاوية. فسكت ومضى نحو عذراء، فاستقبله بعض من جاء منها وأخبره بأنهم قتلوا فقال علي بالقوم وتبعتهم الخيل وسبقوهم حتى دخلوا على معاوية وأخبروه خبر مالك ومن معه فقال لهم اسكنوا فإنما هي حرارة يجدها في نفسه وكأنها قد طفئت. ورجع مالك إلى منزله ولم يأت معاوية. فأرسل اليه معاوية فأبى ان يأتيه، فلما كان الليل بعث اليه بمائة ألف درهم وقال قل له: انه لم يمنعه أن يشفعك في ابن عمك الا شفقة عليك، وان حجرا لو بقي خشيت ان يكلفك وقومك الشخوص اليه، فقبلها ورضي.
ما قاله أصحاب حجر بعد شهادته قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: لما قتل حجر اجتمع شيعته فقال بعضهم: أسال الله أن يجعل قتله (يعني معاوية) على أيدينا. فقال بعضهم: مه ان القتل كفارة، ولكننا نسأله تعالى أن يميته على فراشه.
ما جرى بين الحسين عليه السلام وبين معاوية بشأن قتل حجر في احتجاج الطبرسي عن صالح بن كيسان قال: لما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه حج ذلك العام فلقي الحسين بن علي عليه السلام فقال: يا أبا عبد الله! هل بلغك ما صنعنا بحجر وأصحابه وأشياعه وشيعة أبيك؟ فقال: وما صنعت بهم؟ قال: قتلناهم وكفناهم وصلينا عليهم، فضحك الحسين عليه السلام وقال: خصمك القوم يا معاوية، ولكنا لو قتلنا شيعتك ما كفناهم ولا صلينا عليهم ولا قبرناهم - الحديث. ومر في أقوال العلماء فيه المكاتبة بين الحسين عليه السلام ومعاوية فيما يتعلق بقتل حجر.
ندم معاوية على قتل حجر حيث لا ينفعه روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال: ما وفد جرير قط الا وفدت معه وما دخل على معاوية الا دخلت معه وما دخلنا معه عليه الا ذكر قتل حجر بن عدي. قال المرزباني: قيل إن معاوية عند موته: أي يوم لي من حجر وأصحاب حجر يردد ذلك ويقول:
ان تناقش يكن نقاشك يا ر * ب عذابا لا طوق لي بالعذاب أو تجاوز فأنت رب رحيم * عن مسئ ذنوبه كالتراب ثم يقول: يومي من حجر بن عدي يوم طويل ويردد قوله ثم مات.
قال ابن عساكر: قال معاوية ما قتلت أحدا الا وانا اعرف فيم قتلته ما خلا حجرا فاني لا أعرف باي ذنب قتلته. وفي تاريخ الطبري وابن الأثير: قال ابن سيرين بلغنا أن معاوية لما حضرته الوفاة جعل يغرغر بالصوت ويقول:
يومي منك يا حجر يوم طويل. وفي تاريخ الطبري: قال أبو مخنف زعموا أن معاوية قال عند موته: يوم لي من ابن الأدبر طويل، ثلاث مرات يعني حجرا. وفي الدرجات الرفيعة: ذكر كثير من أهل الأخبار ان معاوية لما حضرته الوفاة جعل يغرغر بالموت ويقول: ان يومي منك يا حجر بن عدي لطويل. وفي كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي أبي علي محسن بن القاسم من نسخة مخطوطة قال: ذكر أبو الحسين المدايني في كتابه كتاب الفرج بعد الشدة والضيقة عن عبد الله بن عمير قال: كتب معاوية إلى زياد انه قد ثلج في صدري شئ من أمر حجر بن عدي فابعث إلي رجلا من أهل المصر له فضل ودين وعلم، فدعا عبد الرحمن بن أبي ليلى، فقال له:
ان. أمير المؤمنين كتب إلي يأمرني ان أوجه اليه برجل من أهل المصر له دين وفضل وعلم ليسأله عن حجر بن عدي فكنت عندي ذلك الرجل فإياك ان تقبح له رأيه في حجر فاقتلك، وأمر له بألفي درهم وكساه حلتين وحمله على راحلتين. قال عبد الرحمن: فسرت وما في الأرض خطوة أشد علي من خطوة تدنيني إلى معاوية فقدمت بابه فاستأذنت فدخلت فسألني عن سفري