عبد الله بن الصامت الغفاري عن أبي ذر في حديث أنه قال: وقد صليت يا ابن أخي قبل ان القى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث سنين فقالت لمن؟ قال لله فقلت أين توجه قال أتوجه حيث يوجهني الله أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر السحر ألفيت كأني خفاء (1) حتى تعلوني الشمس (الحديث) ورواه في حلية الأولياء بسنده عن أبي ذر مثله وروى في حلية الأولياء أيضا بسنده عن أبي ذر: صليت قبل الاسلام بأربع سنين قيل له من كنت تعبد قال اله السماء قيل فأين كانت قبلتك قال حيث وجهني الله عز وجل. وروى ابن سعد في الطبقات - بسنده كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق وكان شجاعا يتفرد وحده بقطع الطريق ويغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع فيطرق الحي ويأخذ ما اخذ ثم إن الله قذف في قلبه الاسلام (الحديث) (أقول) هذا ينافي ما ذكره ابن سعد في طبقاته أيضا قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني نجي أبو معشر قال كان أبو ذر يتاله في الجاهلية ويقول لا إله إلا الله ولا يعبد الأصنام الحديث فمن يكون متألها لا يكون من قطاع الطريق. نعم روى ابن سعد باسناده في حديث ان أبا ذر بعد ما اسلم قال يا رسول الله اني منصرف إلى أهلي وناظر متى يؤمر بالقتال فالحق بك فاني أرى قومك عليك جميعا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أصبت! فانصرف فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول: لا أرد إليكم منها شيئا حتى تشهدوا ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله، فان فعلوا رد عليهم ما اخذ منهم وان أبوا لم يرد عليهم شيئا، فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومضى بدر وأحد ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وروى أيضا بسنده في آخر الحديث الذي فيه انه كان يتأله: انه بعدما اسلم رأى امرأة تطوف بالبيت وتدعو بأحسن دعاء في الأرض وتقول:
أعطني كذا وكذا، ثم قالت في آخر ذلك يا اساف ويا نائلة! فقال أبو ذر انكحي أحدهما صاحبه فتعلقت به وقالت أنت صابئ، فجاء فتية من قريش فضربوه وجاء ناس من بني بكر فنصروه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله اما قريش فلا أدعهم حتى أثأر منهم ضربوني، فخرج حتى أقام بعسفان، وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقي أحمالها فجمعوا الحنط قال يقول أبو ذر لقومه: لا يمس أحد حبة حتى يقولوا لا إله إلا الله، فيقولون لا اله إلا الله ويأخذون الغرائر.
وروى في الطبقات أيضا باسناده عن أبي ذر: كنت في الاسلام خامسا، وباسناده عن حكام بن أبي الوضاح البصري: كان اسلام أبي ذر رابعا أو خامسا. وبسنده عن أبي ذر في حديث أنه قال: ما زال في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ما ترك لي الحق صديقا. وفي المستدرك للحاكم: ذكر مناقب أبي ذر الغفاري ثم روى بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال أبو ذر جندب بن جنادة وقيل يزيد بن جنادة، توفي بالربذة سنة 32 واختلفوا فيمن صلى عليه فقيل عبد الله بن مسعود وقيل جرير بن عبد الله البجلي اه. وعن ابن حجر في التقريب: تقدم اسلامه وتأخرت هجرته فلم يشهد بدرا، ومناقبه كثيرة جدا اه. وفي الدرجات الرفيعة: وقال غير ابن حجر اسلم خامس خمسة ثم رجع أي ارض قومه وقدم بعد الهجرة، وكان من أكابر العلماء والزهاد كبير الشأن، كان عطاؤه في السنة أربعمائة دينار، وكان لا يدخر شيئا اه. ثم قال: كان أبو ذر من أعاظم الصحابة وكبرائهم الذين أوفوا بما عاهدوا عليه الله وهو أحد الأركان الأربعة وكفاه شرفا ما رواه في وصيته المشهورة التي أوصاه بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال له يا رسول الله بأبي أنت وأمي أوصني بوصية ينفعني الله بها! فقال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم وأكرم بك يا أبا ذر! انك منا أهل البيت ، واني موصيك بوصية فاحفظها، ثم ذكر الوصية قال: ولولا طولها وما اشترطناه على أنفسنا من الاختصار لأوردناها اه وسنذكرها بتمامها (انش) عند ذكر وصايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم له وفي حلية الأولياء: ومنهم العابد الزهيد، القانت الوحيد، رابع الاسلام، ورافض الأزلام قبل نزول الشرع والاحكام، تعبد قبل الدعوة بالشهور والأعوام، وأول من حيا الرسول بتحية الاسلام، لم تكن تأخذه في الحق لائمة اللوام، ولا تفزعه سطوة الولاة والحكام أول من تكلم في علم البقاء والفناء، وثبت على المشقة والعناء، وحفظ العهود والوصايا، وصبر على المحن والرزايا،!
واعتزل مخالطة البرايا، إلى أن حل بساحة المنايا. أبو ذر الغفاري رضي الله عنه. خدم الرسول، وتعلم الأصول، ونبذ الفضول. وقد قيل: ان التصوف التأله والتدله، عن غلبات التوله. ثم قال وكان أبو ذر رضي الله تعالى عنه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ملازما وجليسا، وعلى مسألته والاقتباس منه حريصا، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا سأله عن الأصول والفروع، وسأله عن الايمان والاحسان، وسأله عن رؤية ربه تعالى، وسأله عن أحب الكلام إلى الله تعالى، وسأله عن ليلة القدر أترفع مع الأنبياء أم تبقى، وسأله عن كل شئ حتى عن مس الحصا في الصلاة تخلى من الدنيا وتشمر للعقبى وعانق البلوى إلى أن لحق بالمولى اه. وأراد بمس الحصا ما رواه هو بسنده عن أبي ذر: سالت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كل شئ حتى سألته عن مس الحصا فقال: مسه أو دع اه ثم روى بسنده عن أبي ذر كنت رابع الاسلام اسلم قبلي ثلاثة وانا الرابع اه.
وفي رجال بحر العلوم: جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري رابع الاسلام وخادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واحد الحواريين الذين مضوا على منهاج سيد المرسلين ثم ذكر بدء اسلامه وذهابه إلى بلاد قومه ثم هجرته إلى المدينة ومؤاخاته وقال ثم شهد مشاهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولزم بعده أمير المؤمنين عليه السلام وكان من المجاهرين بمناقب أهل البيت عليهم السلام ومثالب أعدائهم لم تأخذه في الله لومة لائم عند ظهور المنكر وانتهاك المحارم ثم ذكر ما قاله فيه النبي والوصي عليهما السلام ثم قال وكان بينه وبين عثمان مشاجرة في مسالة من مسائل الزكاة فتحا كما عند رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم فحكم لأبي ذر على عثمان. قال وذكر ابن شهرآشوب انه ثاني اثنين صنفا في الاسلام. قال: وروي انه لما اشتد انكار أبي ذر على عثمان نفاه إلى الشام واخذ في النكير عليه وعلى معاوية، وكان يقول: والله اني لأرى حقا يطفى وباطلا يحيى وصادقا مكذبا وأثرة بغير تقى وصالحا مستأثرا عليه، فكتب معاوية إلى عثمان: ان أبا ذر قد صرف قلوب أهل الشام عنك وبغضك إليهم، فلا يستفتون غيره ولا يقضي بينهم الا هو. فكتب إلى معاوية ان أحمل أبا ذر على ناب صعبة وقتب ثم ابعث به مع من ينخش به نخشا عنيفا حتى يقدم به علي. فلما قدم به على عثمان كان مما أنبه به ان قال إنه يقول إنه خير من الشيخين! فقال أبو ذر: اجل والله لقد رأيتني رابع أربعة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما اسلم غيرنا ولا أسلما! فقال علي: والله لقد رأيته وهو ربع الاسلام. ثم إن عثمان نفاه إلى الربذة فلم يزل بها حتى مات سنة 32 من الهجرة، وقبره بالربذة معروف اه.