الواقعيين، إلا أن يقوم دليل آخر من إجماع أو غيره على ثبوت التلازم واقعا وظاهرا، كما في تتميم النجس كرا بطاهر، على ما سيأتي بيانه.
فظهر: أن القول بعدم جريان الأصول المحرزة في أطراف العلم الاجمالي لا يلازم القول بعدم جريانها إذا استلزم منها التفكيك بين المتلازمين الشرعيين أو العقليين أو العاديين، فتأمل.
إذا عرفت ذلك فاعلم: أن الأقسام التي ذكرها الشيخ - قدس سره - لتعارض الاستصحابين ولو كانت تشترك في العلم بانتقاض الحالة السابقة في أحدهما، إلا أنه منها: مالا يجري فيه إلا أحد الاستصحابين. ومنها: ما يجري فيه كل من الاستصحابين. ومنها: مالا يجري فيه شئ من الاستصحابين (1).
والأولى في تحرير الأقسام هو أن يقال: إن الاستصحابين إما أن يلزم منهما المخالفة العملية وإما أن لا يلزم منهما ذلك. وعلى الثاني: فاما أن يؤديان جمعا إلى ما يخالف المعلوم بالتفصيل فيما بين الأطراف أو لا يؤديان إلى ذلك. وعلى الثاني: فاما أن لا يكون لأحدهما أثر شرعي في زمان الشك وإما أن يكون لكل منهما أثر شرعي. وعلى الثاني: فاما أن يلزم منهما التفكيك بين المتلازمين اللذين قام الدليل على عدم جواز التفكيك بينهما ولو ظاهرا وإما أن يلزم منهما التفكيك بين المتلازمين مع عدم قيام الدليل على عدم جواز التفكيك بينهما، فالأقسام خمسة.
ولكن منها: مالا يجري فيه إلا أحد الاستصحابين، وهو ما إذا لم يكن لاحد المستصحبين أثر شرعي في زمان الشك، بداهة أن الاستصحاب إنما يجري باعتبار الأثر، فإذا لم يكن لأحدهما أثر فلا مجال لجريانه. ومنها: ما يجري فيه الاستصحابان من دون أن يكون بينهما معارضة، وهو ما إذا لزم من جريان