وفي لباب الآداب: أورد الإمام أبو الحسن يحيى بن نجاح في كتاب سبل الخيرات ان عثمان بن عفان أرسل إلى أبي ذر الغفاري صبرة فيها نفقة على يد عبد له وقال إن قبلها فأنت حر فأتاه بها فلم يقبلها فقال اقبلها يرحمك الله فان فيها عتقي فقال إن كان فيها عتقك فان فيها رقي وأبي أن يقبلها اه وروى الحميري في المحاسن بسنده عن الصادق (ع) وقال رؤي أبو ذر يسقي حمارا له بالربذة فقال له بعض الناس أما لك يا أبا ذر من يسقي لك هذا الحمار فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ما من دابة الا وهي تسأل كل صباح اللهم ارزقني مليكا صالحا يشبعني من العلف ويرويني من الماء ولا يكلفني فوق طاقتي فأنا أحب أن أسقيه بنفسي اه.
خبره في غزوة تبوك روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن مسعود قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه ان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعوه ان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه فتلوم أبو ذر على بعيره فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماشيا ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده. وفي تفسير علي بن إبراهيم: كان أبو ذر تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيام وذلك أن جمله كان أعجف فلحق بعد ثلاثة أيام ووقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه وحمل ثيابه على ظهره فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كن أبا ذر فقالوا هو أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدركوه بالماء فإنه عطشان فأدركوه بالماء ووافى أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أداوة فيها ماء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أبا ذر معك ماء وعطشت فقال نعم يا رسول الله بأبي أنت وأمي انتهيت إلى صخرة وعليها ماء السماء فذقته فإذا هو عذب بارد فقلت لا أشربه حتى يشربه حبيبي رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أبا ذر رحمك الله تعيش وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك وتدخل الجنة وحدك يسعد بك قوم يتولون غسلك وتجهيزك ودفنك (الحديث).
ما روي عنه من الاخبار في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر قال ليأتين عليكم زمان يغبط الرجل فيه بخفة الحاذ كما يغبط اليوم فيكم أبو عشرة اه. الحاذ الظهر كني به عن قلة المال والولد. وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر الغفاري عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة وكثرت التجارة وكثر المال وعظم رب المال بماله وكثرت الفاحشة وكانت امارة الصبيان وكثر النساء وجار السلطان وطفف في المكيال والميزان ويربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدا له ولا يوقر كبير ولا يرحم صغير ويكثر أولاد الزنا حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان لو اعتزلتما عن الطريق ويلبسون جلود الضان على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المداهن.
ما رواه من المواعظ والحكم (عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) في أسد الغابة بسنده عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل (ع) عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي اني قد حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي كلكم جائع الا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل انسان ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئا الا كما ينقص البحر ان يغمس فيه المخيط غمسة واحدة يا عبادي انما هي اعمالكم احفظها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه اه (وروى) الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم في اعمالهم. (وبسنده) عن صدقة بن أبي عمران بن حطان قال اتيت أبا ذر فوجدته في المسجد محتبئا بكساء اسود وحده فقلت يا أبا ذر ما هذه الوحدة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول الوحدة خير من جليس السوء والجليس الصالح خير من الوحدة واملاء الخير خير من السكوت والسكوت خير من املاء الشر.
وفي الطبقات الكبير بسنده عن أبي ذر: أوصاني خليلي بسبع امرني بحب المساكين والدنو منهم وأمرني ان انظر إلى من هو دوني ولا انظر إلى من هو فوقي وأمرني ان لا أسأل أحدا شيئا وأمرني ان أصل الرحم وان اذبرت وأمرني ان أقول الحق وان كان مرا وأمرني ان لا أخاف في الله لومة لائم وأمرني ان أكثر من لا حول ولا قوة الا بالله فإنهن من كنز تحت العرش.
وبسنده عن أبي ذر قال إن خليلي عهد إلي ان اي مال ذهب أو فضة أو كي عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله. وبسنده عن أبي ذر أنه قال ليس من وعى ذهبا أو فضة يوكي عليه الا وهو يتلظى على صاحبه وفي حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر ان خليلي صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلي أنه أيما ذهب أو فضة أو كئ عليه فهو جمر على صاحبه حتى ينفقه في سبيل الله عز وجل.
وبسنده عن أبي ذر: نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم يتلو علي هذه الآية: * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) * عن أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أبا ذر اني لأعلم آية لو اخذ الناس بها لكفتهم * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) * فما زال يقولها ويعيدها علي.
وصايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر روى الصدوق في الخصال ومعاني الأخبار بسنده عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذر، ورواه أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء بأسانيده عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر واللفظ بحلية الأولياء قال أبو ذر دخلت المسجد وإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس وحده فجلست اليه فقال (يا أبا ذر ان للمسجد تحية وان تحيته ركعتان فقم فاركعهما) فقال فقمت فركعتهما ثم عدت فجلست اليه فقلت يا رسول الله انك أمرتني بالصلاة فما الصلاة؟
قال (خير موضوع استكثر أو استقل) قلت يا رسول الله فأي الأعمال